الروائى السيناوى عبد الله السلايمة: المؤسسة الثقافية تقاعسة عن أداء دورها بسيناء

الخميس، 31 ديسمبر 2015 10:12 ص
الروائى السيناوى عبد الله السلايمة: المؤسسة الثقافية تقاعسة عن أداء دورها بسيناء الروائى السيناوى عبد الله السلايمه
حوار ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عبد الله السلايمة واحد من الأدباء المبدعين في شمال سيناء، تم اختياره عضوا بلجنة القصة والرواية بالمجلس الأعلى للثقافة، مما فرض عليه ـ كما يقول ـ تحمل المزيد من المسئولية تجاه إبداعه الذى يشهد له بالجودة والتميز، وتجاه الحركة الثقافية على أرض محافظة شمال سيناء، حيث يحاول القاص والروائي "عبد الله السلايمة"، وقلة معه من الأدباء إعادة تقديم الإبداع السينائي بشكل يليق بمكانة وأهمية سيناء.
ولإلقاء المزيد من الضوء على أرائه حول ما يدور على الساحة فى سيناء، أجرينا معه هذا الحوار.


ما الأعمال الأدبية التى نشرها عبد الله السوالمة؟


أنا أعمل بالتربية والتعليم، كمعلم خبير لمادة التاريخ بالمرحلة الثانوية، أما "إبداعياً" ما زلت أحاول تلمس خطاي فى عالم السرد، علنى فى يوم ما أجد لى فيه موطئ قدم، وحتى الآن اثمرت محاولاتى عن إصدار ثلاث روايات ومجموعتين قصصيتين، وقد شرفت بتمثيل المحافظة بعضوية أمانة مؤتمر أدباء مصر 2012/2014 ، كما تم اختياري لعضوية لجنة القصة والرواية بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة لثلاث دورات متتالية بداية من عام 2012 حتى الآن، كما شرفت العام الماضي بتمثيل المحافظة فى عضوية أمانة مؤتمر إقليم القناة وسيناء الثقافي، وسوف أتولى مسئولية أمانته العامة هذا العام. كما أتولى الآن رئاسة نادى الأدب المركزي بفرع ثقافة شمال سيناء.

وصدر لى عن وزارة الثقافة عام 2001 باكورة أعمالي الروائية " بركان الصمت" وفى عام 2004 أصدرت على نفقتي الخاصة روايتي الثانية" قبل المنحنى بقليل" كذلك روايتي الثالثة " صحراء مضادة" 2012 عن دار الأدهم بالقاهرة، وقبلها عام 2011 صدر لى عن وزارة الثقافة مجموعتى القصصية الأولى " أشياء لا تجلب البهجة"، وقريباً سوف تصدر مجموعتي القصصية الثانية " خطايا مقصـودة".

لماذا تكتب، وماذا تمثل الكتابة بالنسبة لك

؟
أكتب لكى أحصل على استحقاق الحياة، والكتابة عندى حياة كاملة، برغم ما تمثله من مأزق لمبدعي سيناء على وجه الخصوص، لأن عليك ـ ككاتب ـ فى سيناء، أن تكون مع أو ضد، فإن لم تكن مع، فأنت ضد، وفى كلا الحالتين تتعرض للمأزق، بسبب محاصرة كتاباتك بسوء التفسير والنية، فإن لم يكن باتهامك بخرق قانون جماعتك، فسوف يكون بالخروج على طاعة السلطة.

الحراك الثقافى فى شمال سيناء مشاهده غائبة بما تفسر ذلك ؟


لأسباب عدة، منها ما يعود إلى المؤسسة الثقافية، ومنها ما يعود إلى الأدباء أنفسهم، فلا يمكن بداية إنكار حقيقة تقاعس المؤسسة الثقافية عن أداء دورها التى أسست من أجله وهو بناء الإنسان والمجتمع فى سيناء،واستبعادها هذا الهدف من أجندة أنشطتها الوهمية، مكتفية بالاتكاء على ما تتبناه من طباعة بعض الأعمال الشعرية والقصصية لأعضاء نادى الأدب بالعريش، دون الاهتمام بإقامة أى فعالية ثقافية حقيقية وجادة، لكن هذا ليس مبرراً لتخاذل الأدباء بدورهم عن أداء دورهم، فهم أول من يعلم أن أندية الأدب لا تصنع مبدعاً، وأن إمكاناتها محدودة، ولها أطرها التي لا يمكنها الخروج عنها، رغم معرفتهم بذلك يجعلون منها "شماعة" يعلقون عليها تقصيرهم، وهذا ما جعل من حضورهم فى الشارع "السيناوي" يشبه غيابهم تماماً، إضافة إلى تعاطي معظمهم مع الأدب باعتباره واجهة اجتماعية، ما أدى إلى غياب وعيهم بأهميته وقيمته السامية، وبالتالي غاب مع هذا المفهوم الضيق استعدادهم للمساهمة في أي فعل ثقافي جاد، أو مخطط حقيقي للتنمية الثقافية في شمال سيناء، فضلاً عن غياب أسماء لها حضورها الإبداعي على الساحة الثقافية، ويعد انضمامها للنادي إضافة معرفية تزيد من فرص امتزاج الخبرة بالطموح الشبابي. لذا اعتقد أن الأمر يحتاج إلى وقفة جادة من الأدباء والمثقفين، وعليهم أن ينظروا فى المرآة قليلاً ليروا ماذا هم بأنفسهم فاعلون.


حدثنا عن مكان سيناء فى انتاجك الإبداعى ؟


يمكن بداية حصر ما مرت به سيناء فى ثلاث مراحل: مرحلة ما قبل 1967، وتمثل الفترة من 1967 ـ 1982 المرحلة الثانية، وتبدأ الفترة الثالثة من هذا العام حتى عام 2015 الجاري.
وقد شهد كل من هذه المراحل الثلاث حدثاً مؤثراً، ففي المرحلة الأولى تعرضنا لنكسة 67، وفى المرحلة الثانية عانينا من الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، وها نحن نعيش مآس يومية بسبب الارهاب. أحداث خطيرة ومؤثرة كهذه، لا بد أن تحدث تأثيراً هائلاً على المكان وتحول فى مجريات حياة البشر، وبما أن المبدع يستمد أحداثه من الواقع المعاش، فلابد أن يرصد فى كتاباته ما يعيشه ويدور حوله. وهذا ما حاولت تناوله فى باكورة أعمالي الروائية "بركان الصمت" 2001، وفى روايتي الثانية " قبل المنحنى بقليل" 2004، أما روايتي الثالثة " صحراء مضادة" 2012 فقد تعرضت فيهما إلى عالم البادية الاجتماعي، وفرض علىّ الظرف التاريخي العصيب الذى تمر به مصر عامة وسيناء خاصة العودة لرصد ما يدور من أحداث وما ينتج عنها من تطورات وتحولات تاريخية ومؤثرة.

هل أثرت الأحداث الجارية فى سيناء على ابداعاتك؟


من المؤكد، فالمبدع يستمد عوالمه من واقعه المعاش كما أسلفت القول، ويرصد هذا الواقع كشهادة تاريخية موثقة للأجيال القادمة لتحكم عليها.
ماذا يعنى لك اختيارك لعضوية لجنة القصة والرواية بالمجلس الأعلى للثقافة؟
على المستوى الشخصي يعنى الاعتراف بي كمبدع، وعلى المستوى العام أن هناك ابداعاً فى سيناء لا يمكن إغفاله أو اسقاطه من خارطة الوطن الثقافية.

بصفتك رئيساً لنادى الأدب المركزى، ما أسباب توقف نادى أدب رفح بما يمثله من أهمية للمكان كمنطقة حدودية؟


كلنا يعلم ما تمر به رفح من حالة أمنية خطرة، أدت إلى توقف الحياة بكاملها فى هذه المنطقة الحدودية، وبالتالي توقفت أنشطة نادى رفح، ما أدى إلى تجميده حتى زوال هذا الظرف، ومن ثم سيستأنف نشاطه مرة أخرى.

هل ترى أن واقع سيناء أخذ حقه فى إبداعات الأدباء؟


للأسف قلة من فعل ذلك، وهم لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، وهم بالمناسبة من بذلوا جهداً كبيراً لتوقيع حضورهم على الساحة الثقافية الوطنية العامة بجهد فردى يدعمه ابداعهم المتميز.

كلمة توجهها لوزير الثقافة ومحافظ شمال سيناء؟


لا حاجة لأن نقول له بأن الثقافة هى السلاح الأقوى للقضاء على منابع الإرهاب، لذا لا بد من العمل وبشكل فورى على إنشاء بيوت ثقافة في مختلف قرى المحافظة، ومنافذ لبيع الكتب بها، ومداومة إرسال القوافل الثقافية إليها.

وعلى محافظ شمال سيناء الإقرار بأن التنمية الثقافية فى شمال سيناء تتوقف على مطلب أساسي ويقع في المقام الأول على عاتقه كمحافظ، وهو إنشاء "صندوق دعم الثقافة"، وذلك لدعم جميع مجالات النشاط الثقافي والفني والفكري، وفتح مراكز ثقافية في عموم شمال سيناء، واعتقد أن من السهولة تحقيق هذا المطلب لما يمثل من قاعدة أساس يمكن البناء عليها فيما بعد، ويجب علي المحافظة تمويله ضماناً لديمومته، وأن إسهام المثقف على دعم العملية الثقافية والسياسية والمشروع الوطني وبناء مصر الحديثة وفق أسس صحيحة، من شأنه قطع الطريق أمام أي فكر متطرف قد يهدد أركان الدولة، وهذا ما يفرض على كل تحمل مسئوليته، حتى نصل بمصرنا إلى بر الأمان.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة