بالصور.. "نبال" نجا من ويلات الحرب السورية وسيارة طائشة تفرم قدمه بـ"العاشر من رمضان".. الأم: قصدنا مصر بحثًا عن الأمان وأثق أن حق ابنى لن يضيع.. وأناشد وزير الداخلية إنقاذنا من تهديدات الجناة

ليس بالضرورة أن تكون ممن يعيشون فى دوائر النزاع وويلات الحروب، لينالك الأذى، ففى كثير من الأحيان يكون للاستهتار رأى آخر، هذا هو حال الطفل السورى نبال نضال فرحان "9 سنوات"، الذى فر برفقة أسرته من دمار الحرب السورية، إلى مصر بحثًا عن الأمان، ليسطر طيش الشباب مشهدًا مأساويًا يهدده بفقدان إحدى قدميه.

البداية كما ترويها "حنان" والدة الطفل السورى لـ"اليوم السابع" كانت قبل 3 سنوات عندما قصد زوجها مصر بحثًا عن الأمان، وهربًا من النزاعات المسلحة الدائرة على الأراضى السورية، حينها كان الود والمحبة حاضرين من المصريين وطيلة السنوات الثلاث، إلى أن دفع ابنها ذو الأعوام التسعة، ثمن لهو شابين أثناء قيادة سيارة فى منطقة العاشر من رمضان، وأصبح مهددًا بفقدان قدمه، مؤخرًا.

وتقول الأم السورية لـ"اليوم السابع": أنا على يقين أن حق ابنى لن يضيع فى مصر، وأن هناك من سوف يسمع صوتى ويأتى بحقه، خاصة بعدما عجزت عن توفير أى أموال لعلاجه".

وتسرد الأم تفاصيل الحادث قائلة: "نحن نقيم بمنزل بإيجار فى مدينة العاشر من رمضان منذ 3 سنوات، ويوم 3 من شهر سبتمبر الماضى، أرسلت نجلى "نبال " إلى مدرسة بملف شقيقته الصغرى بالصف الأول الابتدائى، بعد أن حصلت على مواقفة من مديرية التربية والتعليم بالزقازيق، لكى تلحق طفلتى الصغرى بالصف الأول، وطلبت منى المدرسة أن أرسل لها الملف، فأعطيته لـ"نبال" والمسافة لم تبعد سوى أمتار عن المنزل الذى نقيم به، ونبال متعود على السير بتلك المنطقة يوميًا، فإذا بسيارة نصف نقل بيضاء اللون ملك " ز. ا" صاحب معرض سيارات بالمجاورة الثامنة، يقودها "س. م. ا" 18 سنة، نجل أحد تجار مواد البناء بمدينة العاشر من رمضان، وسيارة أخرى كان يقوم الشابان اللذان يقوداها بالمزح واختلاق ألعاب بهلوانية بالطريق العام، تسببت فى خروج إحداهما عن طريقها لتنتهى بالاصطدام بنجلى وإصابته إصابات خطيرة بقدمه اليسرى".

وتابعت أم نبال: "ذهبت إلى قسم أول العاشر، وحررت المحضر رقم 9865 جنح أول العاشر من رمضان لسنة 2015، ضد المتهمين وبسبب الحاجة وعدم وجود نقود معانا، بعد أن ظلت قدم الطفل تنزف لعدة أيام، تم إدخال الطفل مستشفى خاص بالعاشر، على أن تتحمل أسرة المتهمين التكاليف كاملة لكى تعود قدم الطفل لطبيعتها، ولكن تنصل والدا المتهمين من استكمال تكاليف علاج الطفل، حتى وصلت قدم نجلى لحالة حرجة".

وكشف التقرير الطبى الصادر من مستشفى" إ س" الخاص الذى قام بتحريره الدكتور محمد رضا الطبيب المعالج للحالة، أن "نبال" دخل المستشفى يوم 6/9/2015 وخرج منه يوم 16/9/2015، حيث حضر المريض للمستشفى يعانى من جرح هرسى متهتك بالقدم اليسرى، مع وجود كسر بعظام الأصابع الأربعة الخارجية وخلع بالمفصل المتهتك بالأوتار، وقصور شديد بالدورة الدموية وفقدان كبير بالأنسجة.

ولم تقف مأساة الطفل نبال وأسرته عند هذا الحد، وإنما تطورت لتلقيهم تهديدات بحسب أم نبال، التى قالت: "تلقيت تهديدات بترحيلى من مصر إذا لم أتوقف عن توجيه الاتهامات ضد الجناة، ولم يتم التحقيق فى المحضر من قبل الشرطة".

وناشدت الأم، وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار التدخل لرد حق طفلها ذو الـ9 سنوات الذى ضاع بسبب تنصل والدا المتهمين من المسئولية وامتناعهما حتى عن استكمال علاج ابنها.