الدور المفقود لرجال الأعمال المصريين لدعم الاقتصاد..هل تبرعوا ب10 مليار دولار من ثرواتهم للمجتمع ؟ بيل جيتس وبافيت تبرعا ب 61 مليار دولار للأعمال الخيرية..لماذا نفتقد تعظيم قيمة رأس المال الاجتماعية؟

الأحد، 08 نوفمبر 2015 08:18 م
الدور المفقود لرجال الأعمال المصريين لدعم الاقتصاد..هل تبرعوا ب10 مليار دولار من ثرواتهم للمجتمع ؟ بيل جيتس وبافيت تبرعا ب 61 مليار دولار للأعمال الخيرية..لماذا نفتقد تعظيم قيمة رأس المال الاجتماعية؟ بيل جيتس
تحليل عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمتلك رجال الأعمال فى مصر ثروات هائلة ، وكل رجال الأعمال حققوا الثروات من خير مصر ، ومع ذلك يظن كل رجل أعمال أن ما حققه من ثروة إنما هو من عنده ومن جهده.

وإذا نظرنا إلى تعظيم القيمة الاجتماعية لرأس المال سندرك أن بلادنا مظلومة برجال أعمال لا يهم أغلبهم إلا مصلحته الشخصية رافعين شعار" نعيش نعيش وتموت مصر " بدلا من شعار " نموت نموت وتحيا مصر".

ولا توجد إحصائية رسمية عن عدد رجال الأعمال فى مصر، أو على الأقل من تتخطى ثرواتهم حاجز المليار دولار ، لكن هناك نحو 20 رجل أعمال تتخطى ثرواتهم هذا الرقم بكثير ، وهناك 8 رجال اعمال ثرواتهم نحو 23,8 مليار دولار بحسب تصنيف فوربس لعام 2015 ، ومع ذلك إذا قارنا حجم الثروات المحققة بحجم الأعمال الخيرية ستكون النتيجة مذهلة ، حيث لا مقارنة بينهما مطلقا .

تبرعات رجال أعمال أمريكا


وإذا كان رجال الأعمال فى بلادنا الاسلامية ، يسعون لتعظيم رفاهيتهم الشخصية على حساب الأوطان ، فلابد أن يقرؤوا ما قاله رجل الأعمال الامريكى وارن إدوار بافيت الذى تبرع بنحو 30.7 مليار دولار للأعمال الخيرية منذ عام 2006 قال بافيت: " نحن نؤمن بأن الثروات التى تتدفق من المجتمع يجب أن تعود فى جزء كبير منها إلى المجتمع،لأن المجتمع مسؤل عما حققته من إيرادات".هكذا تحدث الرجل الأمريكى عن نفسه وعن دور المجتمع فى تحقيق ثروته .

أيضا من النماذج المضيئة تبرع بيل جيتس بنحو 30.2 مليار دولار من ثروته لمؤسسة بيل وميليندا جيتس ، واعتزامه التبرع ببقية ثروته التى تصل لنحو 60 مليار دولار لأعمال الخير ايضا.

دعوة للتبرع للخير فى العالم


ليس هذان الرجلان فقط ،بل أيضا وجها دعوة لنحو 400 ملياردير فى أمريكا تقدر ثرواتهم بنحو 1200 مليار دولار للتبرع بنصفها للأعمال الخيرية ، إضافة إلى ما يقومون به فعليا من عطاء .

النماذج السابقة ماذا تمثل للأثرياء فى مصر ، أعتقد أنها لا تمثل شيئا ،لأنه بالرجوع إلى الماضى عندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى تبرع بنصف ثروته لصالح مصر ، ما مردود ذلك على رجال الأعمال؟
الإجابة المردود ضعيف للغاية ،لأن رجال الأعمال الذين تبرعوا لمصر أعدادهم ضئيلة ،وحجم تبرعاتهم أكثر ضآلة من أموالهم التى جنوها من مصر ومن خير مصر .

كم رجل أعمال حول أراضى زراعية بيعت بالفدان ،وبأسعار زهيدة إلى منتجعات وكم حقق من مئات الملايين أرباح ؟ بالطبع الكثير ، لكن هل فكر هؤلاء فى التبرع مثلا بنصف ثرواتهم لمصر للوقوف بجانبها ؟ ها فكروا حتى فى إعادة حق الوطن ودفع فروق الاراضى؟ هل فكروا فى دعم الاقتصاد من خلال ترشيد استيراد السلع السفهية والاستفزازية من الخارج واستنزاف الدولار محليا بما يضر بالاقتصاد؟

هل أغنى 100 رجل أعمال فى مصر قرروا مثلا التبرع ب 10 مليار دولار من ثرواتهم لمصر ؟ الإجابة لا، لأن الفكر فى بلادنا الاسلامية يختلف قطعا عن البلاد التى تصنف على كونها بلاد علمانية

بالعودة إلى رجال الأعمال فى الغرب قال تيم كوك الرئيس التنفيذى لشركة أبل إنه يعتزم التنازل عن ثروته لصالح الجمعيات الخيرية، نحو 120 مليون دولار بعد دفع تكاليف دراسة ابن أخيه الجامعية، والذي يبلغ عمره 10 سنوات.
كوك أيضا يمنح موظفيه تخفيضات ضخمة على منتجات أبل، بل إنه وضع أيضا برنامجا خيريا للتبرعات على مستوى الشركة بالكامل، يمكن أن يصل مستوى التبرع فيه إلى مبلغ 10 ألاف دولار سنويا.

وقد تبرع كوك أيضا بمبلغ 50 مليون دولار لمستشفيات جامعة ستانفورد و50 مليون دولار أخرى لمركز الوقاية من الأمراض RED Product في عام 2012. كما تبرع أيضا الرئيس التنفيذي لشركة الفيسبوك "مارك زوكربيرج" بمبلغ 1.5 مليار دولار، أي ما يعادل 4% من صافي ثروته، وقام أيضا رؤساء شركات آخرون بنفس الأمر، مثل المؤسس المشارك في شركة غوغل "سيرجي برين"، ومؤسس موقع eBay "بيير اوميديار" والمؤسس المشارك في شركة إنتل "جوردون مور"، تبرعوا جميعهم بأجزاء من ثرواتهم لصالح الأعمال الخيرية.

أيضا أنضم الملياردير السعودى الأمير الوليد بن طلال لأصحاب المليارات المتبرعين بثرواتهم لإقامة أعمال خيرية، حيث أعلن أنه سيتبرع بكامل ثروته لتمويل مشاريع خيرية وإنسانية بعد وفاته وقدرت ثروته بـ32 مليار دولار.

ربط التبرعات بتحقيق مصالح خاصة


الملاحظ فى مصر أن بعض من يتبرعوا لأعمال الخير، قد يكون الهدف هو التهرب من الضرائب ،أو إسكات الأجهزة عن مخالفات معينة أو استمرار إغلاق ملفات له ، أو سكوت عن أراضى زراعية تحولت لمنتجعات، وبيع المتر الواحد بعشر أضعاف سعر الفدان ،لكن لم تكن هناك مبادرة حقيقة لقيادة رجال الأعمال لتبرعات كبيرة تساهم فى دعم الاقتصاد المصرى ، ولا أبالغ إذ قلت أن بعض رجال الاعمال استنكروا دعوات التبرع ،وكأنها رجس من عمل الشيطان، وكأن ما جمعوه من ثروة جاء من عندياتهم .

خلاصة القول أن مصر منحت هؤلاء الكثير ،ولم تجن منهم إلا الفتات، ولابد لكل ذى حق أن ينال حقه بالقانون.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال مغربى قاسم القبانى قنا

لاتظلموا رجال الاعمال فى مصر فهم يريدون من الشعب ان يتبرع لهم بالارض والضرائب والاجور ومافى جيوبنا

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد شوقى صدقة

غاب الضمير

عدد الردود 0

بواسطة:

شاب مصري

اللي عندنا صنف تاني من البشر .. هم مافيا حقيقية في هيئة رجال اعمال..

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة