دراسة عن الدلالات السياسية لشعارات انتخابات البرلمان تكشف: الأحزاب تضحى بتوجهاتها الأيدلوجية من أجل كسب تأييد الناخبين.."النور" استخدم شعار "وضوح وطموح" لإخفاء توجهه الإسلامى.. والشعارات المحلية تختفى

الجمعة، 09 أكتوبر 2015 07:00 ص
دراسة عن الدلالات السياسية لشعارات انتخابات البرلمان تكشف: الأحزاب تضحى بتوجهاتها الأيدلوجية من أجل كسب تأييد الناخبين.."النور" استخدم شعار "وضوح وطموح" لإخفاء توجهه الإسلامى.. والشعارات المحلية تختفى دعاية انتخابية - صورة أرشيفية
كتب عبد اللطيف صبح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعد برنامج الدراسات المصرية بالمركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة دراسة بعنوان "الدلالات السياسية لشعارات مرشحى برلمان 2015"، تضمنت الدلالات السياسية لشعارات المرشحين، وتنوع الشعارات، وعدم الاتساق السياسى بين الشعارات التى اختارتها الأحزاب السياسية وتوجهاتها.

الدلالات السياسية لشعارات مرشحى برلمان 2015


وأوضحت الدراسة، أن الشعارات الانتخابية التى تطرحها القوى السياسية والحزبية لخوض الانتخابات، تُشكل أحد أهم ركائز البرنامج الانتخابى الذى يسعى من خلاله المتنافسون إلى جذب الناخبين، والتأثير على اتجاهاتهم ونمط تفضيلاتهم واختياراتهم ما بين البدائل المطروحة أمامهم، وهو الأمر الذى يُثير العديد من التساؤلات حول الدلالات السياسية للشعارات الانتخابية، وتداعياتها المحتملة، سواء على الناخب أو العملية الانتخابية ككل، فضلاً عن حدود ترجمة هذه الشعارات على أرض الواقع فى شكل برامج تنفذ، أم أنها لا تعدو أن تكون واجهة لوعود انتخابية تنتهى بوصول النائب إلى البرلمان.

تنوع الشعارات


وأوضح المركز الإقليمى للدراسات، أن فكرة الشعارات الانتخابية تقوم على تلخيص البرنامج الانتخابى للمترشح، وتبسيطه فى جملة مركزة تحمل رؤيته وأجندته التشريعية والرقابية التى يسعى لتنفيذها حال وصوله إلى البرلمان.

وتشهد فعاليات السباق الانتخابى فى مصر تنوعًا فى الشعارات، على حسب ما رصدته الدراسة، سواء بالنسبة للقوائم فى الدوائر الأربع الكبرى، أو بالنسبة لمرشحى الفردى والأحزاب، ففى حين طرحت قائمة ائتلاف الجبهة المصرية وتيار الاستقلال شعار "معًا نبنى مصر"، فإن حزب النور تبنَّى شعار "وضوح وطموح"، أما شعار قائمة "فى حب مصر" التى بدأت حملتها الانتخابية فى عدد من محافظات المرحلة الأولى فقد جاء "فى حب مصر.. اتجمعنا"، وبالنسبة للأحزاب فقد تبنى حزب "مستقبل وطن" شعار "مفيش مستحيل"، ورفع حزب المصريين الأحرار شعاره تحت عنوان "الفقر هنهزمه"، كما جاء شعار حزب التجمع ليكون "معًا لمواجهة الفقر والبطالة والفساد والإرهاب"، وتمثل شعار حزب الوفد فى "الوفد حلم المصريين.. مستقبل له تاريخ"، أما حزب التحالف الشعبى الاشتراكى فقد جاء شعاره "حقوق الأغلبية أولوية.. ومصر جاية".

دلالات متعددة على عدم الاتساق الأيديولوجى


وأشارت الدراسة الصادرة عن المركز الإقليمى، إلى أنه على الرغم من تنوع الشعارات الانتخابية التى تطرحها القوائم والأحزاب أو المترشحون على المقاعد الفردى فإنها تعكس العديد من الدلالات، أهمها عدم الاتساق الأيديولوجى، حيث اتسم اختيار القوائم والأحزاب السياسية لشعاراتها بالسعى لكسب أصوات الناخبين أكثر منه رغبة فى تقديم شعار انتخابى يترجم فى برنامج عمل يتسق مع ما تتبناه هذه القوى السياسية من قيم واتجاهات فكرية، وهو ما أسهم فى بلورة معضلة عدم الاتساق الأيديولوجى.

وأوضحت الدراسة، أن شعار حزب النور السلفى "وضوح وطموح" جاء فضفاضًا، ولا يعبر عن توجهه الإسلامى الذى يُغازل به قواعده الشعبية، ويسعى لحصد أصواتهم.

اختفاء الشعارات المحلية التى تتعاطى مع مشكلات وأزمات المجتمعات المحلية


وحسب الدراسة فقد جاءت غالبية الشعارات للمترشحين، سواء على القوائم أو الفردى، لتدور حول قضايا مركزية كبرى كتلك التى نادت بها شعارات الثورة المصرية بموجتيها الأولى والثانية، مثل (عيش، حرية، عدالة اجتماعية، استقلال وطنى)، وهو الأمر الذى أدى إلى غلبة طابع القضايا الكبرى والمركزية على القضايا المحلية الأكثر تأثيرًا فى الناخبين، وهو ما أدى أيضا إلى اختفاء الشعارات المحلية التى تتعاطى مع مشكلات وأزمات المجتمعات المحلية، كتلك المتعلقة بمشكلات انقطاع المياه، وأزمات الأسمدة، ومشكلات البطالة، وتوفير مساكن مناسبة بدلا من البناء على الأراضى الزراعية وتبويرها.

وأضاف برنامج الدراسات المصرية بالمركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية، أن شعارات المترشحين فى عدد من الدوائر وربما داخل نفس الدائرة تشابهت إلى حد كبير وافتقدت إلى التنوع وغلب عليها الطابع الفضفاض، ومنها -على سبيل المثال- شعارات مثل: معًا نبنى.. ونحيى الأمل، من أجل بناء الوطن، معًا نبنى مصر، الحرية تحتاج إلى تضحية.

كما رصدت الدراسة تعدد شعارات القائمة الواحدة، مؤكدة أنه يُشكل تعدد شعارات القائمة الواحدة أحد أبرز سمات العملية الانتخابية، وهو ما يمثل إرباكًا للناخب، لاسيما وأن نسبة الأمية فى المجتمع المصرى تصل إلى ما يقرب من 30%.

يضاف إلى ما سبق أن ثمة إشكالية مركزية تتمثل فى أن للقوائم الانتخابية شعاراتها وللأحزاب المشاركة داخل هذه القوائم شعاراتها أيضًا، فهل سيتم رفع شعار القائمة أم شعارات الأحزاب التى تتشكل منها القائمة خلال فترة الدعاية الانتخابية؟

تداعيات محتملة


وأوضحت الدراسة، أن الشعار الانتخابى بشكل عام كى يكون له تأثيره المباشر لابد وأن يحتوى على عدة عناصر رئيسية، أهمها الرسالة الإعلامية للمرشح وأهدافه الانتخابية التى تشكل أهم نقاط القوة لديه، وهو ما يتطلب أن يكون الشعار مختصرًا وموسيقيًّا، وسهل الحفظ والفهم، وسلسًا بسيط الكلمات، وغير معقد، وسهل الترجمة والتنفيذ على أرض الواقع، غير أن الشعارات الانتخابية التى تُطرح فى السباق الانتخابى لكسب أصوات الناخبين والـتأثير على اختياراتهم سيكون لها تداعياتها المحتملة على بعدين أساسيين؛ الأول هو الناخب وهو المتغير الأهم والمستهدف الرئيسى، حيث من المرجح أن يتسم تأثير الشعارات على الناخبين فى المجتمعات المحلية بالمحدودية، لاسيما وأن ناخبى هذه المجتمعات تنتشر بينهم نسب الأمية، فضلاً عن أن العملية الانتخابية فى هذه المجتمعات تخضع للاعتبارات القبلية، ويكون التركيز على شخص المرشح والرمز الانتخابى فى الدعاية الانتخابية أكثر من الشعار الانتخابى، وهو الأمر الذى يفسر التزاحم الشديد أمام مقار المحاكم لأولوية المتقدمين بأوراقهم أولا للحصول على رمز انتخابى أكثر تداولا بدلا من بذل الجهد فى تصميم شعار انتخابى لن يجد صداه.

وأضافت الدراسة، أن البعد الثانى يرتبط بالدوائر الانتخابية، وأنه من المحتمل أن يكون للشعار الانتخابى تأثيره فقط فى الدوائر التى ترتفع بها نسبة الوعى السياسى، خاصةً فى المناطق الحضرية، لاسيما وأن قاطنى هذه الدوائر بالإضافة إلى اهتمامهم بشخصية الناخب وتاريخ سيرته الذاتية، فإن المفاضلة تكون على أساس شعاره الانتخابى الذى يرفعه، والذى يمثل تجسيدًا مباشرًا لنقاط برنامجه الانتخابى.

ولفتت الدراسة، إلى أنه برغم أهمية الشعارات الانتخابية كتعبير عن مشروع المترشح وبرنامجه الانتخابى حال وصوله إلى البرلمان، فإن تأثيرها سيتوقف على البيئة الانتخابية التى تطرح فيها، ومدى قدرتها على التفاعل معه، فضلا عن مدى قدرة المترشح نفسه على تصميم شعار انتخابى قادر على اجتذاب الناخبين من خلال التفاعل البناء مع قضاياهم ومشكلاتهم الاقتصادية والمجتمعية الملحة، وبالتالى ستظل قضية الشعارات الانتخابية مرهونة بمدى تجذر الوعى السياسى للمفاضلة بين المتنافسين على أسس برنامجية، وهو ما سيُسهم على المدى البعيد -حال تحققه- فى الحد من نفوذ المال السياسى والعصبيات فى التأثير على مخرجات العملية الانتخابية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة