الصحف البريطانية: مسلمو فرنسا يخشون استغلال الجماعات العنصرية لهجمات باريس ضدهم.. ودعوات لدول العالم للاتحاد لحل الأزمة السورية مصدر التهديدات الإرهابية.. وداعش يطور نوعا جديدا من أساليب الحرب

الأحد، 15 نوفمبر 2015 01:58 م

اعتداءات فرنسا

كتبت رباب فتحى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الأوبزرفر: مسلمو فرنسا يخشون استغلال الجماعات العنصرية لهجمات باريس

اهتمت صحيفة "الأوبزرفر" بتسليط الضوء على تداعيات هجمات باريس، وقالت إن العاصمة الفرنسية استيقظت على واقع حزين بعد مقتل 128 شخصا فى هجمات متفرقة استهدفت مدينة النور، وعلى تحدى حول كيفية الرد ومواجهة أعنف هجوم شهدته فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أنه فى الوقت الذى تزايدت فيه الدعوات لتوحيد الصف الفرنسى، خشى مسلمو فرنسا من آثار هذه الاعتداءات.

اليوم السابع -11 -2015

ووصفت الأوبزرفر كيف طغت أصوات سيرنيات سيارات الشرطة على شوارع باريس الفارغة فى الوقت الذى سارع فيه الأطباء لمعالجة المصابين الذين لا يزالون فى المستشفيات بعد يومين من الحادث الإرهابى، وطالبوا بالتبرع بالدم والأعضاء.

وقالت الصحيفة البريطانية إن الكثير من العائلات لجأت إلى مواقع التواصل الاجتماعى فى محاولة للعثور على ذويهم المفقودين فى الأحداث، مشيرة إلى أن المناشدات أظهرت بوضوح كيف تمكن المهاجمون من التسبب فى الكثير من الأذى للمجتمع الفرنسى دون احترام لسن، أو عرق، أو دين أو جنسية.

ورأت الأوبزرفر أن مسلمى فرنسا كان بينهم من كان يشارك بالحداد ومنهم من يشعر بالقلق حيال تأثير هذه الهجمات وكيف سيراها البعض بأنها ممثلة عن دينهم.

ورغم مناشدة الرئيس الفرنسى بالبقاء فى المنازل، لم يلتزم كثيرون بندائه، بل ذهبوا إلى المستشفيات للتبرع بالدم.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسلمين الشباب كانوا الأكثر قلقا بعد أحداث فرنسا، خوفا من أن مجتمعهم سيكون الملام، ونقلت عن كابر بوشوشة، وعمره 24 عاما، ويعمل فى متجر ليعيل نفسه أثناء دراسته للفنون الجميلة والتصميم، قوله "أخشى أن يعتقد الفرنسيون أن الإسلام كان وراء ذلك وأن جميع المسلمين إرهابيين، فبالأساس ينظر إلينا الناس فى فرنسا نظرة سوء، وهناك عنصرية وهذا سيزيد الأمر سوءا".

ومن ناحية أخرى، أعرب صوفيان البالغ من العمر 30 عاما، ويعمل سائق سيارة إسعاف، ويعيش فى فرنسا منذ عمر الثمانية، ومتزوج من مسيحية عن خوفه أن تستخدم الجماعات العنصرية هذه الهجمات.

الاوبزرفر تدعو دول العالم لحل أزمة سوريا لأنها تهديد إرهابى للجميع

قالت صحيفة الأوبزرفر فى افتتاحيتها اليوم الأحد إن مسلحى داعش حولوا باريس إلى ساحة حرب مميتة ليلة الجمعة، دون سابق إنذار ودون رحمة، وقتلوا بانتقام وعلى ألسنتهم "العراق" و"سوريا"، ولمواجهة هذه التهديد على دول العالم أن تتكاتف لإنهاء الحرب فى سوريا.

ومضت الصحيفة تقول إن الحرب الأهلية المشتعلة منذ أربعة أعوام فى سوريا، وأدت إلى تشريد أكثر من نصف عدد السكان، بعد فرار الملايين إلى تركيا والأردن ولبنان، واتجاه مئات الآلاف إلى أوروبا، باتت تمثل تهديدا يوميا على وحدة الاتحاد الأوروبى، معتبرة أن الفوضى داخل سوريا هى التى سمحت بوجود داعش، والجماعات الأخرى التابعة للقاعدة، ومكنتهم من الاستيلاء على الأرض والثروات.

ومضت الافتتاحية تقول إن داعش يتغذى على الفوضى التى تخلفها الحرب، ومع ذلك فشلت جهود السلام الدولية فى وضع نهاية لهذه الفوضى، لذا على الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والدول العربية وإيران، أن تشارك اهتماما أكثر وضوحا لوضع نهاية للصراع المدمر والذى بات يشكل تهديدا للجميع.
وختمت الافتتاحية بالقول إن المجتمع الدولى يجب أن يتعاونا ليثبت أن فرنسا ليست وحيدة فى هذا الألم.

الإندبندنت أون صنداى: داعش طور نوعا جديدا من الحرب

قالت صحيفة "الإندبندنت أون صنداى" تعليقا على هجمات باريس التى حصدت أرواح 128 شخصا، أن التنظيم الإرهابى لطالما قتل المدنيين بطرق فظيعة وبأعداد كبيرة لإظهار قوته ولزرع الخوف فى قلوب خصومه، ومع ذلك لا يلاحظ الناس فى الغرب هذه الفظائع لأنها لا تحدث فى شوارعهم، مشيرة إلى أن هذه الهجمات من المستحيل إيقافها لأنها تستهدف المدنيين، فى الوقت الذى لا يمتنع فيه القاتلون عن قتل أنفسهم لتدمير أهدافهم.

اليوم السابع -11 -2015

وأوضحت الصحيفة أن داعش أعلنت استهدافها فرنسا بسبب ضرباتها الجوية فى سوريا، ولكن هجومها هذه المرة أظهر كيف أصبحت أكثر تطورا وخططها أصبحت أفضل وأكثر تعقيدا، فتجنيد الأشخاص وتسليحهم والتنسيق والاختباء حتى اللحظة الأخيرة، يظهر تنظيما جيدا.

وأضافت الإندبندنت أن تنظيم داعش يمزج، لأول مرة، بين معارك الشوارع وأسلوب العصابات والقتال التقليدى، فهو يريد أن يبرهن على أنه قادر على الضرب فى أى مكان فى العالم، لأنه يتلقى ضربات على العديد من الجبهات، مشيرة إلى أنه من طبيعة أسلوب التنظيم الإرهابى الانتقام من أعدائه بأى وسيلة وبطريقة مثيرة تضمن الدعاية الإعلامية الواسعة.

وذهبت الصحيفة البريطانية إلى أن قادة التنظيم ربما يكونوا ندموا على القتال طويلا فى عين العرب (كوبانى) إذ خسروا نحو 2000 مقاتل تحت الغارات الجوية الأمريكية، لذا قرروا الاعتماد على أسلوب العصابات فى سوريا والعراق ونشر النزاع فى الخارج بتنفيذ عمليات هناك.