سعيد الشحات

السادات فى أفغانستان «6»

السبت، 28 نوفمبر 2015 07:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الرئيس الراحل أعطى المشروعية للجماعات
بدأت الكتابة منذ أيام حول دور الرئيس الراحل أنور السادات فى انتشار الإرهاب فى مصر والمنطقة والعالم، ورصدت كيف حدث ذلك فى الجامعات بتشجيعه الجماعة الإسلامية، وأواصل: كان ما يسمى بـ«مقاومة المجاهدين» للاحتلال السوفيتى لأفغانستان هو المجال الحيوى الأكبر لتبنى أمريكا والغرب للجماعات الإرهابية، وكان الرئيس أنور السادات هو حجر الزاوية فى هذا المسار الذى أعطى لهذه الجماعات مشروعية تغطت بها، فتحولت منابر المساجد والزوايا فى أرجاء مصر إلى أماكن يتبارى الشيوخ فيها على الدعوة إلى الانضمام لـ«الجهاد الأفغانى»، وتحولت ساحات الجامعات وقاعات المحاضرات إلى نفس الغرض، ولم يعد هناك حديث عن فلسطين ووحشية الاحتلال الصهيونى.

حدث ذلك باتفاق بين أمريكا والسادات، ويرصد محمد حسنين هيكل خطواته فى مقاله المهم بعنوان «دفاتر أزمة - الدفتر الثانى»، المنشور بمجلة «وجهات نظر، فبراير 2000»، معتمدًا على ثلاثة مراجع رئيسية، هى كتاب «طالبان.. الإسلام والنفط والصراع الكبير فى وسط آسيا»، ومؤلفه عميد الصحفيين الباكستانيين أحمد رشيد، وكتاب «الحرب غير المقدسة.. أفغانستان- أمريكا والإرهاب الدولى»، ومؤلفه الصحفى الأمريكى المخضرم جون كولى، وكتاب «الحرب غير المقدسة.. وكالة المخابرات الأمريكية والمخدرات والصحافة»، تأليف ألكسندر كوكبيرن، وذى نيشن. فى يوم 3 يناير 1980 حضر مستشار الأمن القومى الأمريكى، بريجنيسكى، إلى القاهرة لينقل رسالة إلى الرئيس السادات من الرئيس الأمريكى جيمى كارتر، دعا فيها «مصر الإسلامية» أن تقوم بدور فى «جهاد إسلامى» ضد «الإلحاد السوفيتى» الذى غزا بجيوشه بلدًا إسلاميًا هو أفغانستان، واستخدم «بريجنيسكى» ثمانى حجج لإقناع السادات، أبرزها أن مصر بمكانتها الخاصة فى العالم الإسلامى مؤهلة لدور فى الدفاع عن العقيدة الإسلامية، ولا يصح ترك شعارات الإسلام العظيمة يحتكرها الإمام الخمينى، زعيم الثورة الإسلامية فى إيران، وأن دخول مصر فى هذا العمل «الجهاد» يعطى السادات نفوذًا أوسع فى المنطقة إزاء أطراف عربية تعارض سياسته فى السلام مع إسرائيل، ومنها سوريا والعراق وليبيا، وأن قيام السادات بدور فى «الجهاد الإسلامى» يرد بشدة على أولئك الذين يتهمونه بـ«التفريط» فى فلسطين. واصل «بريجنيسكى» طرح حججه على الرئيس السادات قائلًا، إن مصر تملك مؤهلات تيسر لها العمل فى أفغانستان، بينها أنها بلد الأزهر الذى يقبل المسلمون مرجعيته، كما أنها موطن جماعة الإخوان التى تفرعت منها جماعات إسلامية عاملة فى باكستان وأفغانستان، والرئيس السادات كرئيس لمصر يملك سلطانًا على الأزهر، وكسياسى فهو يحتفظ بعلاقة طيبة مع بعض زعماء الإخوان. كان حديث «بريجنيسكى» عن الإخوان هو بمثابة إعطاء السادات المفتاح الذى يفتح به هذا الباب، والمثير أن مستشار الأمن القومى جمع «الإخوان» و«الأزهر» فى بوتقة واحدة، مما يقودنا إلى البحث بجدية عما خلفته هذه المرحلة من تحولات حدثت للأزهر زادت من نفوذ الإخوان فيه، بالإضافة إلى زيادة نفوذ الفكر الوهابى. وقال «بريجنيسكى»: «ميدان الجهاد الإسلامى يستطيع جمع السلطة المصرية والأزهر والإخوان على عمل مشترك يواجه شرور الإلحاد، ولن تتكلف مصر شيئًا لأن أمريكا سوف تنشئ صندوقًا خاصًا للجهاد فى أفغانستان تموله دول الخليج أولها السعودية، وستستفيد مصر منه بأكثر من الجهاد وثوابه، وذلك بعقود سخية للصناعة العسكرية المصرية، لأن الجهاد يحتاج إلى سلاح سوفيتى، ومصر لديها أسلحة من هذا النوع». اختتم «بريجنيسكى» حججه بقوله إن مشاركة مصر تساعد الرئيس كارتر على مواجهة أصدقاء إسرائيل فى الكونجرس، وأمام كل هذه الحجج- وحسب «بريجنيسكى» نفسه فى مذكراته- فإن السادات حمله رسالة إلى القيادة السعودية التى كان سيذهب إليها من القاهرة يقول فيها إنه جاهز ومستعد للعمل، والتعاون معهم اليوم قبل غد فى عمل جهادى ضد الإلحاد.. هكذا كانت «هندسة أمريكا» للسادات فى التعامل مع الاحتلال السوفيتى لأفغانستان.. يتبع..








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

دفع السادات الثمن غاليا....اغتاله الارهاب الذي نماه وانماه

فوق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة