خميس مبارك المهندى يكتب: اجعلوا عملكم خالصًا لوجه الله

التعليم هو أساس تقدم ورقى أى أمة، وإذا تقدمت أمة وعلا شأنها بين الأمم فذلك يرجع لنظامها التعليمى، وكذلك إذا تأخرت أمة عن ركب التقدم والحضارة فذلك يرجع أيضًا لنظامها التعليمى، وقد كانت أولى آيات القرآن الكريم تأمرنا بالقراءة التى هى أساس العلم وقد قامت الحضارة الإسلامية على تشجيع العلم والعلماء وبسببهم كانت منارة للعالم أجمع.

وقد سعت دول العالم المتقدم لجعل تعليمها ذو جودة عالية تضاهى الجودة فى شتى المجالات، لأن التعليم لا يقل أهمية عن غيره، ويعد المعلم هو أساس جودة التعليم لأنه المتغير المستقل المؤثر على طلابه ومدرسته وأولياء الأمور بل والمنهج الدراسى، فالمعلم إذا كان مؤهلاً تأهيلاً متميزاً يمكنه من استيعاب المنهج الحديث وتوصيل محتواه لطلابه باستخدام استراتيجيات تعليمية حديثة، متواصلاً مع أولياء الأمور لمصلحة الطالب، مراعياً الإجراءات التنظيمية والتربوية المتعلقة بالعمل داخل مدرسته – فإنه حتماً سيؤدى إلى تعليم ذو جودة وتميز.

ولأن العمل بقطاع التعليم رسالة قبل أن يكون مهنة فإن المعلم يجب أن يكون متقناً لعمله دون أى رقيب، لأن طلابه ينظرون إليه على أنه قدوتهم، كذلك فإن المعلم إذا أهمل أو تقاعس عن إتقان عمله على الوجه الأكمل فإنه سينعكس على جودة منتجه وهو أغلى ما نملك (طلابنا )الذين هم حملة مشاعل مستقبلنا.

إننى أناشد معلمينا وتربويينا أن يجعلوا عملهم خالصاً لوجه الله تعالى لأنهم أصحاب رسالات، ويتصرفوا بطبيعتهم دون تكلف أو تصنع أمام رؤسائهم ؛ لأن طلابهم يلاحظونهم ويتأثرون بهم، وفق الله معلمينا لما فيه جودة وتميز تعليمنا.