حشد الجهود الدولية لمواجهة خطر الإرهاب أبرز ملامح نشاط السيسى فى أسبوع

الجمعة، 20 فبراير 2015 10:13 ص
حشد الجهود الدولية لمواجهة خطر الإرهاب أبرز ملامح نشاط السيسى فى أسبوع السيسى
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تركز نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الأسبوع الماضى على حشد الجهود لمواجهة مخاطر الإرهاب خاصة بعد العملية الإرهابية الآثمة التى قام بها تنظيم "داعش" بقتل 21 مواطنا مصريا فى ليبيا.

وفور ورود الأنباء باختطاف مجموعة من العاملين المصريين المسيحيين بليبيا أمر الرئيس السيسى بتشكيل مجموعة أزمة لمتابعة تطورات هذه القضية، وأجرى الرئيس السيسى يوم السبت الماضى اتصالا هاتفيا بقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أكد خلاله على متابعته شخصياً للتطورات المتعلقة بعملية الاختطاف، وأن كافة الأجهزة المعنية بالدولة تسخر كافة جهودها واتصالاتها للوقوف على حقيقة الموقف.

وشدد الرئيس على أن أبناء مصر المختطفين هم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصرى، بمسلميه ومسيحييه، وهم يعبرون وبصدق عن الغالبية العظمى منه التى تنتمى للطبقة الكادحة، مؤكداً تعاطف الدولة التام مع قضيتهم، وأشار الرئيس إلى التوجيهات الصادرة إلى الحكومة بضرورة إيلاء الرعاية اللازمة لعائلات المختطفين وتقديم المساعدة اللازمة لهم، وجدد الرئيس دعوته لضرورة تكاتف المجتمع الدولى فى مواجهة التنظيمات الإرهابية التى تتخفى وراء الدين الإسلامى الحنيف، وهو منها براء.

ثم عقد الرئيس اجتماعا يوم الأحد حضره المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء للوقوف على آخر تطورات الموقف بالنسبة للمواطنين المصريين المختطفين فى ليبيا، مشددا على ضرورة استنفار كافة أجهزة ومؤسسات الدولة وتضافر الجهود والتنسيق فيما بينها. كما اطمأن الرئيس على تقديم المساعدات لعائلات المختطفين، ومتابعة احتياجاتهم والاستجابة لمطالبهم.

وبعد أن تأكدت أنباء قيام تنظيم "داعش " الإرهابى بتنفيذ عمليته النكراء بقتل المصريين المختطفين، نعى الرئيس السيسى شهداء مصر الذين سقطوا ضحايا الإرهاب الغاشم، وتقدم بخالص العزاء للشعب المصرى فى مصابه الأليم، وقرر عقد اجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطنى، وذلك لمتابعة تطورات الموقف عقب الحادث الارهابى البشع الذى طال عدد من أبناء مصر الأبرياء على يد تنظيم "داعش" الإرهابى، والتباحث حول القرارات والإجراءات التى سوف تتخذها الدولة للتعامل مع الموقف، وقد نعى مجلس الدفاع الوطنى شهداء مصر الأبرار، الذين سقطوا ضحايا أعمال إرهابية خسيسة، وأكد لذويهم وللشعب المصرى العظيم أنه سيثأر لدمائهم الغالية، كما أعلن الرئيس حالة الحداد العام لمدة سبعة أيام.

وأعرب الرئيس السيسى عن خالص تعازيه للشعب المصرى واسر وعائلات شهداء الارهاب الغادر، مشيرا إلى ان مصابهم هو مصاب مصر كلها، وقال فى كلمة وجهها للأمة عبر التليفزيون، اننا فى هذه اللحظات العصيبة نشعر جميعا كمواطنين مصريين بالحزن والألم والغضب، مشيرا إلى ان هذا الارهاب الخسيس الذى طال ابناء مصر هو حلقة جديدة فى سلسلة الارهاب المستشرى فى العالم كله وهو ما يفرض علينا جميعا الاصطفاف من اجل استئصال جذوره وحماية العالم من انتشار سمومه.

وأكد الرئيس السيسى أن مصر ودول العالم أجمع تواجه معركة شرسة مع تنظيمات إرهابية تتبنى الفكر المتطرف وتتشارك فى نفس الأهداف التى لا تخفى على أحد.. وشدد على أنه قد آن الأوان للتعامل معها جميعا بدون انتقائية أو ازدواجية فى المعايير.

كما شدد على ان هذه الاعمال الجبانة لن تنال من عزيمتنا وان مصر التى هزمت الارهاب من قبل قادرة بتصميم وإرادة شعبها العظيم، على دحره والقضاء عليه، مؤكدا ان مصر لا تدافع عن نفسها فقط ولكن تدافع عن الانسانية بأكملها من هذا الخطر المحدق بها.

وأكد الرئيس السيسى ان مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد وبالأسلوب والتوقيت المناسب للقصاص من هؤلاء القتلة والمجرمين المتجردين من ابسط قيم الإنسانية، وأضاف انه دعا مجلس الدفاع الوطنى للانعقاد فورا وبشكل دائم لمتابعة تطورات الموقف والتباحث حول القرارات والإجراءات المقرر اتخاذها، وأشار إلى انه وجه الحكومة بالوقوف إلى جانب اسر شهداء الارهاب واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة للتخفيف من مصابهم والاستمرار فى التنفيذ الصارم لقرار منع المصريين من السفر إلى ليبيا فى ظل هذه الاوضاع المتردية حفاظا على أرواحهم.

وأضاف انه وجه اجهزة الدولة المعنية باتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة بتأمين وتسهيل عودة المصريين الراغبين فى العودة إلى ارض الوطن. وأشار الرئيس إلى انه كلف وزير الخارجية سامح شكرى بالسفر فورا إلى نيويورك لإجراء اتصالات عاجلة مع كبار المسئولين فى الامم المتحدة والدول الاعضاء فى مجلس الامن والمشاركة فى القمة الدولية حول الارهاب من اجل وضع المجتمع الدولى امام مسئولياته واتخاذ الاجراءات الكفيلة التى تتفق مع ميثاق الامم المتحدة باعتبار ان ما يحدث فى ليبيا يعد تهديدا للسلم والأمن الدوليين.

وتوجَّه الرئيس السيسى إلى مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، للقاء قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وتقديم العزاء فى المواطنين المصريين الأبرياء ضحايا الحادث الإرهابى الآثم الذى وقع فى ليبيا، حيث أعرب الرئيس عن مواساته لأسر الضحايا، مؤكداً أنهم سيلقون كامل الاهتمام والرعاية من كافة أجهزة الدولة المعنية.

وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأن أداء الرئيس السيسى لواجب العزاء فى الضحايا الأبرياء جاء بدافع وطنى وكمواطن مصرى فى المقام الأول قبل كونه رئيساً للجمهورية ولكل المصريين، حيث حرص على التوجه إلى مقر الكاتدرائية دون انتظار لإجراء أى ترتيبات مراسمية أو إعداد موكب رسمى.

وأضاف المتحدث الرسمى أن الدولة المصرية التى احتفظت لذاتها بحق الرد فى التوقيت المناسب وبالكيفية التى ترتأيها، لم تألُ جُهداً لتحقيق القصاص السريع والعادل لأبنائها الأبرياء الذين قضوا جراء هذا الحادث الإرهابى الغاشم.

وذكر السفير علاء يوسف، أن الرئيس السيسى دعا جموع المصريين إلى وحدة الصف الوطنى والتكاتف لاجتياز هذه الأحداث العصيبة، مؤكداً أن تعاضد المصريين مسلمين ومسيحيين هو السبيل الوحيد الذى يكفل سلامة الوطن ودحره للإرهاب بل ويضيف مزيداً من القوة والتلاحم للنسيج الوطنى المصري، كما أوضح الرئيس أن مثل هذه الأعمال الدنيئة المجافية لتعاليم كافة الأديان السماوية وللقيم الإنسانية النبيلة لن تثنى المصريين عن عزمهم مواصلة الطريق الذى بدأوه لبناء مصر الجديدة، التى تحقق آمال وطموحات شعبها على أسس من العدالة والمساواة واحترام حقوق الجميع.

وتلقى الرئيس السيسى عدة اتصالات هاتفية من عدد من زعماء العالم تؤكد التضامن مع مصر فى مواجهة الإرهاب، فتلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس وزراء بريطانيا "ديفيد كاميرون"، الذى استهل حديثه بتوجيه تعازيه لمصر، قيادةً وحكومة وشعباً، فى المواطنين المصريين الأبرياء الذين سقطوا ضحايا لعمل إرهابى غاشم فى إطار سلسلة من الأعمال الإرهابية التى استهدفت عدداً من المدنيين الأبرياء من مختلف الأديان والجنسيات، وهو الأمر الذى يدلل على أن الإرهاب لا دين ولا وطن له وإنما تحركه توجهات خبيثة وأفكار متطرفة يتعين التصدى لها من خلال تكاتف الجهود الدولية واستمرارها بدأب وإصرار، وصولاً إلى اجتثاث ظاهرة الإرهاب.
وأعرب رئيس الوزراء البريطانى عن إدانة بلاده الشديدة لذلك العمل الإرهابى الآثم، مؤكداً تضامن بريطانيا مع مصر فى مواجهة الإرهاب، ومنوهاً إلى أن بلاده تقدر الظروف التى تمر بها مصر فى المرحلة الحالية.
ومن جانبه، أعرب الرئيس السيسى عن شكره لرئيس الوزراء البريطانى الذى عبر عن مساندة بلاده لمصر، مقدراً جهود بريطانيا فى مكافحة الإرهاب، ونوَّه إلى الدور الذى يتعين أن يضطلع به مجلس الأمن الدولى فى هذا الصدد، أخذاً فى الاعتبار كون بريطانيا عضواً دائماً فيه، وأن هناك الكثير من الجهود التى يمكن بذلها والقرارات التى يتعين اتخاذها للمساهمة فى انحسار ظاهرة الإرهاب، واستعادة الاستقرار والأمن إلى منطقة الشرق الأوسط.

وأكد الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند فى اتصال هاتفى مع الرئيس السيسى دعم فرنسا للتحرك الدولى للقضاء على الإرهاب، وتضامن بلاده الكامل مع مصر ووقوفها بجانبها فى مواجهته.

ومن جانبه أعرب الرئيس عن تقديره لموقف الرئيس الفرنسى، مؤكداً مواصلة مصر التشاور والتنسيق مع الدول الصديقة من أجل تعزيز التكاتف الدولى فى مواجهة ظاهرة الارهاب والقضاء عليها.

كما تلقى الرئيس السيسى اتصالا هاتفيا من جلالة الملك / عبد الله الثانى بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، الذى قدم للرئيس التعازى فى الضحايا الأبرياء الذين سقطوا جراء عمل إرهابى حقير يجافى كافة معانى الإنسانية والرحمة، مضيفاً أنه ليس غريباً على من يقترف جرائم قتل البشر حرقاً أن يقوم بمثل هذا الفعل الشنيع.

وقدم العاهل الأردني، باِسم شعب بلاده، التعازى للشعب المصرى معرباً عن مواساته وتعاطفه الكامل مع أسر الضحايا المصريين، وأضاف جلالة الملك أن مثل هذه المواقف العصيبة تزيد من الإصرار على مكافحة الإرهاب ومعاقبة الجناة بشكل رادع.
وقد أعرب الرئيس السيسى عن شكره وتقديره لموقف جلالة الملك، مشيداً بمواقف المملكة الأردنية الهاشمية الداعمة لمصر، ومؤكداً اعتزام مصر مواصلة تعاونها وتنسيقها للمواقف مع الأردن الشقيق على كافة الأصعدة، وفى مقدمتها مكافحة الإرهاب وصولاً إلى دحره والقضاء عليه، والحيلولة دون تجدد مثل هذه الأعمال التى تلحق تداعياتها وآثارها السلبية بالدين الإسلامي، الذى تتعين حمايته وتقديم صورته الحقيقية للعالم أجمع، بما تشمله من تعاليم سمحة تحض على حفظ الحياة وصون النفس البشرية والتعايش المشترك وقبول الآخر.

وأكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى اتصال هاتفى بالرئيس السيسى ان مصر ستنتصر فى المعركة ضد الإرهاب منوهاً إلى أن مصر وشعبها العريق سينتصران فى معركتهما ضد الإرهاب وأن مثل تلك الأفعال الجبانة ستزيد عزم المصريين على مواصلة طريقهم وبناء دولتهم التى ينشدونها، وذلك بمساندة أشقائهم الذين يكنون لمصر وشعبها كل مودة وتقدير.
وتلقى الرئيس السيسى اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء اليونان "أليكسيس تسيبراس"، الذى قدم العزاء لمصر، قيادةً وحكومة وشعباً، فى المواطنين المصريين الأبرياء الذين سقطوا ضحايا لعمل إرهابى غاشم فى ليبيا.
وأعرب رئيس الوزراء اليونانى عن إدانة بلاده الشديدة لذلك العمل الإرهابى الآثم، مؤكداً تضامن اليونان مع مصر فى مواجهة الإرهاب، ومنوهاً إلى أن بلاده تقدر الظروف التى تمر بها مصر فى المرحلة الحالية، أخذا فى الاعتبار الشراكة الوثيقة بين البلدين والتقارب الجغرافى مع منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن البعد المتوسطى فى العلاقات بين مصر واليونان.

كما تلقى الرئيس اتصالا هاتفيا من "جوزيف موسكات" رئيس وزراء مالطا، الذى أعرب عن إدانة بلاده الشديدة للعمل الإرهابى الآثم الذى راح ضحيته عددٌ من أبناء مصر الأبرياء على يد تنظيم داعش فى ليبيا، مؤكداً تضامن مالطا مع مصر ووقوفها بجانبها فى مواجهة الإرهاب الغاشم.
وفى حديث لمحطة " أوروبا – 1" الإذاعية الفرنسية أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أهمية اضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته، وضرورة تكاتف الجهود الدولية لدحر الإرهاب فى ليبيا، باعتبار ذلك سبيل وحيد لتحقيق الأمن وإعادة الاستقرار.
وأضاف الرئيس أنه يتعين تنسيق الجهود مع الدول الصديقة داخل الأمم المتحدة، وخاصة فى مجلس الأمن -باِعتباره الجهة المسئولة عن حفظ السلم والأمن الدوليين، والمنوط بها اتخاذ تدابير عاجلة وفقاً لميثاق الأمم المتحدة لمواجهة أى تهديد لهما - موضحاً أن ما يحدث فى ليبيا يعد تهديداً واضحاً وصريحاً للسلم والأمن الدوليين. وشدد الرئيس السيسى على ضرورة قبول الشعب الليبى لأى قرار دولى لتدارك الأوضاع فى بلاده لبسط الأمن واستعادة سيطرة الدولة الليبية على مقدراتها.
وأضاف الرئيس أنه يتعين العمل من خلال جهد دولى مشترك لرفع حظر توريد السلاح إلى الجيش الوطنى الليبي، مؤكداً حرص مصر على عدم التدخل عسكرياً فى ليبيا احتراماً لسيادتها الوطنية إلا أن فداحة وبشاعة العمل الإرهابى بحق المواطنين المصريين الأبرياء أوجبت التدخل عسكرياً، وأشار إلى أن معالجة الوضع فى ليبيا تتطلب جهداً جماعياً بالنظر لتدهور الأوضاع الأمنية إلى حد كبير.
كما أكد الرئيس خلال حديثه أن المواطنة هى المبدأ الحاكم لتعامل الدولة المصرية مع شعبها، ومن ثم فإنه لا تفرقة ولا تمييز على الإطلاق بين مسلم ومسيحى فى مصر، فالجميع أبناء وطن واحد، أما الأديان فحرية اختيارها واعتناقها مكفولة للجميع، وفى كل الأحوال كان لزاماً القصاص للدماء المصرية التى سالت فى ليبيا.
وذكر الرئيس السيسى أنه سبق أن حذرت مصر مراراً وتكراراً من مغبة تردى الأوضاع الأمنية فى ليبيا على كافة دول الجوار، سواء الجوار الجغرافى المباشر أو على دول شمال المتوسط الأوروبية، منوهاً إلى أن عملية الناتو غير المكتملة تركت الشعب الليبى أسيراً لميلشيات مسلحة ومتطرفة، ومن ثم فإنه حان الوقت لدعم خيارات الشعب الليبى الحرة المتمثلة فى الجيش الوطنى والبرلمان المنتخب والحكومة الليبية، كما يتعين العمل على جمع الأسلحة من كافة الميليشيات والحيلولة دون تدفق السلاح من دول أخرى إلى تلك الجماعات المتطرفة.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب بشكل عام، أكد الرئيس السيسى أن ذلك لن يتأتى من خلال المواجهات العسكرية والأمنية فقط، وإنما يتطلب الأمر عملاً جاداً ودؤوباً على مختلف الأصعدة والمستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، بما فى ذلك تجديد وتصويب الخطاب الدينى وتنقيته من أية أفكار هدامة ودخيلة على صحيح الدين الإسلامي، منوها إلى دور الأزهر الشريف الذى يقوم به فى هذا الصدد باعتباره منبراً للاعتدال.
و استعرض الرئيس أثناء الحديث الجهود التى تبذلها مصر لضمان أمن السائحين واستعادة معدلات الحركة السياحية الوافدة إلى مصر لسابق عهدها، منوها إلى أن تأشيرة الدخول التى يتم منحها للسائح تعنى ضمنيا ضرورة الحفاظ على أمنه وحياته.
وألقى الرئيس السيسى الضوء على المؤتمر الاقتصادى الذى ستنظمه مصر فى مارس المقبل، منوها إلى أنه تم توجيه الدعوة إلى أصدقاء مصر من رجال الدولة ورجال الأعمال المهتمين بالعمل والاستثمار فى مصر، ومشيرا إلى أن مصر بوابة إفريقيا ونافذة على العالم العربى وأوروبا، فضلاً عن كونها معبراً للتجارة العالمية عبر قناة السويس وما تشهده من تطوير عبر حفر قناة جديدة، وكذا المشروعات العملاقة الأخرى الجارى تنفيذها فى مصر.
وفيما يتعلق بتعزيز قدرات القوات المسلحة المصرية وتنويع مصادر السلاح استقبل الرئيس السيسى وزير الدفاع الفرنسي، جان ديف لودريان وأعرب عن شكره للجهود الفرنسية المبذولة لإتمام صفقة الطائرات الفرنسية المقاتلة من طراز "رافال" وإنجازها فى وقت قياسي، حيث تأتى هذه الصفقة فى إطار تعزيز القدرات المصرية على مكافحة الإرهاب.
وقال المتحدث إن الرئيس السيسى نوه إلى ما استشعره من روح إيجابية واستعداد فرنسى صادق وقوى للتعاون مع مصر أثناء الزيارة التى قام به لباريس فى نوفمبر 2014، مشيراً إلى أن التحديات والتهديدات الأمنية التى بات يشكلها الإرهاب على مختلف دول العالم، ومن بينها مصر وفرنسا، تفرض أهمية تعزيز الشراكة وتعميق التعاون بين البلدين، فضلاً عن تنسيق المواقف فى المحافل الدولية لمكافحة الإرهاب، ولاسيما فى الأمم المتحدة.
وعقب انتهاء اللقاء شهد الرئيس السيسى مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات فى مجال التسليح بين الجانبين المصرى والفرنسى والتى ستقوم بموجبها فرنسا بتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم" فضلاً عن تزويد القوات المسلحة بالأسلحة والذخائر اللازمة للطائرات والفرقاطة، وتلا ذلك عقد مؤتمر صحفى لوزيرى الدفاع المصرى.
وفيما يتعلق بإتمام صفقة استيراد طائرات "رافال" المقاتلة، ذكر وزير الدفاع الفرنسى أن إتمام هذه الصفقة فى زمن قياسى يدلل على مدى التفاهم والثقة المتبادلة بين الجانبين المصرى والفرنسى وحرصهما المشترك على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من شراكة استراتيجية بين البلدين لمواجهة التهديدات الأمنية.
وتابع انه بحث مع الرئيس السيسى اجراءات تأمين حدود الدولة من إحدى القواعد الجوية بنطاق المنطقة الغربية العسكرية ومتابعة اجراءات تأمين القوات للحدود على الاتجاه الاستراتيجى الغربى، وناقش الرئيس عدداً من الطيارين والأطقم التخصصية والمعاونة فى أسلوب تنفيذ المهام المخططة والطارئة التى تنفذها القوات الجوية لتأمين الحدود ضد عمليات التسلل والتهريب والتصدى لمخاطر التنظيمات الارهابية المسلحة عبر الحدود، وأشاد بما لمسه من مستوى متميز واحترافية عالية تعكس مستوى الكفاءة والاستعداد القتالى لقواتنا الجوية، ووجه التحية لمقاتلى القوات المسلحة ونسور مصر على ما حققوه من ضربات ناجحة ضد المجموعات الارهابية المسلحة، وطالبهم بالحفاظ على أعلى درجات الجاهزية لتنفيذ أى مهمة يكلفون بها من أجل الحفاظ على سيادة مصر وعزة وكرامة شعبها العظيم، والرد بكل قوة على أى محاولة للمساس بحدودها ومقدساتها، مؤكداً أنهم أحد الركائز القوية التى تستند اليها القوات المسلحة فى حماية الامن القومى المصرى على كافة المستويات.
ومن داخل إحدى الطائرات قام الرئيس السيسى باستطلاع الحدود الغربية ومناطق انتشار الوحدات والتشكيلات والدوريات المقاتلة المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية، كما تابع الاستعدادات النهائية لإحدى الطلعات الجوية لعدد من الطائرات المقاتلة لتنفيذ المهام التدريبية المكلفة بها، وقام الرئيس بمتابعة تنفيذ المهام من داخل مركز العمليات، وأستمع إلى شرح تناول تقديرات الموقف الراهن والاجراءات المتخذه لتأمين الحدود الغربية بالتعاون مع الأفرع الرئيسية وتشكيلات ووحدات المنطقة الغربية العسكرية والقوات الخاصة وقوات حرس الحدود.
وأثنى الرئيس السيسى خلال لقائه بمقاتلى المنطقة الغربية العسكرية على دورهم الوطنى فى فرض السيطرة الامنية على امتداد حدود مصر الغربية، والتصدى بكل شجاعة لكل محاولات النيل من استقرار المجتمع المصري، وأعرب عن اعتزازه بقبائل وعشائر مطروح وتقديرة لدورهم وعطائهم الوطنى المشرف فى تغليب المصالح العليا للوطن وجهودهم فى استعادة الامن والاستقرار ودعمهم الكامل للقوات المسلحة فى كل ما يتخذ من اجراءات للحفاظ على امن مصر القومى، مؤكدا انهم جزء اصيل مكمل للقوات المسلحة فى ادائها لمهامها فى حماية الوطن ارضا وشعبا.
واختتم الرئيس السيسى نشاطه الأسبوعى بلقاء مع عدد من رؤساء تحرير الصحف الرئيسية فى دول حوض النيل وبعض دول الجنوب الإفريقي، حيث أكد أن العلاقات بين مصر وأشقائها الأفارقة علاقات مصيرية. وقال أنه حرص منذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة الجمهورية فى خطاب التنصيب على التأكيد على أن المرحلة القادمة ستشهد انفتاحا مصريا على إفريقيا ونهوضا شاملا فى كافة أوجه العلاقات المصرية بمختلف دول القارة.

وأضاف الرئيس أن اِستراتيجية مصر فى التعامل مع الدول الافريقية تقوم على أسس من المشاركة والتعاون لتحقيق الاستقرار السياسى والتقدم الاقتصادي، لاسيما أن شعوب القارة قد عانت لعقود طويلة وحان الوقت لتحصل على حقها فى الاستقرار والرخاء، وهو الأمر الذى لن يتأتى دون التمسك بالقيم النبيلة التى حضت عليها كافة الأديان، وفى مقدمتها التسامح والرحمة.

واستعرض الرئيس مجمل تطورات الأوضاع فى مصر منذ يناير 2011، مؤكداً أن الأولوية القصوى تتمثل فى الحفاظ على الدولة المصرية، ومن ثم فإن مصر ماضية على طريق تنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل، حيث سيتم استكمال بناء مؤسسات الدولة بإجراء الانتخابات البرلمانية فى شهر مارس المقبل لاختيار البرلمان الجديد.
وعلى صعيد رد الفعل المصرى على مقتل 21 مصرياً فى ليبيا، أوضح الرئيس أن دماء المصريين الأبرياء لا يمكن أن تذهب هباء وأنه يتعين التصدى لمن يبررون القتل باِسم الدين ويصنفونه فى إطار الجهاد، وهى رؤى مغلوطة تجافى الحقيقة تماماً.
وذكر أن الضربة الجوية المصرية لمعاقل التنظيم الإرهابى فى ليبيا كانت مركزة واستهدفت العناصر الإرهابية فقط دون سواها، مضيفاً أنه على الرغم مما هو معروف عن حجم وقوة الجيش المصرى إلا أنه لم يُقْدِم على غزو أية دولة طمعاً فى مواردها أو ثرواتها، ولكنه يدافع عن الوطن ويحمى مصالحه، ويساهم فى القضاء على مصادر تهديد الأمن القومى المصري، وفى مقدمتها الإرهاب.. وأن مصر تساهم دوماً فى إدارة وتسوية النزاعات فى القارة الأفريقية وترفض العمل على إذكاء الصراعات والانقسامات.

وكان الرئيس السيسى قد استهل نشاطه الأسبوعى بتسلم أوراق اعتماد ١٢ سفيرا لاثنتى عشرة دولة هى: تايلاند، زيمبابوى، نيوزيلاندا، كوريا، أفريقيا الوسطى، الولايات المتحدة الأمريكية، كينيا، غانا، النمسا، نظام فرسان مالطا، جمهورية التشيك، الجبل الأسود.

ورحب الرئيس بالسفراء الجدد، متمنيا لهم مهمة موفقة فى القاهرة، مؤكداً حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية مع دولهم فى جميع المجالات.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

سامي عنان

سيادة الرئيس

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

الله معك إنك تحارب الشيطان بكل ضراوة

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالله

حماك الله يامصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة