هانى سليم سفير مصر فى كوريا: زيارة السيسى إلى «سول» استراتيجية.. الرئيس يوقع اتفاقيات فى مجالات الطاقة والنقل وتطوير الموانئ والتكنولوجيا.. و كوريا تقدم نموذجاً يمكن لمصر الاستفادة منه

الإثنين، 02 نوفمبر 2015 10:34 ص
هانى سليم سفير مصر فى كوريا: زيارة السيسى إلى «سول» استراتيجية..  الرئيس يوقع اتفاقيات فى مجالات الطاقة والنقل وتطوير الموانئ والتكنولوجيا.. و كوريا تقدم نموذجاً يمكن لمصر الاستفادة منه السفير المصرى لدى كوريا الجنوبية هانى معوض سليم لبيب
رسالة كوريا الجنوبية - رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى..



يولى الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتماما خاصة للغاية بالقارة الآسيوية، فبعد زيارة دول مثل الصين وإندونيسيا وسنغافورة والهند، ينوى زيارة كوريا الجنوبية للتعلم من خبرتها الكبيرة فى مجالات متعددة على رأسها القطاع التكنولوجى والنقل والمواصلات والطاقة المتجددة وتطوير الموانئ، باعتبارها نموذجا يمكن أن تسير على خطاه الدولة المصرية لتحقيق النهوض الاقتصادى والاجتماعى.

وللحديث عن تفاصيل هذه الزيارة، وأهميتها خاصة لتزامنها مع الاحتفال بمرور 20 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كان لـ«اليوم السابع» هذا الحوار مع السفير المصرى لدى كوريا الجنوبية، هانى معوض سليم لبيب، فى سول، فإلى نص الحوار:

كيف تقيم العلاقات المصرية الكورية فى ضوء الاحتفال بمرور 20 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؟


- شهدت العلاقات المصرية الكورية خلال السنوات الخمس الماضية تطورا كبيرا سواء فى حجم التبادل التجارى الذى شهد ارتفاعاً رغم الأوضاع الاقتصادية والسياسية التى تلت ثورة 25 يناير والتى أثرت على معدلات التبادل التجارى مع بعض شركاء مصر، إلا أن هذا لم يحدث مع كوريا الجنوبية، فحجم التبادل التجارى اهتز لفترة وجيزة للغاية، ولكنه عاد لمعدلاته الطبيعية، ووفقا لبيانات عام 2014 فقد وصل حجمه إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار منها فى حدود مليار دولار صادرات مصرية.

أيضا خلال الأعوام الأخيرة، شهدت الصادرات الكورية فى مصر تطورا كبيرا، فكبرى الشركات مثل «سامسونج» و«إل جى»، وهما من أكبر 50 شركة على المستوى العالمى، زادتا من استثماراتيهما فى مصر، إذ افتتحت منذ عامين شركة سامسونج أول مصنع تنشئه خارج حدود كوريا لإنشاء شاشات التليفزيون «إل سى دى»، فى بنى سويف باستثمارات تقدر بـ200 مليون دولار، كما افتتحت شركة« إل جى» مصنعا مماثلا، فضلا عن أن بعض الشركات المتخصصة فى إنتاج المنسوجات والغزل، استثمرت ما يقرب 380 مليون دولار.

وعلى صعيد آخر، كانت هناك زيارات متبادلة بين الجانبين على مستوى عالٍ، وليست فقط بروتوكولية، فهى زيارات يترتب عليها أعمالا، وبعد وصول كوريا فى أكتوبر 2013، بدأنا جولة للقاء المؤسسات والشركات الكبرى ورجال الأعمال، وأقنعناهم بعقد ندوة فى فبراير 2014 تختص بوضع الاقتصاد المصرى وفرص الاستثمار فى مصر، وكانت ندوة ناجحة للغاية ترتب عليها تهافت رجال الأعمال الكوريين لزيارة مصر، وزار 40 رجل أعمال كوريا البلاد بدعوة من اتحاد الصناعات الكورى بزيارة مصر فى أغسطس من العام نفسه، وبالفعل اطلعوا على الكثير من الفرص المتاحة والمشروعات المطروحة.

من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة زيارة للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى كوريا الجنوبية فهل ستشهد التوقيع على هذه المشروعات أو اتفاقيات أخرى ومذكرات تفاهم؟


- نتوقع أن يترتب على زيارة الرئيس السيسى توقيع الكثير من الاتفاقيات والتعاقدات بين البلدين، التى مازالت قيد البحث بين البلدين وتغطى مختلف مجالات التعاون الاقتصادى سواء فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة ومجال البترول والبنية الأساسية والنقل والمواصلات ومجال بناء وإصلاح السفن وتطوير الموانئ وأرصفة الحاويات فى مختلف المجالات بما فى ذلك المشروعات الكبرى مثل مشروع المحطات النووية فى مصر، ومثل القطار فائق السرعة وخطوط مترو الأنفاق الجديدة الجارى تنفيذها، وهذا يرشح العلاقة للارتقاء لمستوى الشراكة الاستراتيجية، ونتوقع أن يتم على هامش الزيارة توقيع اتفاق بهذا الشأن.

وكوريا الجنوبية تقدم فكرا جديدا ورؤية جديدة مختلفة عما يقدمه الشركاء التقليديون لمصر، سواء فى آسيا أو أوروبا أو حتى الولايات المتحدة، فكوريا تقدم نموذجا، فعند بدء استقلالها فى أوائل الخمسينيات كانت ثانى أكثر دول العالم فقرا وتحولت فى 30 عاما إلى الاقتصاد رقم 11 على مستوى العالم.

كيف رأيتم دعوة رئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون، للرئيس السيسى لزيارة كوريا الجنوبية، وهل تعتقد أن مشروع تنمية محور قناة السويس سيكون عليه تركيز خاص خلال هذه الزيارة؟


- قناة السويس ستكون بين الكثير من النقاط التى سيتم مناقشتها خلال زيارة الرئيس السيسى، فكوريا يمكن أن يكون لها نصيب فى المشروعات المطروحة المتعلقة بتنمية الممر الملاحى لقناة السويس، كما يمكن أن تساهم فى مشروعات خاصة بالطرق وبناء المدن الجديدة، فالتركيز سيكون على عدة جبهات على رأسها التعاون فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والنقل والموصلات والمشروعات الكبرى للبنية الأساسية وبناء العاصمة الإدارية، إلى جانب مشروعات فرعية أخرى، ويمكن الاستفادة من التجربة الكورية بشكل كبير للغاية.

ماذا عن جدول أعمال الرئيس السيسى، وهل سيلتقى برجال أعمال مصريين أو كوريين؟


- الاتفاق على الملامح النهائية لجدول الأعمال لم يتم بعد، ولكن بصفة مبدئية، ستكون هناك مشاورات مع رئيسة الجمهورية الكورية، وهناك مقترحات كذلك مطروحة على الرئيس وسوف يقرر بشأنها وتعود إلى تقييمه. أما بالنسبة للوقت، فقد تستغرق الزيارة يومين، ومن المقترح فى هذه المرحلة أن يلتقى رؤساء مجالس أكبر الشركات الكورية ومن الممكن أن يترتب على ذلك تنمية الاستثمارات التى تقوم بها هذه الشركات فى مصر، وهذا سيكون له أهمية خاصة فى إطار الزيارة.

من وجهة نظركم كيف ترون اتجاه الرئيس السيسى بتوطيد العلاقات مع القارة الآسيوية فى الفترة الأخيرة؟


- ينصح المثل القديم بعدم وضع البيض كله فى سلة واحدة، تنويع العلاقات الدولية لمصر من الناحية السياسية والاقتصادية هو هدف استراتيجى للسياسة الخارجية المصرية حاليا وفقا لتوجيهات الرئيس، ومن فترات طويلة ناشدت الخارجية المصرية بضرورة تنويع العلاقات وشبكة التواصل مع العالم، وضرورة النظر إلى شرق آسيا تحديدا، وإلى الصين واليابان وكوريا، ولكن النظام الموجود خاصة قبل ثورة يناير كان له نظرة أحادية فيما يتعلق بالتعاون الدولى ويركز على الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى. ولكن استجابة القيادة السياسية للمقترحات الخاصة بتنويع وتطوير العلاقات المصرية مع العالم للاستفادة من هذه النماذج المبهرة، كانت استجابة ذكية للغاية ومفيدة لمصر، وأرى أن هذا سيعود بنفع كبير للبلاد، فمصر دولة كبيرة وتستطيع إقامة شركات استراتيجية وتحالفات مع الكثير من الدول، وهذا ما يؤمن به الرئيس لذا يركز على العالم والاستفادة منه لتعويض ما فاتنا على مدار سنوات طويلة.

تشكلت بمناسبة مرور 20 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية الكورية المصرية، جمعية الصداقة الكورية المصرية، هل هناك أوجه تعاون بينكم؟


- الحقيقة لا، نظرا لأنها جمعية خاصة شكلها رجال أعمال تربطهم علاقات خاصة مع بلادنا، ولكن نحن نقدم لهم التسهيلات إذا طلبوا منا المساعدة، فهم يزرون مصر كثيرا ونساعدهم فى التواصل مع الجهات المعنية لتسهيل رحلاتهم، ومستعدون للتعاون بوجه عام.

بمجرد ذكر اسم مصر، يقول الكوريون إنهم يرون صورة للملوك والملكات والأهرامات ونهر النيل، ورغم فخرنا بهذا الإرث العظيم، ولكن هل هناك محاولات من جانبكم لإيصال صورة مصر الحديثة؟


- بالفعل لاحظت هذا، وانطلاقا منه كان من أهم محاور تحركى كسفير هو الذهاب للتحدث إلى تلاميذ وطلاب المدارس فى المرحلة الابتدائية والإعدادية وأيضا مع الجامعات من خلال تقديم المحاضرات عما تعنيه مصر الحديثة، وكان لدينا لقاءات مع مدارس ولقاءات فى مقر السفارة بسول، ونسعى فى حدود إمكانياتنا المكونة من سفير وثلاثة أعضاء، أن نحقق ذلك من خلال الانتشار فى المجتمع الكورى ومؤسساته الثقافية لتعريفها بأوجه مصر المختلفة، فعلى سبيل المثال نقوم بتعريفهم بجوانب سياحية أخرى، والتقدم الاقتصادى والفنى، ولكن مساحة تحركنا ليست بالقدر الكافى لأن الأدوات محدودة.

ماذا عن تشجيع المواطن الكورى لأن يأتى للاستمتاع بالسياحة بأشكالها المختلفة؟


- حقيقة المواطن الكورى ليس فى حاجة للتشجيع للمجئ إلى مصر، فالمواطن الكورى يعشق مصر، وقبل أن يتم توقف حركة السياحة وحركة الطيران المباشر، كانت مصر مقصدا رئيسيا سياحيا للسائح الكورى، خاصة إن الكثير من الكوريين ينتمون إلى الديانة المسيحية، ويعرفون أن مصر دولة بها آثار مسيحية قديمة مثل دير سانت كاترين والكنيسة المعلقة وآثار العائلة المقدسة، فيقومون بما هو أشبه برحلات حج إلى مصر، وقمنا بالكثير من الاتصالات مع شركات السياحة وتواصلنا معهم وقمنا بنشر مقالات كثيرة فى الصحف المتخصصة، أسفر عنها زيادة حماس المواطن الكورى لزيارة البلاد وبدأت بعض الأفواج السياحية المحدودة تأتى، ولكن لديهم مخاوف شديدة متعلقة بالأمن، وهناك تحذير سفر نشرته وزارة الخارجية الكورية بشأن السفر إلى مصر، وبالطبع تم تشديده بعد حادث طابا، وتفجير الأتوبيس السياحى الذى قتل فيه 3 كوريين، فالمهمة صعبة لكن يساعدنا أن المواطن الكورى أرض خصبة مؤهلة للتشجيع.

ماذا عن رسالتكم إلى المصريين من واقع خبراتكم داخل المجتمع الكورى؟


- أحيى الاهتمام المتزايد بين قطاعات الشباب المصرى خاصة من دون العشرين عاما، والذين يشكلون 30 % من الشعب المصرى، بالثقافة الكورية وتعلم اللغة الكورية، حتى أن المركز الثقافى الكورى الذى تم افتتاحه العام الماضى فى مصر، وهو الأول من نوعه فى الشرق الأوسط، شهد تقديم الآلاف لدراسة اللغة الكورية لكن الطاقة الاستيعابية للمركز لم تسمح سوى بـ200-300 فقط، وادعو الشباب المصرى للنظر إلى ما هو أبعد من الجانب الثقافى والتعمق فيما تعكسه هذه الثقافة من عقلية وفكر، والتعلم من المواطن الكورى وبناء الإنسان الكورى وكيف صنع هذه المعجزة، فهذا سيكون سراج لإضاءة الطريق فى هذه المرحلة. فهم جمعوا أعمدة النجاح الرؤية والإرادة والتعليم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة