إبراهيم عبد المجيد

السلفيون وحلمى النمنم

الجمعة، 09 أكتوبر 2015 10:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تولى حلمى النمنم وزراة الثقافة، وفى أول حديث معه بدأت المعركة بينه وبين الإخوان المسلمين. الإخوان فى مصر لم نسمع لهم صوتا، لكن على الفور أبدى جمال خاشقجى، الكاتب السعودى، ضيقه من اختيار حلمى النمنم وزيرا للثقافة، وخاشقجى ارتفع صوته مؤيدا للإخوان بعد رحيل الملك عبدالله وتولى الملك سلمان الحكم، وما بدا من تصريحاته أنه غير معادٍ للإخوان. انتهى الحوار مع خاشقجى بسرعة، لكن انفجر السلفيون ضد الوزير، لأنه أبدى بعض ملاحظاته على دخولهم انتخابات مجلس الشعب بقوائم تشمل المرأة وبعض الأقباط، مما لا يتفق مع أفكارهم. دافع السلفيون عن أنفسهم لكنهم لم يقولوا الحقيقة، وهى أن وجود نساء حتى لو منتقبات وأقباط فى قوائمهم، هى حيلة مسرحية ليبدو عملهم بالسياسة مشروعا، وهم فى الأصل جماعة دينية يحظر الدستور عملها بالسياسة، ولا أعرف لماذا حتى الآن لم ترفع قضية وتحسم لإبعادهم عن السياسة وحل حزبهم المسمى حزب النور؟ اشتعل الحوار حول العلمانية وهو حوار قديم لا يمكن لهم أن يفهموه إلا بأنه كفر صريح، العلمانية التى تفصل الدين عن الدولة لا تنهى على الدين لكن تضعه فى مكانه، مسألة بين العبد والرب، لن تستطيع أن تقنعهم لأنهم يرون فى الخلافة الإسلامية دولة دينية، وطبعا دخل مفكرون كثيرون من زمان فى هذه المعركة وتحلل الدولة الإسلامية دراستها لتوضيح أنها لم تكن دولة دينية، وحتى الآن لم ينتبه أحد إلى أنه قبل الرسول عليه السلام لم تكن فى الجزيرة العربية معرفة بالقوانين البشرية، كانت أعرافا قبلية، ومن ثم لم يجدوا أمامهم غير القرآن الذى حافظ على بعض من هذه الأعراف القبلية مثل الرجم والحرابة وغيرها، ولا يمكن أن يفهم أحد أن هذه الأعراف التى جاءت فى القرآن الكريم هى بنت زمانها ومكانها، وحين يتطور الزمن تتطور العقوبات المهم ألا تنتهى. من يستطيع الآن أن يتفرج على الرجم أو قطع الرقاب فى الميادين إلا داعش والوهابيون والشيعة فى إيران، هذه كلها مذاهب دينية أريد بها إخضاع الناس وإرعابهم، ليكونوا عبيد إحسانات الحاكم الذى لا يجب الخروج عليه أبدا، يعنى لو كانت الجزيرة العربية عرفت الإعدام بالكهربا–وهو الأكثر إنسانية الآن–لأقرها القرآن عرفا من الأعراف، لكن طبعا لا يمكن أن يفهم أحد فى القرن الأول الهجرى كلمة كهربا، لأنها لم تكن موجودة، وبعيدا عن هذا الحديث فحلمى النمنم لم يقل شيئا غير معروف عنه، فكتبه من قبل واضحة.

السلفيون فى الأصل جماعة دينية تفعل الخير فى المجتمع ولا علاقة لها بالسياسة، وتاريخ الجمعية الشرعية زمان وجمعية العروة الوثقى يشهد على ذلك. ما أكثر المستشفيات والمدارس التى بنوها وقدموها لوزارتى المعارف والصحة قبل ثورة يوليو 1952 التى أنهت على العمل الأهلى تقريبا، لم يحدث أن ظهر التدخل الدينى فى السياسة إلا مع الإخوان، لكن السلفيين خرجوا عن تاريخهم بفعل فاعل من الدولة، ليكونوا يوما فى مواجهة الإخوان عند الحاجة ولقد حدث ذلك، إذن على من أقنعهم بالعمل بالسياسة أن يقول لهم: عودوا إلى مقاعدكم لقد انتهى الإخوان. كونوا كما كنتم جماعة للخير للناس فى حياتهم اليومية، وهايسمعوا الكلام، وبعدين إحنا مش ناقصين تفكير زمان التافه ليصبح السلفيون فزاعة جديدة بدلا من الإخوان.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

شكرا اليوم السابع

وهى أن وجود نساء حتى لو منتقبات وأقباط فى قوائمهم، هى حيلة مسرحية ..

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة