اليهود يحتفلون بذكرى إحياء اللغة العبرية والدول العربية "تقتل" اللغة العربية.. المتخصصون: الإعلام المسموع والمقروء حطم لغة الضاد.. وتراجع الاهتمام بالعلم سبب جمود "لغة القرآن"

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015 11:00 م
اليهود يحتفلون بذكرى إحياء اللغة العبرية والدول العربية "تقتل" اللغة العربية.. المتخصصون: الإعلام المسموع والمقروء حطم لغة الضاد.. وتراجع الاهتمام بالعلم سبب جمود "لغة القرآن" الدكتور أحمد درويش
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتفل اليهود، أمس، بمرور 134 عاما، على إحياء ذكرى اللغة العبرية، على يد الأديب والصحفى واللغوى إليعيزر بن يهودا، الذى كان يسعى طوال حياته جاهدا للترويج والتكلم باللغة العبرية لدى اليهود، حتى استطاع أن يوفق فى مهمته فى نقل اللغة العبرية وجعلها بسيطة وسهلة لكى يتحدث ويتعامل بها كافة اليهود.

وفى ظل احتفال اليهود باللغة العبرية التى تواجدت من العدم، نشهد من جانب آخر اندثار اللغة العربية فى بلدن العالم العربى، فعلى الرغم من انتشار اللغة العربية واعتبارها من أهم 4 لغات فى العالم، إلا أن الدول العربية وخاصة الخليج مثل الإمارات والكويت وقطر، بدأت بالتحدث باللغة الإنجليزية حيث أنهم لم يتمسكون بلغتهم الأم بالقدر الكافى.

ومن المعروف أن هذا الأمر بالطبع ينتقل إلى مختلف الأجيال القادمة التى سوف تجد صعوبة فى التحدث بلغتهم العربية الأساسية فيما بعد، مما يشك خطورة حقيقية على اللغة العربية.

فعلى سبيل المثال، اللغة العامية التى يتحدث بها معظم بلدان العربية مثل دولة السودان هى لهجة الدنكا، أما دولة الصومال فتتحدث باللهجة البراوية وهى منبثقة عن اللغة السواحلية.

وفى السياق ذاته، ستجد دولتى سوريا والعراق تتحدثان اللهجة السريانية، وبالنسبة لدولة الجزائر والمغرب تتحدث باللهجة الأمازيغية، بالإضافة إلى تحدثهم باللغتين الفرنسية والإنجليزية فى الجزائر وتونس والمغرب باعتبارها اللغات التى يتعاملون بها فى كافة أمور الحياة، وهذا هو الحال فى موريتانيا المعروفة ببلد المليون شاعر والتى تعد اللغة العربية لغتها الرسمية، إلا أنهم يتحدثون اللغة الفرنسية فى كافة الدوائر الحكومية.

وهنا يجب المحافظة على اللغة العربية من الاندثار، باعتبارها "لغة القرآن"، حيث إن "الصلاة" فى الإسلام لا تتم إلا بإتقان بعض من كلمات اللغة العربية.

وقال الدكتور أحمد درويش أستاذ النقد والبلاغة بكلية دار علوم، فى ذكرى إحياء اللغة العبرية، ينبغى أن نتعرف على بعض الحقائق ونستخلص الدروس ونشكر الجادين وننعى الكسالى، مشيرا إلى أنه فى أوخر القرن التاسع عشر كانت "العبرية" تقريبا لغة ميتة، موضحا أن اليهود فى العالم يتحدثون حوالى 100 لغة متفرقة حسب البلد التى كانوا ينتمون إليها ولم تكن تستخدم العبرية إلا فى المناسبات الدينية، وكان فى الوقت ذاته من الناحية السياسية يفكرون فى إنشاء وطن قومى لهم فى فلسطين، حيث جاء فيلسوف اسمه إليعيزر بن يهودا، أطلق شعار يقول فيه "لا حياة لأمة بدون لغة".

وأوضح "درويش" أن اليهود استخدموا لغتهم فى كافة شئون الحياة، وأخذت تتسع دعواتهم بالاهتمام والتحدث بلغتهم، حيث إنهم أصدروا مجلة كاملة بالعبرية ثم توسعوا إلى 20 مجلة، مشيرا إلى أن اللغة أصبحت حية فى مختلف المراحل التعليمية من الحضانة إلى البكالوريوس.

وتابع قالدكتور أحمد درويش، أما نحن فقد بذلنا كل جهدنا لنجعلها لغة ميتة، وكانت البداية فى أساليب التعليم وكذلك تفضيل اللغات الأجنبية، مضيفا أن الإعلام المسموع والمقروء حطم اللغة، وأيضا فتح بابا من السخرية لكل من يتحدث باللغة سواء فى المسارح أو فى السينما أو فى التليفزيون، حتى أن كبار السياسيين فى الدول العربية عندما يحضرون فى مؤتمرات العالمية يفضلون التحدث باللغة الفرنسية والإنجليزية، كما أنه وجه لوما شديدا لمن لا يعرف قيمة اللغة باعتبارها كائنا حيا يريد أن يحيا باستمرار.

ومن جانبه قال الكاتب محمد أديب السلاوى، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" إنه بعد توقف الامتداد العربى توقف الزحف الحضارى العربى نحو العالم، وبالتالى توقفت اللغة العربية إلى درجة الجمود، موضحا أن كلمة كائن حى تعنى يتطور بتطور الحضارة والثقافة والإنسان، فى كل جهات العالم.

وأشار "السلاوى" إلى أن العالم يصنف اللغة العربية على درجتين، تشمل الأولى "دياليكيتية "عامية، والثانية "كلاسيكية أدبية"، قاطعين عليها الطريق لارتقاء الدرجة العلمية، مضيفا أن فى نظر العديد من الغربيين، لغة متخلفة عن عصرها، تفتقر إلى مصطلحات العلم ومفرداته وتفتقر إلى القواميس والمعاجم التاريخية والوصفية والمعيارية والحرفية، التى من شأنها تتبع الألفاظ العربية فى تطوير معانيها عبر العصور.


موضوعات متعلقة..


- الأرض العربية بـ"ترطن".. الصومال وإريتريا وجيبوتى "اللهجات تكسب" وشمال أفريقيا الأمازيغية والفرنسية تطغى.. وبلد المليون شاعر "فرنسى".. وإسرائيل "العربية" اللغة الثانية بـ"القانون"










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة