محمد منير يكتب: فى حادث الطائرة الروسية ابحث عن المستفيد تصل للجانى.. عقدة العلاقات المصرية الروسية القديمة مازالت تطارد الولايات المتحدة

الخميس، 19 نوفمبر 2015 07:54 م
محمد منير يكتب: فى حادث الطائرة الروسية ابحث عن المستفيد تصل للجانى.. عقدة العلاقات المصرية الروسية القديمة مازالت تطارد الولايات المتحدة حادث الطائرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المؤكد أن منهج التحرى فى البحث عن الجناة، الذى يعتمد على تتبع المستفيد من وقوع الجريمة، مازال هو المنهج الأكثر نجاحًا حتى الآن.

الأزمة التى سببها حادث تفجير الطائرة الروسية فوق أراض مصرية لا تقف عند حد الانفعال من العمليات الإرهابية، وإنما الأمر بالنسبة للقيادة السياسية المصرية يتعلق بما تحاول أن تفرضه أجهزة الإعلام الغربية من تفسير يوجه الاتهام لمصر باعتبارها مسؤولة مسئولية كاملة عن العملية الإرهابية بالرغم من العمليات الإرهابية الكثيرة التى شهدتها دول العالم خلال الشهور القريبة الماضية.

منذ بدء التقارب المصرى الروسى الذى بدأت ملامحه فى الوضوح مع زيارة رئيس المخابرات العسكرية الروسى القاهرة فى أكتوبر 2013، والإدارة الأمريكية لم تهدأ ولم تحاول حتى إخفاء قلقها.. كما أن مبررات هذا التقارب فى ذاتها ترجع أسبابها الرئيسية إلى موقف الإدارة الأمريكية من النظام المصرى بعد 30 يونيو 2013 الذى تلخص فى إدانة الولايات المتحدة لحركة إسقاط حكم الإخوان فى مصر ووصفتها بأنها انقلاب عسكرى، كما وجهت انتقادا شديدا لاستخدام القوة فى فض اعتصامى ميدانى رابعة والنهضة، ووصفتها بالقوة المفرطة، وما استتبع ذلك من تعليق الإدارة الأمريكية جزءا من المساعدة العسكرية لمصر، وهو ما أغضب القيادة السياسية المصرية التى اعتبرت أن هذا القرار إنما هو محاولة للضغط على مصر فى وقت يجابه فيه الجيش المصرى الإرهاب، خاصة على الحدود المصرية.

هذا، وبالإضافة إلى أن التقارب المصرى الروسى نشط العقدة التاريخية عند الولايات المتحدة من
العلاقات المصرية السوفيتية التى انتهت عام 1974، حيث انتقل الاعتماد العسكرى والاقتصادى لمصر من الاتحاد السوفيتى آنذاك إلى الولايات المتحدة، وتحول التسليح المصرى من الكتلة الشرقية إلى الكتلة الغربية، وهذا فى ذاته كان مبعث قلق للإدارة المصرية من وقف المساعدات العسكرية الأمريكية بعد 30 يونيو، حيث إنه سيؤثر بالسلب على القدرة القتالية للجيش المصرى، خاصة أن نواب الكونجرس الأمريكى نجحوا فى دفع الحكومة الأمريكية إلى تجميد جزء من المساعدات العسكرية لمصر بمبلغ 250 مليون دولار، وإرجاء إرسال أسلحة كان متفقًا على إرسالها لمصر منها طائرات إف16 ومروحيات الأباتشى.

وجاء التقارب والتعاون المصرى الروسى، الذى توج بزيارة الرئيس «بوتين» لمصر فى فبراير من هذا العام، كطوق نجاة للنظام المصرى فى مواجهة الحصار والضغوط الأمريكية التى وضعت نفسها طرفا فى الصراع الداخلى على الحكم داخل مصر، وهو ما أقلق الإدارة الأمريكية وأفقدها قدرتها على ممارسة هذه الضغوط، وأصبح الأمل الوحيد لها هو الإجهاز على هذا التقارب بصرف النظر عن مدى صحة موقفها من الأحداث السياسية فى مصر.. دائمًا ابحث عن المستفيد تصل للجانى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة