شيماء منير علام تكتب: "سياسة دولة"

الجمعة، 13 فبراير 2015 07:59 م
شيماء منير علام تكتب: "سياسة دولة" ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى خطوة مهمة ومُجدية.. رسمت حكومتنا المُبجلة شعاعًا من الأمل ليلوح لعديد من الأسر بمستقبل أقل مأساوية وأكثر إشراقًا.. وجاء الإعلان عن إمكانية البدء فى إضافة المواليد الجدد من 2005 وحتى 2011 إلى بطاقات التموين الذكية. فتدفقت سيول المستفسرين من الأهالى عن الإجراءات اللازمة فكانت كالآتى:
سحب ملف من مكتب التموين التابع لكل منطقة وتصوير استمارة وإلحاقها بالملف ثم تقديمه ثانية.

وكان العجب فالملف الذى تم سحبه هو بعينه الملف الذى قام الأهالى بتقديمه منذ أكثر من عام لنفس الغرض بعدما قاموا أيضا بتسجيل الطلب إلكترونيا على شبكة الإنترنت فالملف كامل البيانات. فما الحكمة فى سحب الملف وتقديمه ثانية؟ لماذا يا مصرنا نهوى الطوابير؟؟ وماهو مغزى التكرار والروتين؟؟

وإذا التفتنا للجهة الأخرى نجد وللأسف أن طوابير العيش تتضاعف وتتضاعف مع أنه كان من المفترض أن تتلاشى أو على الأقل تقل.

ففى أحد الأفران فى حى مجاور تجد أن الفرن يقوم بصرف حصة واحدة من الخبز يوميًا وذلك من الساعة 3 إلى 5 فجرا فتجد الحى فى هاتين الساعتين قد أضحى ظهرا تجده يعج بالذين يتسابقون على نيل حصتهم من الخبز فهو أحد العناصر الأساسية فى وجباتهم إن لم يكن الأوحد. وطبعا ليس كل من يصارع ينال حصته فالخبز محدود لا يناله إلا (ابن المحظوظة). وعندما تضجَّر الناس وطالبوا بحقهم فى نيل حصتهم من الخبز كان جواب صاحب المخبز أنه لم يأخذ حقه بعد من البنك أى لم يُصرف له فرق التكلفة بين سعر بيع الرغيف وشراءه .على أنه من المفترض وحسب بنود منظومة الخبز الجديدة فإنه يتم يوميًا صرف فرق التكلفة بين سعر بيع وشراء الرغيف على حساب صاحب المخبز بالبنك. وصاحب المخبز لا يأخذ حقه فكيف له أن يؤدى للناس حقوقهم؟؟؟

فخطوة بطاقات التموين الإلكترونية وبعدها تطبيق نظام التموين الجديد ثم تطبيق منظومة الخبز الجديدة التى وبحق تنقذ المواطن من براثن السوق السوداء هى خطوات مهمة جدا ومُقدَّرة ولكن أين التطبيق السليم لها ومن المقصر؟ لا أحد يعلم فكل مسئول يلقى بالتهمة على من هو أعلى منه وفى النهاية تتبدد الحقائق ويضيع المواطن بينها.

وأما عن أسطورة أنابيب البوتاجاز التى لا تنتهى تجد أيضا أن الحصول على أنبوبة البوتاجاز وقت الأزمات معجزة وشرف لا يناله إلا أيضا (ابن المحظوظه). وهذا الصراع اللا متناهى يشمل جميع أفراد الفئه المطحونه إلا من رحم ربى وهو من حالفه الحظ واستطاع أن يقوم بتوصيل الغاز الطبيعى. وطبعا لا حاجهة لى بوصف طوابير الأنابيب فهى قطعا غنية عن التعريف.

الطوابير فالطوابير فالطوابير... أعتقد أنها نتاج لتقصير منظومة كاملة أبرزهم موظفى فئة (فوت علينا بكره) الذين اعتادوا الزحام فأدمنوه. فئة لا تأبه لظروف من لهم الحاجة فئة لا تطيق التكنولوجيا الحديثة وتبسيط الأمور.. هوايتهم الأولى التعقيد والتأجيل.

أرجوكم إما أن تحاولوا وتتبنوا فكرة الحكومة الإلكترونية وتنسوا الدورة المستندية العقيمة أوأن تفسحوا المجال لشباب لديه الكثير ليقدمه ولكن.... لا فرصة.

فقد بت أتوجس خيفةً ويعاودنى هاجس الرجوع إلى نظام مبارك العقيم. فبعد أن لاحت بوادر الأمل فى أفكار تم فعلا البدء فى تنفيذها لتبشِّر بمستقبل مختلف ومشرق حتى وإن كان بعيد فالمهم أننا بدأنا، لا يجدر بنا أن نعود للخلف مرة أخرى. فلنمضى فى تحقيق إنجازاتنا ونصلح ما يجب إصلاحه حتى نصل بمصرنا الحبيبه لبر الأمان. فعلينا بمواكبة التقدم لا نقف كما يقولون محلك سر.علينا بمحاربة الروتين، الجمود، الزحام والطوابير.

فبالله عليكم لا تدعونا نطبق نفس السياسة.. سياسة إقحام المواطن الغلبان فى دائرة الصراع من أجل لقمة العيش لا تجعلونا نسلم بأمر واقع عقيم وهو أن هذه فعلا.. سيـــــــــــــــــــــــــاسة دولة.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة