السُنة أولى بالحرب على الإرهاب.. الولايات المتحدة تتطلع لدور عربى أوسع فى مكافحة "داعش".. ضغوط لإحلال قواتها بأخرى عربية برية.. تردد فى واشنطن لتورط قواتها فى حرب جديدة بالمنطقة

أعلنت الدول العربية فى مايو الماضى عن تشكيل قوة عربية مشتركة، فى إطار مساعى عربية للتوحد فى مواجهة تحديات كبرى، تمثل تهديدًا لأمن البلدان العربية والشرق الأوسط.. الإعلان سبقه تحالف عربى ضد الحوثيين فى اليمن وتنسيق عسكرى بين مصر والإمارات لضرب عناصر تابعة لتنظيم داعش فى ليبيا عقب مقتل 16 مصريًا هناك.

دور أوسع للجيوش العربية

لكن بينما لم تتجاوز القوة العربية المشتركة حيز الفكرة فى ظل تأجيل التوقيع الفعلى لبروتوكول إنشائها، فيبدو أن الدول الغربية وتحديدًا الولايات المتحدة، تتطلع إلى دور أكثر فعالية من الدول العربية فى جهود مكافحة الإرهاب ينطوى على وجود قوات عربية سنية على الأرض.

وبينما يزداد تنظيم داعش توسعًا فى الأراضى العربية، حيث العراق وسوريا وليبيا، فضلاً عن وجود جماعات تابعة له أقسمت بالولاء لزعيم التنظيم أبو البكر البغدادى، بالإضافة إلى عملياته الخارجية التى شهدت مؤخرا تطورا كبيرا حيث مثلت الاعتداءات الوحشية التى استهدفت العاصمة الفرنسية باريس نقطة تحول فى استراتيجيات الحرب الدولية ضد التنظيم، ففى مقابل هذا تطورت أيضًا نظرة الولايات المتحدة للدور الذى يمكن أن تلعبه الجيوش العربية فى مواجهة الإرهاب.

ضغوط أمريكية

فلقد كشفت مصادر من إدارة باراك أوباما لوكالة الأسوشيتدبرس، هذا الأسبوع، عن ضغوط من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" على حلفائها من الدول العربية والأوروبية لإرسال مزيد من القوات والدعم للحرب ضد تنظيم داعش فى العراق وسوريا، وقد صرح جوزيف دونفورد، رئيس الأركان المشتركة فى البنتاجون: "نحتاج أن نرى من الدول العربية السنية مشاركة بقوة على الأرض فى القتال ضد داعش"، مشيرًا على الأخص إلى دول الخليج.

وفى تصريحات أكثر صراحة، قال مارك روبيو، المرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية الأمريكية، إن "الطريق الوحيد لهزيمة داعش يتمثل فى أن ترفض الدول العربية السنية التنظيم أيديولوجيا، وتهزمه عسكريًا، موضحًا "يجب هزيمتهم على الأرض باستخدام قوات برية مكونة من مقاتلين عرب سنة من العراق وسوريا، ولكن أيضًا من الأردن ومصر والإمارات والسعودية".

الدول السنية أولى بالمعركة

وهذه الرؤية الجديدة من جانب الولايات المتحدة لدور الجيوش العربية السنية فى مكافحة الإرهاب تستند إلى عدة أمور، أولاً أن إشراك قوات عربية مسلمة سنية من شأنه أن يغلق أى باب أمام هذه الجماعات للتلاعب بالعنصر الدينى، من خلال الزعم بأن الغرب يشن حربًا صليبية ضد المسلمين.

وحتى مراكز الأبحاث الأمريكية باتت تنادى بنفس الأمر، فلقد دعا مركز ويلسون ودروو، وهو مركز أبحاث مرموق فى الولايات المتحدة إلى إرسال الدول العربية السنية قوات برية، بغطاء جوى أمريكى، لتحرير سوريا من داعش، لاسيما فى ظل وجود تنافس شيعى سنى فى المنطقة.

وباتت الدول الغربية وعلى رأسها واشنطن تؤمن بشكل كبير بضرورة توظيف رجال الدين المسلمين، المعتدلين، فى هذه الحرب من خلال إصلاح الخطاب الدينى ونبذ بعض الأحاديث التى يستغلها داعش وغيره من الجماعات الإرهابية لتبرير أفعالهم الوحشية، وقد لقيت دعوة الرئيس السيسى فى هذا الصدد، يناير الماضى، محل إعجاب كبير.

تردد أمريكى

الأمر الثالث يتعلق بتردد واضح من قبل الإدارة الأمريكية فى التورط فى حرب جديدة داخل الشرق الأوسط، بعد الخسائر الفاضحة التى منيت بها فى أفغانستان والعراق من الناحية المادية والبشرية، ناهيك عن فشلها بعد أكثر من عقد فى التخلص من الإرهاب فى البلدين، ويتضح هذا التردد فى إصرار الولايات المتحدة على الاكتفاء بشن غارات جوية على مواقع داعش فى العراق وسوريا، على الرغم من التأكد عدم جدواها بعد أكثر من عام على بدأ الحملة الدولية.