إيمان رفعت المحجوب

بين التاريخ والدين

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أستطيع التغلب على إدمانى متابعة إذاعة القرآن الكريم لساعات أقطع فيها طريقى من منزلى إلى عملى بمستشفى قصر العينى أهيم مع تلاوة آيات الذكر الحكيم بما فيها من سحر البيان وجرس الموسيقى وبلاغة الاقتضاب وما تحمل من سمو المعانى والعبر والأحكام، وفيما عدا برامج التلاوة والشرح وذكر مناسبات نزول الآيات؛ وأفيد من كل هذا كثيرا حين يلتزم المحدث بالمعنى والحدث ذلك بأنى لا أفضل أن يدلى كل برأيه فيزيد عن مراد الله من وحى أفكاره ويحسب على القرآن؛ يعجزنى الصبر على بعض محاولات الشيوخ من اجتهاد فبالأمس ظل الشيخ يتكلم عن العفو عند المقدرة فى الإسلام وهذا جميل طبعا لو اكتفى بما ذكر من القرآن وكذا من الحديث، لكنه بالغ فى الاجتهاد كى يظهر إمكاناته ومعلوماته فأضاف ما كان من معاوية بن أبى سفيان مع رهائن الروم الذين أمسكهم عنده ناظرًا لمال كانوا سيؤدونه إليه ولما خانه الروم لم يقتل الرهائن، وقال: "أن نقابل غدرا بوفاء خير من أن نقابل غدرا بغدر"! لمعاوية ماله وما عليه فى التاريخ ويكفى أنه حامل قميص عثمان داعى الفتنة وأنه كان من الفئة الباغية التى قتلت عمارًا وكان مع خدعة التحكيم وهو من بدل خلافة المسلمين لملك عضوض بتهديد السيف وحانث العهد مع سبط رسول الله! كل ما فعل معاوية من أجل الدنيا لا من أجل الدين وكلها تحسب على السياسة ولا تحسب على الدين مثله فى ذلك مثل غيره من البشر ويفصل فيها الله يوم القيامة، فهل بلغنا من تقديس الأشخاص اللا معقول! ألا من صحوة؟

فكرة الاستشهاد بالمسلمين الأوائل لأنهم الأوائل على أساس أنهم يمثلون الإسلام بلا شك ظلم للإسلام، فلكل ما له وما عليه والرأى فيهم يتبع الهوى ولا يجوز أن تحسب أعمالهم على الدين فهم بشر عاديون وليسوا أنبياء معصومين والاستشهاد بأى منهم يضفى هالة من القدسية على أفعالهم وكأنها من الدين وسيؤدى ذلك إلى أن يقتدى بهم البعض فيما أصابوا وفيما أخطأوا والنتيجة ما نجد الآن من خروقات باسم الدين، وهل أصابنا ما أصابنا إلا من هذا القياس!! يا ناس لا معصوم إلا الأنبياء وليس كل ما بلغ عنهم صحيح! افصلوا بين التاريخ والدين!

* أستاذ بكلية طب قصر العينى








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

د. محمود أغا. أستاذ مساعد الاشعه -جامعه الإسكندريه

السم فى العسل 2

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة