بعد دراسة "بصيرة" بغلبة المطاعم على المكتبات.. إبراهيم أبو سنة: عدد الإحصائية متوازن والناس تأكل أكثر مما تقرأ.. عمار على حسن: تعليم أولادنا القراءة الحرة ضرورى.. والكفراوى: الثقافة خارج حسابات الدولة

الأربعاء، 18 نوفمبر 2015 08:11 م
بعد دراسة "بصيرة" بغلبة المطاعم على المكتبات.. إبراهيم أبو سنة: عدد الإحصائية متوازن والناس تأكل أكثر مما تقرأ.. عمار على حسن: تعليم أولادنا القراءة الحرة ضرورى.. والكفراوى: الثقافة خارج حسابات الدولة معرض للكتاب - أرشيفية
كتبت ابتسام أبودهب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد دراسة أقامها موقع "بصيرة" فى مقارنة بين مطاعم الأكل الموجودة بمصر -والتي تكشف الغلبة الكبيرة للمطاعم- وقلة عدد المكتبات، أكد عدد من المثقفين أن المقارنة ظالمة.

قال الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، إن العدد الذى جاء فى الإحصائية متوازن جدًا لأن الناس تأكل أكثر مما تقرأ، وليس كل الناس تقرأ ولكن كل الناس تأكل، فمن الطبيعى أن تكون المطاعم أكثر من المكتبات، وتساءل لماذا نصر على المقارنة غير العادلة بين بلد صغير مثل مصر وبلد ضخم وهو أكبر بلد فى العالم وكأننا نريد أن نقفز على المراحل التاريخية؟، فنحن فى مرحلة تاريخية وحضارية مختلفة علينا فيها أن نتلمس خطواتنا بجدية واهتمام وصدق وأمل وطموح، ولكن المقارنات بين مصر والولايات المتحدة بين مصر وبريطانيا هذا تجاوز خيالى للمرحلة الحضارية والفكرية والثقافية التى نعيشها.

وأضاف "أبوسنة": "فى رأيى أن الانفتاح وازدهار الحياة الصناعية والاقتصادية والتكنولوجية فى الولايات المتحدة تسمح بوجود مراكز سواء لصناعة أو توزيع الكتب وصناعة وتوزيع الطعام، ويتجاوز كثير ما لدينا فذلك طبيعيًا".

وتابع محمد إبراهيم أبو سنة أن من المفترض أن نقارن بين مصر وبعض الدول التى تمر بنفس المرحلة من دول العالم الثالث مثل الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل؛ فهذه الدول التى تمر بالمرحلة الحضارية التى تسبقنا، بسبب أن هناك نظمًا سياسية قوية قادرة على أن تضع الخطط الاقتصادية والفكرية والتعليمية التى تنجز بالفعل مشروعاً حضارياً يضع هذه الدول فى مصاف الدول المتقدمة.

وعن رأيه عن الحالة الثقافية فى مصر، قال "الحالة الثقافية فى مصر محزنة للغاية، لأن الإقبال على الثقافة فاتر، وهناك نوع من الركود الثقافى، ولكن على الرغم من ذلك إلا أنه يوجد بعض المبادرات المبشرة مثل مهرجان القاهرة العالمى للسينما، وإنشاء بيت للشعر فى الأقصر منذ يومين وهذا شىء طيب جدًا.

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أننا نعانى فى المجلس الأعلى للثقافة وفى بيت الشعر وربما فى اتحاد الكتاب وفى بعض المؤسسات والجمعيات، من قلة عدد الجمهور الحاضر للأنشطة المختلفة، خاصةً أننا نملك ذخيرة حقيقية فى الأنواع الأدبية المختلفة مثل الشعر والرواية والمسرح والدراسات الأدبية وأدب الأطفال والنقد الأدبى، ولكن هذه الذخيرة راكدة بسبب ضمور حركة القراءة المرتبطة بنظام التعليم الذى يرتبط بدوره بالوضع الاقتصادى.

ومن جانبه قال الكاتب عمار على حسن، أن الإحصائية التى تم عملها مضللة لأنه من الطبيعى أن يكون عدد المطاعم أكبر من عدد المكتبات وهذا لا علاقة له بحجم القراءة، وحث المؤسسات التعليمية واهتمامها بالثقافة أهم بكثير من المؤسسات الثقافية لأن التعلم هو الأصل، فلم يذهب إلى قصر ثقافة من لم يتعلم أهمية الذهاب من الأساس، ونحن نمتلك حوالى 500 قصر ثقافة بمصر وفى كل قصر مكتبة، وهذه المكتبات تزود بكتب مهمة وإذا لاحظنا الحضور والاستعارات نجد النسبة ضئيلة جدًا.

وتابع "على حسن" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، يجب أن يتعلم أولادنا القراءة الحرة على أنها ضرورية منذ عهد الطفولة وبدايةً من المرحلة التعليمية الأولى، حيث يتم وضع حصص للمطالعة وتزويد مكتبات بالمدارس تناسب أعمار التلاميذ، ويصاحب الأستاذ تلاميذه فى حصة أو حصتين بالأسبوع للمطالعة ويناقشهم فيما يقرأونه، لتكون وهذه هى البذرة التى ستثمر فيما بعد قراء بالملايين.

وأضاف عمار على حسن، إن كنا غير قادرين على إقناع الأسرة بالإنفاق على الكتب مثلما تنفق على الطعام والملابس والاتصالات، فعلى الأقل مؤسسات الدولة تفرض ذلك على التعليم، وحاليًا إن وجدت المكتبات فلا يوجد من يطالع أو من يحث التلاميذ على أهمية القراءة الحرة، ولذلك فإن أغلب المفكرين والأدباء والمثقفين توفرت لهم الظروف الثقافية التى تجعلهم قراء ومثقفين إلا بدءًا من وجود أب أو جد أو مدرس معين جذبه لأهمية القراءة، وإذا بحثنا سنجد أن فى أمريكا وفرنسا وبريطانيا الطلب على شراء الكتاب أكثر من لدينا، وهذا الطلب يرتبط بإشباع حاجة ومنفعة وهذه الحاجة تولدت من التعلم الذى جعل الصغار يدركون عندهم أهمية التعلم بالثقافة، على عكس حالة الانفصام التى نعانى منها هنا فى مصر.

أما القاص الكبير سعيد الكفراوى، فقال إن أكثر نشاط إنسانى هو الثقافة خارج حساب الدولة وخارج اهتمامها، فالثقافة المصرية الآن تعيش تحت وطأة الإرهاب وثقافة الماضى، وتعانى من تهميش مؤسسة الحكم وبالتالى غاب تأثيرها ولم تعد صاحبة الدور التنويرى الذى كان أيام طه حسين والعقاد وأحمد لطفى السيد وسلامة موسى.

وأضاف "الكفراوى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الدور الثقافى الآن أصبح هامشياً وليس تأسيسياً، يتمثل فى ندوات المجلس الأعلى، وفى بعض أخبار المثقفين، وملتقى هنا وملتقى هناك، أما أن تكون الثقافة المصرية مالكة لدور قيادى -وهو من المفترض أن يكون- فلم يتحقق، ولذلك غابت حركة المكتبات وحركة تيارات الكتابة التى تفتح الطريق أمام المبدعين، وغاب اهتمام المبدعين الحقيقين، وطفا على السطح الإعلام المغيب للوعى والمشارك فى تحويل المجتمع إلى تجمعات استهلاك.

وتابع "الكفراوى" الثقافة المصرية الآن فى أسوأ أحوالها ولم تعد تملك أسئلة جديدة تطرحها للمستقبل بل لم يعد هناك نخبة تقاوم ما يجرى بسبب تغيبها وتهميشها.



موضوعات متعلقة..


خالد عزب: لاسبيل لنا سوى الثقافة العلمية








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة