ويحتضن المتحف الوطنى فى لندن فى الفترة الحالية أكبر معرض لبورتريهات الرسام الإسبانى فرانسيسكو جويا الذى يعد واحدا من أعظم الرسامين فى القرن الثامن عشر مع 70 لوحة تعكس عبقريته الإبداعية تحت عنوان "جويا: البورتريهات" ويستمر هذا المعرض حتى 10 يناير عام 2016، وفقا لصحيفة "التيليجراف" البريطانية.
ويتبع المعرض مسيرة جويا الإبداعية، الذى تحول إلى رسام البلاط الملكى فى العام 1799، كما يضم 70 لوحة شخصية رسمت على مدى 50 عاماً تظهر كيف كان يرسم جويا بصدق شديد ولم يجمل موضوعاته مما أنتج أعمالاً غاية فى الحميمية.
وامتدت حياة جويا على أكثر من ثمانية عقود عاصر خلالها نابوليون وشهد سلسلة من الأحداث المأسوية التى غيرت مسار التاريخ، بحسب المتحف، وتشكل لوحات البروتريه ثلث أعمال الفنان، ومن أصل 150 لوحة صمدت فى وجه الزمن، يقدم نصفها فى المتحف الوطنى بلندن الذى يعد من أكثر المتاحف استقطابا للزوار فى العالم مع ستة ملايين زائر فى السنة الواحدة.
وكان فرانسيسكو جويا الرسام المعتمد فى بلاط ملك اسبانيا كارلوس الرابع وهو كان من الرسامين المفضلين لدى الطبقة الأرستقراطية الاسبانية، بالإضافة إلى تشكيله أعمالا فنية عن كوارث الحرب ورسومات قاتمة.
وقال كزافييه براى قوميسير المعرض "لم ينظم أى معرض عن لوحات البورتريه التى رسمها خشية من أن تكون مملة فى نظر الجمهور، لكن الأمر كان يستحق عناء التجربة لأنه يسمح باكتشاف صورة جديدة لغويا تثرى أعمالة"، ويقضى الهدف من هذا المعرض المعنون بـ"جويا: البورتريهات" فى نظر القيم عليه بـ"إعادة الاعتبار لغويا كأحد أكبر رسامى البورتريهات فى التاريخ مع نهجه الإبداعى وغير التقليدى" وفقا لوكالة فرانس برس.
وأضاف براى "آمل أن يلقى المعرض نجاحا كبيرا، فغويا هو رسام خرج عن القواعد والتقاليد. الأيدى مثلا لم تكن دوما مرسومة جيدا فى لوحاته كما أن أشكال الجسد تكون غريبة فى بعض اللوحات والبريطانيون ينتقدون كثيرا هذا النوع من الشذود، لكن الأهم هو إظهار مهاراته فى رسم البورتريه".
ومن القطع الرئيسية فى هذا المعرض بروتريه دوقة ألبا (1797) الذى يعرض للمرة الاولى فى بريطانيا، وهى المرة الثانية التى تغادر فيها هذه اللوحة الولايات المتحدة، وتمثل هذه اللوحة الصديقة المقربة من جويا التى كانت تمول أعماله وهى ترتدى زيا أسود وتشير باصبعها إلى الارض حيث كتبت عبارة "جويا دوماً"، ولا تزال هذه العبارة تحير الخبراء، وأرسل متحف ديل برادو الإسبانى 10 لوحات إلى المعرض، فى حين اختيرت لوحات أخرى من مجموعات خاصة من متاحف بنيويورك وستوكهولم وساو باولو ومكسيكو.
صورة 8
وفى كتاب عن حياة جويا، يرى مؤرخ الاعمال الفنية روبرت هاجز أنها تمثل اعترافا بالحب من الرسام إلى الدوقة التى كانت تسرى شائعات مفادها أنها عشيقته، لكن بالنسبة إلى كزافييه براى، تحمل هاتان الكلمتان معنى آخر، وأوضح كزافييه براى "إنها تعنى بالأحرى أن جويا هو الوحيد القادر على رسمى، فالعلاقة التى كانت تربط بينهما كانت عذرية وغويا كان يكن إعجابا كبيرا لهذه المرأة الجميلة جدا التى كانت غريبة الأطوار".
موضوعات متعلقة..
- "الفنون التشكيلية" تعلن النتيجة النهائية للمشاركين بصالون الشباب 26
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة