سالم المراغى يكتب: رسالة إلى أردوغان.. من جعل من نفسه قنطرة فليتحمل الدوس !!

الجمعة، 27 نوفمبر 2015 08:00 م
سالم المراغى يكتب: رسالة إلى أردوغان.. من جعل من نفسه قنطرة فليتحمل الدوس !! رجب طيب أردوغان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان المعلق الكروى الشهير الراحل محمد لطيف يقول: تكون فى رجلك وتقسم لغيرك، وقد قلت فى وقفة سابقة: من يحفر حفرة لأخيه بغية إسقاطه فيها، سيقع فيها هو، وهذا ما تبدو وتلوح مؤشراته وينطبق تمامًا على الحالة التركية التى انشغل رئيسها بدس أنفه وكمثال فى شأن مصرى صميم بسبب ميوله الإخوانية!، وكأن أردوغان ما زال يتوهم أن مصر عضو فى الإمبراطورية العثمانية التى لم يتبق منها سوى أحلام أردوغان ومساجد عثمانية شهيرة فى القسطنطينية تحولت فى وقت لاحق لمتاحف، ومع ذلك فالمتاجرة بالدين تلقى رواجًا خاصة عند من تدغدغ مشاعرهم ولا أدرى كيف، وأهم المساجد كما أسلفت تحولت لمتاحف لا يصلى فيها أحد!.

لذلك يخطئ من يظن أن الكرة فى الملعب التركى، بل إن تركيا لو أًصرت أن تسلك نفس مسلكها هذا لربما تلحق بنفس مصير جيرانها سوريا والعراق وساحة وملعب للتجاذب بين القوى الكبيرة فتركيا التى تتاجر بالناتو ليست سوى تابع فيه مسيرة وليست مخيرة أو صاحبة فعل وقرار، وأعضاء الناتو يتعاملون معها على هذا الأساس، ويدركون فى الناتو أنهم لن يخوضوا حربًا تبقى ولا تذر بسبب أهواء رجل قلبه على الإخوان أكثر من أى شىء آخر .

لذلك فما يقال من الناتو عن تركيا أو أنها عضو فى الناتو لا يعدو كونه كلام فض مجالس، وجس للنبض وبالونات اختبار، فتركيا ليست كإسرائيل مثلاً بالنسبة لأمريكا أو ليست كفرنسا وألمانيا وبريطانيا بالنسبة لأوربا أو ليست كاليابان بالنسبة للولايات المتحدة ، لذلك فما حدث هو من باب الطيش، ومن باب توريط الناتو نفسه بسبب دولة، أو لنقل رئيس تركى، هو بالأساس منبوذ أوربياً ويفضلون على تركيا قبرص وجورجيا وأستونيا ولاتفيا وكرواتيا والمجر وبلغاريا، ودول كثيرة صغيرة شقت طريقها ودخلت الإتحاد الأوربى من الباب الملكى الواسع ، إلا تركيا التى تقف على الباب الخلفى وقدمت الغالى والنفيس ، وأوقدت أصابعها شموعاً كى يرضوا عنها ويضموها للإتحاد الأوربى الذى لم تمل تركيا الوقوف على بابه مستجدية ولكن كانت تقابل دائماً بالتلكؤ والازدراء والتجاهل أو المطالب التعجيزية.

نعم تكون فى رجلك وتقسم لغيرك كما كان يقول المعلق الرياضى الشهير محمد لطيف، فعندما أسقطت الطائرة الروسية فوق سيناء بدا الأمر وكأن قبلة الحياة وجدها أردوغان كيف فالتشفى والشماتة هى السمة الغالبة فى ما يصدر من تصريحات وحتى عندما عقدت قمة العشرين فى تركيا تم تصوير الأمر وكأن الجميع فى معية أردوغان وفى حضرته وذهبوا إليه كى يلقوا منه العون والمدد ! والصحيح أن المكان كان معد سلفاً كفندق يقدم خدماته ! وبدت تركيا كملعب وساحة ولاعبون ، ولا يعنى ذلك بالضرورة أن أردوغان أبرزهم ، فمكانه الطبيعى حقيقة مقاعد البدلاء ! ولكنه التشبث بالسلطة حقيقة عندما يقحم نفسه ويزكى نفسه ويدعو لتعديل دستور وقوانين بقصد أن يعمر فى الملاعب وبما ضد قوانين اللعبة والمنطق .

وأخيراً يقال فى الأمثال: من جعل وصنع من نفسه وجسمه ودولته قنطرة فليتحمل الدوس! أى عليه أن يتحمل كل الأقدام التى تدوس وتعبر وتمر فوق القنطرة! وفوق الجسد والأرض، وتركيا تبدو شئنا أم أبينا أقررنا أو أنكرنا شيئاً من هذا، إذ جعلت من نفسها ومن خلال قيادتها دولة غريبة الأطوار ومعبراً لكل التناقضات، ومنها كمثال واحد وليس وحيد حكاية دولة داعش تلك العجيبة التى تصدر النفط وتبيعه وتستورد المعدات الثقيلة والتكنولوجيا والبشر وتستجمع القوى من خلال المنفذ المهم المطل على العالم من خلال تركيا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة