جدل بين الأحزاب بسبب دعوة صباحى لتكوين حزب واحد للمعارضة.. "التجمع" يرى الفكرة وهمية وهدفها مواجهة الرئيس.. و"العدل": المناخ الحالى طارد للممارسة السياسية.. "الوفد" يؤكد صعوبتها لاختلاف التوجهات

أثارت الفكرة التى طرحها المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى لتكوين حزب واحد يقود الكتلة الديمقراطية فى مصر جدلاً واسعًا بين الأحزاب، فى الوقت الذى رأى فيه كثير من الأحزاب استحالة تحقيق الفكرة لوجود اختلافات أيديولوجية بين الأحزاب.

"الكرامة": الأحزاب التى تدافع عن الثورة والدستور تحتاج إلى أن تجتمع فى حزب واحد

وقال المهندس عبد العزيز الحسينى أمين تنظيم حزب الكرامة، إن الفكرة التى طرحها المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى جيدة، خاصة أن الأحزاب المنضوية تحت لواء التيار الديمقراطى تتفق على مبادئ وأسس عامة، وهى احترام الدستور والدفاع عن ثورة 25 يناير وتحقيق أهدافها.

وأشار أمين تنظيم حزب الكرامة لـ"اليوم السابع"، إلى أن مسالة لأيديولوجيات لا تقف حائلاً أمام الفكرة، لأننا متفقون على مبادئ الدستور، وقد نختلف فى التفاصيل التى تليها، والتوجهات تسبقها أهداف عليا الجميع متوافق حولها داخل التيار الديمقراطى.

وأكد الحسينى، أن الأحزاب التى تدافع عن الثورة والدستور تحتاج إلى أن تجتمع فى حزب واحد لا فى ائتلاف، لكن المسألة تحتاج بحثًا كبيرًا وحوارات متتالية.

"التجمع": توحيد الأحزاب فكرة وهمية

قال مجدى شرابية أمين عام حزب التجمع، إن فكرة توحيد القوى المعارضة أو الكيانات السياسية والأحزاب فى تكتل واحد أو حزب واحد تحت مسمى "حزب المعارضة" فكرة وهمية هدفها فى الوقت الحالى مواجهة الرئيس، لأنه لا يوجد حزب حاكم فى البلاد لمواجهته.

وأكد مجدى شرابية، أن توحد الأحزاب يكون فى الظروف الصعبة مثلما حدث فى حرب أكتوبر ووقفنا خلف الرئيس الراحل أنور السادات، مشيرًا إلى أن أساس تكوين الحزب هو الدفاع عن فئات معينة وفى السياسيات الاجتماعية هناك اختلافات بين كل الأحزاب لأن القاعدة الاجتماعية للأحزاب مختلفة.

حمدى سطوحى: فكرة "صباحى" جيدة لكن المناخ طارد للممارسة السياسية

ومن جانبه، قال حمدى سطوحى رئيس حزب العدل، إن فكرة حمدين صباحى جيدة جدًا، ولكن المناخ الحالى طارد للممارسة السياسية، وهى المشكلة الأكبر التى تواجه الفكرة، لافتًا إلى أن الأحزاب ضعيفة والدولة بكافة مؤسساتها ضعيفة، ونسعى لأن تكون الأحزاب قوية لأن ضعفها سيصب فى مصلحة الجماعات والكيانات الغير شرعية.

وأكد رئيس حزب العدل، أن الظرف السياسى يحارب فكرة الاندماج أو الممارسة السياسية، بالرغم من أننا فى مرحلة تحتاج إلى التعاون الاستراتيجى، والذى يسبق فكرة الاندماج، مشيرًا إلى أن وضع خطة برؤية واضحة لتحقيق أهداف بعينها قد يكون الخطوة قد تؤدى إلى اندماجات.

وأكد حمدى سطوحى، أنه قد تكون أحزاب داخل التيار الديمقراطى تتحالف لفكرة معينة ولا تندمج، وناقشنا فكرة توحيد الاحزاب فى أكثر من مرة داخل التيار الديمقراطى النقاش حول لماذا لا يكون هناك حوارات بين شباب الأحزاب لدراسة مدى إمكانية عمل تلاحم بين هذه الأحزاب، لأن هذا قد يعطى فرصة للأحزاب التى لها نفس الأهداف والتوجهات.

حزب الوفد: أمر صعب لاختلاف التوجهات

وقال حسام الخولى نائب رئيس حزب الوفد، إن الفكرة المطروحة بشأن تجميع الأحزاب المعارضة فى كيان واحد أو حزب واحد أمر صعب جدًا، وذلك لوجود اختلافات فى توجهات هذه الأحزاب والفكر الأيديولوجى سيكون عائقًا، والحديث عن تكوين جبهة أو كيان للأحزاب المعارضة فى الوقت الحالى أمر صعب، خاصة مع قرب إجراء الانتخابات البرلمانية.

وأضاف نائب رئيس حزب الوفد، أن القوى الليبرالية تختلف من حيث الفكر الاقتصادى عن أحزاب اليسار، مشيرًا إلى أن الأحزاب الصغيرة يمكن توحيدها فى تكتل إذا كان لها أيديولوجية واحدة.

وتابع الخولى، "قد يكون هناك اتحاد وتوحد لهذه الأحزاب فى المواقف العصيبة كما حدث فى 30 يونيو، أو فى مواجهة الإرهاب فى الوقت الحالى، ولكن اتحادًا وكيانًا سياسيًا أمر صعب".

خبير سياسى: الفكرة مستحيلة

وبدوره، أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والخبير السياسى، أن الفكرة التى طرحها حمدين صباحى هناك استحالة فى تحقيقها، بسبب اختلاف الرؤى والأهداف والأيديولوجيات لدى معظم الأحزاب، مضيفًا "صعب توحيد الشامى على المغربى، الفكرة مستحيلة".