فى محاولات خارجية لزعزعة استقرار السعودية.. مزاعم بمؤامرات داخل القصر للإطاحة بالملك سلمان ونجله.. الصنداى تايمز تنشر تفاصيل خطاب مزعوم يذم فى وزير الدفاع السعودى ويروج لشائعات عن صراعات داخل المملكة

فى إطار محاولات خارجية لزعزعة استقرار الدول العربية الصامدة فى وجه التهديدات الإرهابية المتزايدة، زعمت صحيفة الصنداى تايمز أن وزير الدفاع السعودى، الأمير الشاب محمد بن سلمان، أصبح هدفا لمؤامرات داخل القصر بسبب الغضب من نمط حياته الباذخ وإتباعه سياسة خارجية متهورة.

وأضافت الصحيفة البريطانية، فى تقرير نشرته الأحد، أنها حصلت على نسخة من خطاب مكتوب بالإنجليزية من قبل عدد من أعضاء العائلة المالكة، يقولون إنهم يمثلون الرتب العليا فى عائلة آل سعود، ويعتبر هؤلاء أن الأمير محمد، البالغ 30 عاما، غير صالح لمنصب رفيع كوزير للدفاع.

وأضافت أن هذه المجموعة تعتبر التدخل العسكرى السعودى فى اليمن ضد الحوثيين بأنه "طيش شباب" من الأمير محمد، مشيرة إلى أنه شن ضربات عسكرية ضد شعب أعزل فى اليمن، وفق ما ذكرته الصحيفة.

ونقلت عن مراقبين سعوديين مخضرمين، أن الخطاب ربما كتب بالإنجليزية فى محاولة واضحة لتجاوز الرقابة الصارمة من البلاد، مضيفين أنه ربما يرتبط بصفوف من حركة "الأمراء الأحرار"، وهو تجمع سياسى ليبرالى برز داخل العائلة المالكة فى أواخر الخمسينيات.

مزاعم ضد العائلة المالكة

وواصلت الصحيفة مزاعمها ضد العائلة المالكة مشيرة إلى أن تقارير خاصة بالاضطرابات بين الأمراء تم تداولها فى الشرق الأوسط طيلة أسابيع.. وتتابع أن خطابين آخرين كتبوا بيد أحد أحفاد مؤسس الدولة عبد العزيز آل، شملت دعوة للإطاحة بالملك سلمان بن عبد العزيز، صاحب الـ79 عاما والذى يعانى وضعا صحيا سيئا، على حد زعم الصحيفة.

وراحت الصحيفة البريطانية تسوق تحليلات لسنياريو مفتعل، قائلة إن دبلوماسيين وصفوا مطالب التغيير من قبل المنشقين الملكيين، بأنها سابقة فى التاريخ الحديث، تثير مخاوف من سقوط المملكة العربية السعودية فى فترة طويلة من عدم الاستقرار.

مستقبل المملكة

ونقلت عن بروس ريدل، مستشار حكومة سابق رفيع المستوى فى الحكومة الأمريكية حول شئون الشرق الأوسط، قوله: "بالنظر إلى مؤشرات أخرى، أعتقد أننا نشهد أكثر فترة من الاضطرابات فى الحياة السياسية للعائلة المالكة منذ أوائل الستينيات، وبالطبع ستكون النتيجة عاملا حاسما فى تشكيل مستقبل المملكة".

وتقول الصحيفة بشأن الخطاب المزعوم الأخير إنه لم يتضح من كتبه تحديدا، لكنه يسلط الضوء على ما يسمونه بالتبذير من قبل الأمير محمد بن سلمان، وهو الثانى فى خط وراثة العرش، حيث عينه أبوه الملك سلمان بن عبد العزيز نائبا لولى العهد.. مضيفة أن هذه المجموعة التى تقف وراء الخطاب تستهدف تشويه صورة الأمير الشاب المعتدل.

وتشير إلى أن واحدة من أكثر الادعاءات البارزة فى الخطاب هى أن الأمير الشاب أنفق 8 ملايين دولار على منتجع جزيرة خاصة فى المالديف، حيث يتم استئجار أشهر الفنانين لتقديم عروض موسيقية خاصة.

وتزعم تقارير محلية فى جزر المالديف أن حفلا أقيم فى يونيو الماضى على جزيرة "فيلا"، حيث منتج فاخر يمتلكه رجل الأعمال التشيكى جيرى سميجك. لكن كلا من إدارة المنتج والسفارة السعودية رفضت التعليق على هذه المزاعم.

تشويه صورة نجل العاهل السعودى

وتضيف الصحيفة أن ما هو أكثر ضررا فى محاولة تشويه صورة نجل العاهل السعودى، هو اتهامه بأن عطلاته الخارجية جاءت فى وقت كانت فيه المملكة فى حرب والقوات السعودية تموت أثناء أداء خدمتها فى اليمن.

ويصر كاتبوا الخطاب المزعوم على أن الحرب فى اليمن كارثة، فوفقا للأمم المتحدة فإن حوالى 4900 شخص قتلوا فى اليمن خلال الأشهر الستة الماضية بينهم 2200 مدنى.