حسين عبد الرازق فى"الجيش المصرى والسياسة والحكم": 30يونيو ليست انقلابا

الثلاثاء، 10 فبراير 2015 07:18 م
حسين عبد الرازق فى"الجيش المصرى والسياسة والحكم": 30يونيو ليست انقلابا غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثير هو الكلام عن مشاركة الجيش المصرى فى الحكم والسياسة، وهل هو ضرورة أم تدخل أم ظروف تفرض سلطانها على الجميع؟، وفى الآونة التى تلت ثورة الخامس والعشرين من يناير كان السؤال الدائم الذى امتلأت به وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة صباح مساء، هل يجب على الجيش المصرى أن يظل بعيدًا عن السياسة وأن يقتصر دوره على حراسة الحدود الخارجية أم أن يكون له دور فى إدارة شئون البلاد لأن التجربة أثبتت فعاليته وقدرته على حل الأمور المستعصية؟، هذا السؤال ظل هو الأكثر تواترًا وخاض فيه من يعرف ومن لا يعرف لكن هنا فى كتاب "الجيش المصرى والسياسة والحكم" لحسين عبد الرازق، من المؤسسين الأوائل لحزب التجمع، والصادر عن المكتبة الأكاديمية، يقدم رؤية ناتجة عن قراءة التاريخ والواقع المصرى والظروف والملابسات التى مرت بها بلادنا فى الفترة الأخيرة.

حسين عبد الرازق فى هذا الكتاب ينتهى إلى شيئين مهمين جدًا، الأول أن مشاركة الجيش المصرى فى الحكم كانت ضرورية فى كثير من الظروف وكانت هى الحل الأخير، والنتيجة الثانية والأهم هى أن ثورة 30 يونيو لم تكن انقلابا بالمرة، وأثبت حسين عبد الرازق ذلك بعيدًا عن الصوت المرتفع الصاخب، وأكد أن الأمر كان انحيازًا من القوات المسلحة للشعب فى ثورته، أثبت ذلك من خلال تتبع مصطلح "انقلاب" فى الأدبيات السياسية والذى ظهر فى فرنسا فى القرن السابع عشر، للإشارة للإجراءات المفاجئة والعنيفة التى كان يتخذها الملك دون احترام للقانون أو العادات الأخلاقية للتخلص من أعدائه، وكان يلجأ إليها للحفاظ على مصالح وأمن دولته، بهذا التعريف الذى أورده حسين عبد الرازق يشير إلى ما يعنيه الانقلاب من البحث عن المصالح الشخصية، والتى كان يوصف بها نظام الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى، بعد ذلك يحدد حسين عبد الرازق أن مفهوم الانقلاب تطور حتى وصل عام 1930 فى كتاب "تقنيات الانقلاب" للإيطالى "كوزيو مالا بارتى" الذى عمم انتشار واستخدام مصطلح الانقلاب بمعناه الحديث من خلال تحليله النقدى لأنشطة الحركات الفاشية والنازية، وقوله إن مفهوم الانقلاب لا يرتبط فقط بالعسكريين بل يشمل قوى مدنية تعمل على زعزعة استقرار الحكومة.

وأورد حسين عبد الرازق عددا من التعريفات حتى ينتهى إلى أن الانقلاب العسكرى له سمات محددة تتلخص فى عنصر المفاجأة والاستيلاء على السلطة، وعدم المعرفة بالهدف الحقيقى للانقلاب إلا لفرد أو مجموعة ضيقة، وعليه فما حدث فى 3 يوليو 2013 هو انحياز لشعب ظل يصرخ فى وجه جماعة تريد أن تضيع هوية الوطن.

لكن كى يصل حسين عبد الرازق لهذه النتيجة كان عليه أن يحكى الحكاية من بدايتها، من أول الإهداء الذى كان "إلى شهداء القوات المسلحة الذين سقطوا دفاعا عن الوطن فى الحروب ضد العدو الخارجى وفى الحرب ضد الإرهاب الداخلى" ثم انتقل الكتاب لرصد الحالة السياسية والشعبية التى عاشها الشعب المصرى فى العام الذى سقطت فيه مصر تحت حكم جماعة الإخوان المسلمين، وأن هذا الشعب كان يدرك أن الخلاص من هذه الجماعة الإرهابية يحتاج إلى جماعة منظمة لكنها تنتمى للشعب وتحافظ على مكتسباته لذا كانت القوات المسلحة هى الحل، وبعد أن كانت الدعوات خافتة وهناك من يقبل ومن يرفض دخول القوات المسلحة فى الحياة السياسية، حدث فى 16 مارس 2013 أن طالب آلاف من المتظاهرين المنتمين لـ"ائتلاف الأغلبية الصامتة" و"ثوار المنصة" وائتلاف مصر فوق الجميع" و"شباب ماسبيرو" وأحزاب تيار الاستقلال والعسكريين المتقاعدين، وكل من شارك فى "جمعة الفرصة الأخيرة" أمام النصب التذكارى فى مدينة نصر لدعم الجيش والقوات المسلحة ضد محاولات محمد مرسى ومكتب الإرشاد أخونة القوات المسلحة، كذلك حدث فى بورسعيد أن تم تسجيل توكيلات لتفويض القائد العام للقوات المسلحة لإدارة شئون البلاد ثم انتشرت بعد ذلك فى باقى المحافظات، كما أن مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية قام بإجراء استطلاع للرأى على مدى تقبل المواطنين لفكرة عودة الجيش للعب دور سياسى فى هذه المرحلة، وجاءت نتيجة الاستطلاع 82%من المشاركين فى هذا الاستفتاء يؤيدون هذه العودة.

كما اهتم حسين عبد الرازق خلال الكتاب بإيراد أكبر كم من الآراء لسياسيين ومثقفين ومهتمين بالشأن المصرى حتى من المؤيدين لمحمد مرسى يؤكدون فشل محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين فى إدارة البلاد والاتجاه بها ناحية الهاوية، فنجد آراء وتقارير ودراسات أوردها الكتاب لـ"عصام الإسلامبولى، عبد الرازق توفيق، وتهانى الجبالى، وعمرو حمزاوى، وجوازيت رايت، والرئيس الروسى فلادمير بوتين، وغيرهم".

كما حكى الكتاب وحلل العلاقة التى ربطت بين الجيش والسياسة منذ ثورة 1952 وذلك تحت عنوان "القوات المسلحة تحكم" فمنذ حكم محمد نجيب وحتى تخلى مبارك عام 2011 كان الحكم فى مصر له صبغة عسكرية، وكذلك بعد ثورة 25 يناير بعد أن نزل الجيش للشارع المصرى فى 28 يناير 2011 لحماية الثورة التى قام بها الشعب المصرى للقضاء على الركود الذى كانت تعيش فيه البلاد، وتوالت الأحداث بعد أن تم تكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد وتوالت الأحداث.

وأكد حسين عبد الرازق أن عبد الفتاح السيسى، استوعب الدرس الذى سقط فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى تحالفه مع جماعة الإخوان أحيانا، خاصة قبل وصول الجماعة إلى سدة الحكم، ويتكشف وجههم القبيح وسعيهم للانفصال بمصر عن شعبها وجيشها، السيسى وقف حيث كان الشعب يقف بدون أى تربيطات أو تحزبات.

كثيرة هى الأحداث التى مر بها الشعب المصرى فى هذه الفترة التى لا تتعدى العامين، فلدينا جمعيتان تأسيسيتان ودستوران وكم من البيانات التأسيسية، والخلافات التى أشعلها مرسى وظهور حركة تمرد وفى النهاية الانتصار.

والكتاب يقدم صورة مكتملة تقريبا للعلاقة بين الجيش والشعب والسلطة، ويؤكد أن الانتماء للوطن والمدافعة عن حقوق الشعب هى الفيصل فى الوصول لروح وقلب الوطن.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة