سامح الزهار يكتب: جمال الغيطانى.. شيخنا ونحن مريدوه

الأربعاء، 21 أكتوبر 2015 06:12 م
سامح الزهار يكتب: جمال الغيطانى.. شيخنا ونحن مريدوه جمال الغيطانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الخوف يسيطر على القلوب منذ أن انتشرت الأخبار فى الوسط الثقافى بأن الأديب الكبير جمال الغيطانى فى حالة صحية حرجة، ومحتجز بمستشفى الجلاء العسكرى إثر تعرضه لوعكة صحية شديدة، وإذ تمر الأيام يوما فيوم ويتابع مرودى الأديب الكبير حالته الصحية فى حالة ما بين الألم والخوف واللهفة والشوق والحنين لمن أطرب أدبنا بموسيقى كلمته، ولمن عزف على أوتار التاريخ المضىء للمصريين.

وكانت الفاجعة عندما استيقظ مثقفو مصر على خبر وفاة الأستاذ الغيطانى، فخفقت القلوب وبكت الأعين واهتزت المشاعر وسادت حالة من الحزن الشديد على أحد أسياد الأدب العربى وحكماء الوطن.

لا يكفى أن أتحدث عن الغيطانى من ناحية أعماله الأدبية ومنتجه الثقافى فقط، بل سوف أتحدث عنه من جانب آخر وهو كونه أحد أهم وأكبر أئمة محراب التاريخ الإسلامى بسجلاته الصامتة وهى آثاره الإسلامية، التى تذوب فى قاهرة المعز التى كانت جزءا لا يتجزأ من شخصية الأديب الكبير.

عندما رأيت الغيطانى أول مرة يقدم برنامج "تجليات مصرية" عازفا على أوتار التاريخ هائما فى صفحاته يتيه عجبا بآثاره قررت أن أكون أحد رجالات هذا المجال، ليكون جمال الغيطانى أستاذى الذى لم أدرس على يده، وشيخى الذى أكون مريده وأحد مصلين الصف الأول فى إمامته.

عاش الغيطانى شابا فى ألف عام، رغم سبعينيته، وقد أثرى الأدب العربى بحكاوى أهالى المحروسة بأبطاله من الدراويش كالمرشال على وغيره من الشخصيات التى نراها مهمشة، ويراها هو بعينه الباحثة عن أبطاله بطلا يكتب عنه ليجعل من المهمشين والضعفاء أبطالا.

وعندما أتذكر تشجيع الأستاذ الغيطانى لى ولزملائى وللمثقفين كبارا وصغارا يزداد حزنى وبكائى، بل أسمع أنين القلب وألم المكتبه العربية التى فقدت أحد أهم وأكبر صانعيها بما قدمه على مدار حياته.

عشق أديبنا الراحل آثارا بعينها فقد كان مولعا ببيت السحيمى ومسجد الحاكم بأمر الله، وجامع الأقمر ووكالة بازرعة ومسجد السلطان حسن ومسجد الرفاعى والجاى اليوسفى، فقد تربى فى منطقة الجمالية فكان للمكان والزمان أثر على الإنسان فى تكوينه وبناء وجدانه وخلفيته الثقافية، التى تعلمنا منها الكثير وأمتعنا بها لسنوات.

وقد أثرى المكتبة الأدبية بأعماله الخالدة منها أوراق شاب عاش منذ ألف عام، والزويل، وحراس البوابة الشرقية، ومتون الأهرام، وشطح المدينة، ومنتهى الطلب إلى تراث العرب، وسفر البنيان، وحكايات المؤسسة، والتجليات، ودنا فتدلى، ونثار المحو، وخلسات الكرى، والزينى بركات، ورشحات الحمراء، ونوافذ النوافذ، ومطربة الغروب، ووقائع حارة الزعفرانى، والرفاعى، ورسالة فى الصبابة والوجد، ورسالة البصائر والمصائر، والخطوط الفاصلة، وأسفار المشتاق، وسفر الأسفار، ونجيب محفوظ يتذكر، ومصطفى أمين يتذكر، والمجالس المحفوظية، وأيام الحصر، ومقاربة الأبد، وخطط الغيطانى، ووقائع حارة الطبلاوى، وهاتف المغيب، وتوفيق الحكيم يتذكر، والمحصول.

إن التراث الصوفى الذى انتهجه الغيطانى كان متداخلا فى الممارسة العملية بمجال الطقوس الشعبية، كما تبدو صلة التراث الصوفى بقضية اللغة والرمز صلة واضحة بأعماله، ومن ثم فقد حقق أدب الغيطانى المستمد أغلبه من التراث الصوفى تجلياته الظاهرة والعميقة فى الرواية المصرية.

لذا أطالب السيد وزير الثقافة بأن تكون شخصية العام القادم 2016 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب هى شخصية الأديب الكبير، كما أطالبه بأن تكون هناك جائزة أدبية تحمل اسم الغائب الحاضر "جمال الغيطانى".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة