حزب النور والضحك على الذقون.. الحزب يغير مبادئه طبقاً لمصالحه ويدير معاركه الانتخابية بمنطق الغاية تبرر الوسيلة ويتاجر بشعار تطبيق الشريعة

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015 02:00 م
حزب النور والضحك على الذقون.. الحزب يغير مبادئه طبقاً لمصالحه ويدير معاركه الانتخابية بمنطق الغاية تبرر الوسيلة ويتاجر بشعار تطبيق الشريعة يونس مخيون
تحليل يكتبه : زينب عبد اللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اليوم السابع -10 -2015

نقلا عن العدد اليومى


لم يترك حزب النور وسيلة لاحتلال كراسى البرلمان إلا واستخدمها، حتى وإن كانت لا تتناسب مع قناعات أعضاء الحزب ومشايخه، وفى كل مرة يجد الحزب وأعضاؤه ومشايخهم تبريرا لاستخدام هذه الوسائل فى تجسيد واضح لمنطق «الغاية تبرر الوسيلة» وللنفاق السياسى فى أسوأ صوره.

فبالرغم من أن مشايخ الحزب وأعضاءه لا يؤمنون بالمشاركة السياسية للمرأة والأقباط فى الانتخابات، وهو ما أعلنوه فى يناير 2013، مؤكدين أن ذلك يخالف الشرع، إلا أنهم وضعوا بعض السيدات والأقباط فى ذيل قوائمهم الانتخابية بعد أن فرض القانون تمثيلهم فى القوائم، ونفذوا ذلك بطريقة مهينة للمرأة على طريقة «حريم القوائم» فلم يضعوا صورها فى منشورات الدعاية ولم يسمحوا لها بالظهور فى المؤتمرات الانتخابية، وظهر المرشحون الرجال وقيادات الحزب فى المؤتمرات ليتحدثوا باسم «حريم القوائم»!!

كما رشح الحزب على قوائمه ما يقرب من 23 قبطيا بينهم 6 سيدات قبطيات، وأكد أنه سيترك لهن حرية وضع صورهن أو اختيار رموز مكان الصور ولن يجبرهن على ارتداء الحجاب فى منشورات الدعاية، وعندما اعترض شباب الحزب والجماعات السلفية على ترشح ما أسموه بالكفار والمرأة على قوائم النور تحت زعم أن ذلك يخالف الشريعة، رد قيادات الحزب بأن مجلس الشعب يعتبر ولاية صغيرة، يجوز ترشح المرأة والكفار فيها!!، وفى ردود أخرى أكدوا أن الضرورات تبيح المحظورات، وأن ترشح الأقباط والمرأة على قوائم الحزب يأتى من باب جلب المصالح ودرء المفاسد، حتى لا يتركوا مجلس الشعب للعلمانيين والتيار المدنى، وذلك فى أسوأ استخدام للدين وأسوا أشكال النفاق الدينى والسياسى. وكان الحزب بدأ رحلته مع الأسلوب النفعى للوصول للبرلمان أو فى سعيه للوصول إلى الحكم منذ بداية تأسيسه حينما تحالف مع الإخوان وحزب الحرية والعدالة بعد ثورة يناير قبل انتخابات «2011 - 2012» ولكنهما اختلفا على نسبة وترتيب كل منهما فى القوائم الانتخابية، فخرج حزب النور عن التحالف الذى قاده حزب الحرية والعدالة، حين تصادمت الأطماع، إلا أن أطماع النور برزت وتصاعدت مع عزل مرسى وجماعته واعتبار الإخوان جماعة إرهابية، فظن «النور» ورجاله وقياداته أن الفرصة سنحت ليحلوا محل الإخوان، ولعل هذا كان السبب وراء مشاركتهم فى اجتماع القوى الوطنية لعزل مرسى فى 3 - 7.

ومع حلول الانتخابات الحالية اتبع « النور» كل الطرق والوسائل لاحتلال البرلمان، تارة بالتخلى المؤقت عن بعض مواقفه وقناعاته المعلنة، وتقديم التبريرات، ومحاولة التلبيس الدينى والسياسى لهذه المواقف، وتارة بمغازلة التيار المدنى لكسب المزيد من الأصوات ومحاولة تقليل مخاوف المواطنين من تشدد الحزب وأعضائه، وتارة أخرى بمحاولة مغازلة أنصار جماعات الإسلام السياسى والأصوات التى كانت تنتخب أعضاء جماعة الإخوان، وذلك بما يستخدمه الحزب مجددا من أساليب التجارة بشعار تطبيق الشريعة الإسلامية، وإيهام المغيبين بأننا نعيش فى دولة عاصية أو كافرة، وأنه يسعى للوصول للبرلمان والحكم ليجعلها دولة مسلمة، وكأننا ننتظر وصول الحزب وأعضائه للبرلمان لندخل فى الإسلام!!

فأى منظور للشريعة يسعى الحزب الذى يتأرجح بين التشدد والتخلى والنفاق السياسى والدينى لخداع الناس به، وهل سيطبقها تبعا للهوى ومنطق جلب المصالح وتغيير المبادئ لتحقيق المكاسب، وإخفاء المرأة والتعامل معها على أنها عورة والنظر للأقباط على أنهم كفار اضطر الحزب لوضعهم على قوائمه ليصل إلى مبتغاه فى احتلال مقاعد مجلس الشعب، والاستيلاء على تركة وميراث جماعة الإخوان الإرهابية، وهل هذا الحزب وأعضاؤه هم من يمثلون مصر والمصريين فى هذه المرحلة، وهل خلعنا جماعة الإخوان ليحل محلها «النور»؟!!


اليوم السابع -10 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة