جامعة القاهرة تبدأ غلق زوايا الصلاة بإدارات ومبانى الحرم والمدينة.. وتفتتح المسجد الجامع بسعة 1200 شخص غدا.. جابر نصار: القرار يأتى لعدم استغلال المصليات فى نشر الأفكار المتطرفة

تبدأ جامعة القاهرة فى تطبيق قرارها الخاص بغلق زوايا الصلاة بالإدارات ومبانى الحرم الجامعى بشكل فعلى من خلال افتتاح المسجد الجامع بالحرم، غدا الجمعة، بحضور وزير الأوقاف ومفتى الجمهورية، بينما يتغيب الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى عن افتتاح الجامع لظروف سفره للعاصمة الفرنسية باريس لحضور ورشة عمل خاصة باليونسكو.


ويلقى الدكتور محمد مختار جمعة، خطبة الجمعة، من أعلى منبر جامعة القاهرة الجامع، وذلك بحضور الدكتور عبد الحى عزب رئيس جامعة الأزهر والدكتور على شمس الدين رئيس جامعة بنها، والدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة ونواب رئيس جامعة القاهرة، وأعضاء هيئة التدريس والطلاب، بعد الانتهاء من كافة التجهيزات الخاصة بالمسجد، الذي يتسع لنحو 1200 شخص، حيث أكد رئيس جامعة القاهرة أنه وجه دعوة للمهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء لحضور الافتتاح.

بداية تفعيل قرار غلق الزوايا

وخصصت وزارة الأقاف خطيبا ومقيم شعاىْر للمسجد وتبدأ جامعة القاهرة فى تفعيل قرارها بإغلاق المصليات والزوايا المتناثرة بالحرم الجامعى بعد الافتتاح وقصر الصلاة على المسجد الجامع بالحرم وهو القرار الذى اتخذته الجامعة بعد فتوى دار الافتاء المصرية والموقعة من فضيلة المفتى بجواز غلق زوايا الصلاة تحقيقا لمقصود الشريعة من صلاة الجماعة فى المسجد الجامع الذى تتوفر به كل الإمكانيات وشروط الصلاة والطهارة.

جابر نصار

وقال الدكتور جابر نصار، إن المسجد الكبير بالحرم الجامعى يخدم الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين، بينما هناك مسجد مجاور للطالبات والسيدات، مشيرا إلى تطبيق القرار فى المدينة الجامعية، حيث إن المسجد الكبير فى المدينة الجامعية جاهز ومتسع، مؤكدا أن الجامعة قررت ذلك حفاظآ على الدين الصحيح وحتى لا تستغل المصليات والزوايا فى نشر الأفكار المتطرفة بين الطلاب وسيطرة بعض التيارات عليها.

وأضاف نصار، فى تصريح خاص لـ"ليوم السابع"، أن غلق زوايا الصلاة داخل المبانى والإدارات المختلفة بالجامعة له هدف أكثر عمقا وهو حماية عقول الطلاب من الانجراف وراء التيارات المتطرفة التى تجد لها عيشا بتلك الزوايا داخل المبانى، مؤكدا أن صلاة الشباب وطلاب الجامعة وأعضاء التدريس مجتمعين بالجامع الكبير داخل الحرم أفضل من الصلاة بتلك الزوايا.

وأشار رئيس جامعة القاهرة، أن مواجهة الأفكار المتطرفة مسئولية تقع على عاتق كل المسئولين بالدولة خاصة أولئك المتعلق فى رقابهم الطلاب فى هذه الأعمار الخطرة، مؤكدا أن الجامعة لن تسمح لشبابها بالانضمام للبدائل المتطرفة وأنها ستعمل على توفير المادة الخام من الثقافة بأنواعها لجذبهم من التيارات المتطرفة.

تباين آراء العاملين والطلاب والأساتذة

وقابل العاملون والطلاب وأعضاء التدريس بجامعة القاهرة، قرار غلق زوايا الصلاة وإقامتها فى الجامع الكبير فقط بوجهات نظر مختلفة، حيث رآها البعض مناسبة لتنظيم العملية داخل الحرم الجامعى وللتأكد من عدم انتشار الأفكار المتطرفة والإرهابية ، فى حين وصفها البعض بالتدخلات غير اللائقة فى تحديد مكان محدد للصلاة داخل الحرم الجامعى كله رافضين القول بأن زوايا الصلاة هذه تفتقد لشروط الطهارة.

واستشهد المعارضون لقرار الجامعة بغلق زوايا الصلاة بحديث النبى محمد صلى الله عليه وسلم الذى قال فيه: "جعلت لى الأرض مسجدا وطهورا"، مؤكدين أن الصلاة تصلح فى كل مكان طهرته الشمس، حسب قولهم.

وكانت جامعة القاهرة أرسلت سؤالًا لدار الإفتاء عن جواز غلق زوايا الصلاة التى انتشرت بالجامعة والمدينة الجامعية؛ وذلك بهدف منع استغلال تلك المصليات فى نشر الأفكار المتطرفة بين طلاب الجامعة وسيطرة بعض التيارات عليها، حيث رد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، على هذا السؤال بـ"إن فى ذلك تحقيق لمقصود الشريعة الإسلامية من صلاة الجماعة فى المسجد".

وقال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن مجلس الجامعة وافق على إغلاق المصليات وزوايا الصلاة بساحات الكليات والإدارات الجامعية المختلفة، وذلك لعدم توفر فيها شروط الطهارة المناسبة لأداء الصلاة.

وأكد نصار، أن الجامعة أنشأت مسجدا كبيرا يتسع لأكثر من 1200 شخص، فى ساحة الحرم الجامعى بالقرب من كلية العلوم، وذلك حثا للطلاب على الصلاة فى المسجد الجامع.

وأوضح نصار، أن هذا المسجد سيكون للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة، فى حين يخصص المسجد الموجود بساحة كلية التجارة بالجامعة للطالبات والسيدات من أعضاء هيئة التدريس والعاملات الراغبات فى إقامة شعائر صلاة الجماعة بالفروض التى يحضرونها بالجامعة.

وتابع رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة ستمنح الموظفين وأعضاء هيئة التدريس بالكليات القريبة من المسجد الجامعة 30 دقيقة بعد كل آذان للحاق بصلاة الجماعة، كما أنها ستمنح الموظفين وأعضاء التدريس بالكليات البعيدة عنه ساعة كاملة لقضاء الصلاة والحصول على ثواب الجماعة.

وأشار الدكتور جابر نصار، إلى أنه سيتم تخصيص إمام ومقيم شعائر ومؤذن لكل مسجد من مساجد الجامعة والمدن الجامعية التابعة لها، فضلًا عن وضع برنامج للدروس الدينية يلقيها علماء الأزهر والجامعة على الطلاب، وقت فراغ المسجد أو بين الصلوات، مؤكدًا أن هذه الأماكن غير المخصصة لأداء الصلاة تفتقد شروط الطهارة ولا يتوافر بها أماكن للوضوء ودورات المياه اللازمة، وكذلك يستخدمها بعض الطلاب المنتمين للجماعات المتطرفة لبث أفكارهم بين الطلاب والعاملين من خلال مرجعية فكرية مغالطة لكل ما أمر به الإسلام الوسطى الذى تدين به الأمة المصرية.