الاحتماء برفع شعارات الثورة ليس كافياً لنجاح دعوة «صباحى» لجمع المعارضة..نحتاج إدراكا ووعيا بأن المشهد السياسى يكتمل بمعارضة بناءة ليست صورة معلقة على حائط «الديمقراطية»

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015 01:30 م
الاحتماء برفع شعارات الثورة ليس كافياً لنجاح دعوة «صباحى» لجمع المعارضة..نحتاج إدراكا ووعيا بأن المشهد السياسى يكتمل بمعارضة بناءة ليست صورة معلقة على حائط «الديمقراطية» حمدين صباحى
تحليل تكتبه:إحسان السيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل ثورة يناير، كانت أحزاب المعارضة كيانا هشًّا وضعيفا، لم يكن له دور فعال فى الحياة السياسية على الإطلاق، والدليل استمرار نظام مبارك فى الحكم 30 عاما رغم مساوئه التى كانت على مرأى ومسمع الجميع، وحجم الفساد الذى ساد خلال هذه الفترة، ورغم طغيان هذا النظام، فإنه احتوى القوى المعارضة فى فترة حكمه- على استحياء- ولم يكن هذا ناتجا عن إيمانه بها ودورها فى التوجيه، أو لأنه يصغى للآراء الناقدة له.. لكنها كانت محاولة منه لإضفاء شكل الديمقراطية على الحياة السياسية فى مصر أمام العالم الخارجى.

صحوة المعارضة انطلقت بعد 30 عاما من الصوت المنخفض، بقوة الشباب وأسقطت مبارك، ومن بعده الرئيس المعزول محمد مرسى فى 30 يونيو، وعلى مدى الثورتين ظهرت أحزاب واختفت أخرى، وبدأت إجراءات الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق، والبدء فى عملية انتخابات مجلس النواب.. وهنا أيضا ظهرت أحزاب واختفت أخرى، فأعلن عدد منها المشاركة فى العملية الانتخابية، ومنها من أعلن المقاطعة.. إلى أن جاءت دعوة المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى لجمع المعارضة تحت لواء كيان سياسى واحد، وشملت دعوته 7 أحزاب هى الدستور والتيار الشعبى والكرامة والتحالف الشعبى والعدل ومصر الحرية والكتلة العمالية بصفتها مكونات تحالف التيار الديمقراطى مع حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى.

الدعوة وحدها لا تكفى والاحتماء برفع شعارات الثورة لن يبنى معارضة قوية.. فاجتماع المعارضة تحت كيان واحد يجمع أيديولوجيات مختلفة وأفكارا سياسة غير متطابقة ليس أمرا سهلا، ولكن يحتاج تحركات أخرى تتبع أسلوبا أكثر علمية فى كيفية جمع شملهم والاتفاق على رؤية واحدة خلال الفترة المقبلة، ليكون لها دور فعال عقب انعقاد البرلمان، يمثل إضافة للمشهد السياسى وليس مجرد «سد خانة»، أو صورة على حائط الديمقراطية.

هذه الخطوة تحتاج من «صباحى» وضع رؤية جامعة للأحزاب السبعة- حال قبولها دعوته- أو كما تفضل أن تسميها بعض الأحزاب «وثيقة سياسية»، تتضمن إعلان مبادئ هذا الكيان، خطه السياسى، وتجيب عن أسئلة حول أسباب تشكيله، وهدفه، وكيفية تحقيق هذا الهدف وما يبتغيه القائمون عليه، ليرد مسبقًا على الاتهامات التى قد توجه إليه بأنه مجرد عودة منه للمشهد السياسى مرة أخرى، أو كما يردد البعض بأنها ستكون معارضة لمجرد المعارضة.

تغيير الصورة الذهنية عن المعارضة فى مصر تحتاج مجهودا أكبر من الدعوة لكيان واحد يجمعها، تحتاج ألا يقتصر دورها على إصدار بيانات تهاجم الحكومة وسياساتها ومشروعات قوانين البرلمان، لكنها فى حاجة أكبر لدور إيجابى يبنى ولا يهدم، يقاوم ولا يستسلم، يعتمد على هدوئه وحنكته فى مواجهة سياسات يرفضها، ويقصى الحناجر ذات الأصوات المرتفعة جانبًا.

«راجعوا أنفسكم».. الأحزاب تحتاج أن تعيد قراءة معنى المعارضة الحزبية، وعدم الاستناد إلى مزاعم أن «المناخ السياسى» لا يسمح، لأن قوة المعارضة وتماسكها هما الفيصل فى فرض نفسها على المشهد، الأحزاب تحتاج لتجهيز نوابها- المرشحين حاليا فى سباق الانتخابات- بأدوات برلمانية وتشريعات تمكنهم من أن يكونوا رقما صحيحا فى البرلمان، تتوافر لديهم اقتراحات بديلة وخدمات على الأرض يشعر بها المواطن البسيط.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة