كتاب "ما بعد السلفية" يؤكد: سلفيو أوروبا متطرفون

الجمعة، 27 نوفمبر 2015 09:11 م
كتاب "ما بعد السلفية" يؤكد: سلفيو أوروبا متطرفون غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التيار السلفى يدعى دائما أنه يملك الحقيقة المطلقة، وأنه المتحدث باسم الدين والله، وأصحابه لا يفرقون بين الشكل والمضمون، والبسطاء هم الضائعون دائما لأنه يسقطون ضحايا هذه التنظيمات التى تنتهى عالبا بأن تجعل منهم مجموعة من الضحايا.

كانت البداية فى معرض الرياض عندما حقق كتاب "ما بعد السلفية" للكاتبين أحمد سالم وعمرو بسيونى، أكثر المبيعات فى الكتب الدينية، والكتاب تقوم فكرته على أنه يقدم قراءة نقدية فى الخطاب السلفى المعاصر ويقوم بها اثنان يمثلان جزءا أساسيا فى التيار السلفى.

والمعروف أن هذا الكتاب لا يمر مرور الكرام فالسلفيون تربصوا بالكتاب وشكلوا أكثر من 36 ردا عليه من شخصيات سلفية سعودية ومصرية، ورغم أن المؤلفين أكدا فى أكثر من مرة أنهما لا يهدمان السلفية وليس المقصود بما بعد السلفية أنهما يقصدان انتهائها إلا أن الردود التى كتبت لنقد الكتاب نالت من أفكار الكتاب ومن أشخاص مؤلفيه لدرجة أنها اتهامهم بالعمالة، والتعريض بكبار الأئمَّة والعلماء، والتَّشنيع على السلفية والسلفيِين.

يحتوى الكتاب على أفكار كثيرة لكن نظرا لظروفنا الحالية سنتوقف عند السلفيين فى أوروبا، فالكتاب بعد ان استعرض الحركة الثقافية فى كل بلاد العالم الإسلامى خصص جزءا منه لـ"سلفيو أوروبا" وحدد أنه ثمة تياران أساسيان من التيارات السلفية فى أوروبا بشكل عام، الأول هو التيار السلفى الجهادى، والذى يمتزج نسبيا بالسلفية الحركية، والآخر هو السلفية التقليدية، والتى تسمى فى أوروبا بـ"السوبر سلفى".

ففى فرنسا وبريطانيا بالتحديد، تنتشر السلفية التقليدية المرتبطة بالإلهام السعودى الوهابى، والمستمد بشريا من المنبع المغاربى (الشباب المغربى والتونسى والجزائرى) وهو ذات المنبع المغذى للحضور السلفى الجهادى، بالإضافة للعنصر الباكستانى والبنجلاديشى فى بريطانيا، كما أن عددا من رموز السلفية الجهادية تمركزوا فى بريطانيا، من أمثال أبو قتادة الفلسطينى، وأبو حمزة المصرى، وغيرهم.

بينما الجانب الخليجى هو الذى يمد الخط السلفى التقليدى عن طريق الجمعيات والمراكز الإسلامية والمساجد الممولة من الخليج وتغذيه الجهود فى نشر كتب العقيدة والفتاوى المترجمة، ودعم وابتعاث شيوخ التتار لها ، على حد وصف الكتاب.

وفى ألمانيا يزيد العنصر السلفى التفليدى - العلمى، إذ يبرز من خلال الداعية المشهور "بيير فوجل" والمرتبط بالشيخ المصرى أبو إسحاق الحوينى.

ويؤكد الكتاب أن "تنظيم داعش" فكريا وتنظيميا هو ابن التيار الجهادى بجيله الجديد على مستوى السرية والمناورة غير المرصودة.

وكان الكاب فى بدايته قد شرح معنى السلف والسلفية وأحق الناس بهذا الوصف وهم أهل الحديث وأنه لا ينبغى أن تتحول السلفية لنظرية معرفية خلو من أعمال القلوب والجوارح والأخلاق الحميدة، وأكد ألا نغفل أن أقوال السلف تمر على أنظار المتبعين لها ولا بد أن تجرى العملية التأويلية على مستوى الفهم وحتى التطبيق عبر هذه الذوات القارئة وعليه فلا داعى أن تصبح هذه القراءة صلبة فتظل صحتها وصلتها بالوحى وفعل الصحابة محل نظر وترجيح فلا بد من إيقاظ السلفية المعاصرة من حالة السبات الوثوقى.

وعرف الكتاب السلفية بأنها، طلب ما كان عليه صحابة رسول الله وهى منهج يطلب وليست حقيقة تحاز، وكل سلفى فهو كذلك من حيث إنه يطلب التشبه يالسلف ومنهجهم لا من حيث إنه سلفى حقا، ومن زعم اكتمال سلفيته = كذب

وأكد أيضا أن من تسموا بالسلفية، إن نفوا ذلك الاسم عن غيرهم ممن يستحق اسم السلفى وحصروا الحق فيهم وهو موجود فى غيرهم، أو والوا وآلفوا ونافروا على أئمتهم الذين لا يفترقون فى السلفية عن غيرهم فلم يعد منهجهم بهذا منهج السلف، بل صاروا ممن فرقوا دينهم وكانوا شيعا.

اويفدم لكتاب فى مجمله دراسة تحليلية نقدية للخطاب السلفى المعاصر كطور من أطوار محاولات التسلف وكتجربة تاريخية من تجارب السعى لإصابة ما كان عليه الصحابة قولا وعملا.

والسؤال الذى يحاول الكتاب أن يجيب عنه، هو كيف تبدو السلفية اليوم بعد كل عوامل التشظى الداخلية، والغلبة وحصار القوى الخارجية والضغط المتنوع عليها، فى سلسلة من المتغيرات التى تفرض عليها إما أن تعيد بناء نفسها أو تتحلل لتنتج "سلفيات صغرى" تستمد قواعدها من ها هنا وهنالك.

فى الكتاب يتوقف المؤلفان كثيرا عند معضلة الإصلاح ومواقف السلفية منها، وكيف تجلت بعض جوانب خلل الاشتغال المعرفى، فى تعامل السلفية مع العملية الإصلاحية.


موضوعات متعلقة..


- وزير الثقافة يشهد حفل "كوكب الشرق" بدار الأوبرا المصرية











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة