سماح الشريف تكتب: المرأة لم تتحرر بعد

الإثنين، 05 أكتوبر 2015 02:00 م
سماح الشريف تكتب: المرأة لم تتحرر بعد فتاة محجبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مجتمعاتنا الشرقية أو العربية على وجه الخصوص، لم يعد الإجبار مباشرا كما عهدنا فى أزمنة سابقة، ربما لوجود القوانين التى تجرم ذلك، وإن كنت فى قرارة نفسى أؤمن أن تلك القوانين غير مجرد حبر على ورق لا أكثر... بعد أن أصبحت الحرية مطلبا للأجيال الجديدة لا نقاش فيه، وأيضا هى حرية محدودة السقف وتمنح للشاب دون الفتاة .. فى عام1889 م قام قاسم أمين بتأليف كتاب تحت عنوان تحرير المرأة، بدعم من محمد عبده وسعد زغلول، وأحمد لطفى السيد. قال فيه إن حجاب المرأة السائد ليس من الإسلام، وقال إن الدعوة إلى إزالته ليست خروجاً على الإسلام ثم تبعه بنشر كتاب آخر فى عام 1900م تحت عنوان المرأة الجديدة، يتضمن نفس أفكار الكتاب الأول المرأة، ثم أعقب ذلك اشتراك النساء بقيادة هدى شعراوى فى ثورة سنة 1919م فقد دخلن غمار الثورة بأنفسهن، وبدأت حركتهن السياسية بالمظاهرة التى قمن بها فى صباح يوم 20 مارس سنة 1919م. أول مرحلة للتحرير كانت عندما دعا سعد زغلول النساء اللواتى تحضرن خطبته أن يزحن النقاب عن وجوههن. وهو الذى نزع الحجاب عن وجه نور الهدى محمد سلطان التى اشتهرت باسم هدى شعراوى مكونة الاتحاد النسائى المصرى، وذلك عند استقباله فى الإسكندرية بعد عودته من المنفى واتبعتها النساء فنزعن الحجاب بعد ذلك.

تأسس الاتحاد النسائى فى نيسان 1924م بعد عودة مؤسسته هدى شعراوى من مؤتمر الاتحاد النسائى الدولى الذى عقد فى روما عام 1922م ونادى بجميع المبادئ التى نادى بها من قبل قاسم أمين. مهد هذا الاتحاد بعد عشرين عاماً لعقد مؤتمر الاتحاد النسائى العربى عام 1944م وقد حضرته مندوبات عن البلاد العربية .

أما الآن وصل الأمر إلى ما نراه من حرية للفتاة تبدو غير منقوصة ويبدو أن ذلك ما زال يؤرق المجتمع فلجأ إلى طرق ملتوية لوأدها، ادعو أن الفتاة حرة فتجدها تختار ثيابها ودراستها وخطيبها بل أحيانا هى من تصحب ذلك الزوج المستقبلى إلى بيت أهلها، وهى تؤمن فى كل هذا أنها حرة ...قلة الأمس الشاردة أصبحت أغلبية اليوم الكاسحة...لكن أى حرية تلك والمجتمع حصر الفتاة فى نطاق سلطة الرجل، وصار الأمر أسوأ من ذى قبل، قديما كانت الفتاة تنتظر من يطرق بيت أبيها واليوم أمست الفتاة تقضى وقتها فى البحث عنه، فعليها أن تهرب من سهام النظرات من أنها لم تتزوج بعد وفحيح الكلمات متى سنفرح بك؟ انقلب الأمر رأسا على عقب ولم يعد كشف الوجه أو تغطية الرأس أو التعليم هو المشكلة التى تحتاج لمؤيد أو معارض، المشكلة أن المجتمع نجح فى بث النقص فى نفس الفتيات، وصارت تتعرف إلى هذا وذاك بحثا عن زوج أى زوج لا يهم، الأهم أن تصبح حرم فلان!!

حتى المؤهلات مهما علا شأنها هى بلا قيمة ومجهود ضائع إن لم يأت رجل ويمنحها القيمة الحقيقية عندما تحمل صفة زوجة... أى عبث هذا وزور يسمى حرية؟ حتى من تتنصل من ضغوط المجتمع وتضع الأولوية لدراستها وإثبات ذاتها فى أى مجال وتسعى لتحقيق كيانها، تطاردها نظرات أنها معقدة وينصرف عنها الرجال.. وهى فى الحقيقة لا تقاوم غريزتها التى فطرها الله عليها، إنما تريد شريك حياة له ثقل فكرى ويستطيع تحمل المسئولية ليكونا أسرة سوية .. ذلك الوضع الذى أجبر الفتاة بشكل غير مباشر أن تختزل كيانها فى موافقة شاب على الارتباط بها جعل الفتاة لا تتقن أى شىء سوى سياسة كيف تصطادين عريسا حتى ولو كان أقل منها علما وشأننا... وهو أيضا ما جعل الشاب يرى نفسه غير مضطر للسعى للأفضل كونه مطلوبا ومرغوبا على أى نحو كان .

رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقى عندما قال "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق".

ويبدو أن الإعداد هنا اقتصر على إعداد طاهية وربة منزل فقط حتى لأنك تجد بعض الأسر تسعى لتعليم الفتيات للحصول على عريس بمميزات أفضل لا لتحقيق نجاح شخصى للفتاة، ولأن أغلب الشباب يعانى قصر ذات اليد وبحاجة لزوجة من حملة المؤهلات لتساعده على أعباء الحياة...ولك أن تتصور إلى أى حد تدنى ذلك الفكر بعقلية الفتاة، وعلى إثر ذلك المجتمع، فترى على مواقع التواصل الاجتماعى شابا عابثا فارغا تلتف حوله الفتيات أملا فى الفوز به عريسا، إن المجتمع بحاجة إلى تحرير الفتاة تحرر حقيقى من نظرة النقص وإلى دعمها فى تكوين كيانها الخاص المستقل، لأنها قلب الأسرة وترس نجاحها الحقيقى وعليه أيضا أن يتوقف عن منح الشاب قيمة لا تتناسب مع قدره، فعليه أن يعمل ويعمل ويجتهد ليكون أبا جيدا.. الزواج ما هو إلا مصنعا ينشأ بالشراكة بين اثنين وعليك أن تجيد الصنعة لتحسين مستوى المنتج ...كيف لفتاة قاصرة الفكر وشاب بلا رؤية أن يربيا طفلا سويا يفيد المجتمع؟.

لا أعتقد أن أجدادنا قاموا بما قاموا به لمنح المرأة حريتها لتنزع عنها الحجاب أو تتساوى مع الرجل فى الحقوق والوجبات، أحسب أنهم أرادوا امرأة حرة واعية تعرف ما لها وما عليها ولا تأخذ من الحرية المظهر فحسب، بينما هى مقيدة الأفكار والأحلام ..إن الحرية كل الحرية تكمن فى عمق الإحساس الذى به تتحدد أى طريق تسلك .. حرروا المرأة من بث النقص فى نفسها فهى المدرسة التى تربى النشء وتدعمه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد من الناس

والله عال جدا

عدد الردود 0

بواسطة:

Hani gamal

قاسم امين

عدد الردود 0

بواسطة:

عابر سبيل

من قاسم امين لمحمد كمال اتاتورك يا قلبى لا تحزن

عدد الردود 0

بواسطة:

عابر سبيل

من قاسم امين لمحمد كمال اتاتورك يا قلبى لا تحزن

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة