حسين السيد أبو حسين يكتب لماذا فشلت الثورة فى تحقيق أهدافها؟

الجمعة، 30 يناير 2015 04:11 م
حسين السيد أبو حسين يكتب لماذا فشلت الثورة فى تحقيق أهدافها؟ ثورة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ذكراها الرابعة تصبح الضرورة ملحة لفهم أسباب الانتكاسة، التى ألمت بثورة مصر المجيدة.. ولا أخفيكم سرا إذا قلت إننى لست من عشاق الاكلشيهات الجاهزة والجمل المكررة.. الجيش.. لأ دى الشرطة.. الدولة العميقة.. الإخوان وما فعلوه من بعد الثورة.. وغيره.. نعم هى عوامل أدت إلى الانتكاسة لكنى أعتقد أنها عوامل مساعدة للعوامل الأساسية.. ومن عجب أهل بلادنا تركيزهم الشديد على الفرعى من دون الأساسى.

انتكست الثورة لعدة أسباب

1- لأن أهدافها وصلت إلى فئة ضئيلة من الشباب وليس حتى كل الشباب ولم تصل الثورة إلى الغالبية من الشعب.. لم يكن المواطن العادى يوم 25 يناير 2011 يهمه نية بعض القوى السياسية والشباب التظاهر فى ذلك اليوم.. ثم بعد أن دارت الدنيا دورتها وحدث ما حدث فى 28 يناير واحتلال القوى الثورية لميدان التحرير.. كان الهدف الأسمى للمواطن فى مصر بخلاف الفئة الثائرة أن تنتهى الهوجة والعيال اللى فى الميدان تمشى.. وكانت عودة الأمن مطلب أهم من رحيل مبارك فى نظر رجل الشارع.. وأيد رجل الشارع رحيل مبارك ليس لكراهيته الطويلة لمبارك وهو يكرهه ولكنه حقق له حلمه الأسمى حينها.. العيال تمشى من الميدان بقى والدنيا تستقر.

2- لم يكن هذا خافيا أو غامضا على الفئة الثائرة على العكس تماما هم من تشدقوا كثيرا حينها وفى كل حين.. أحنا لو كنا عملنا استفتاء على بقاء مبارك كان قعد.. المشكلة كانت ظاهرة وواضحة ولم يتحرك لحلها أحد.. فقط تركت.. طالما أن العامة لا يتهددونا الآن فلنتركهم وكراهيتهم للثورة.. بل لنزايد عليهم فهذا "كنبة" وهذا "منافق" وهذا أين كنت طوال 30 عاما من حكم مبارك؟ نحن فقط فعلنا.. ويا ليتهم ما قالوا أو زايدوا.

3- وسط تلك الموجات الهادرة من المزايدات.. وفى وسط الزخم والحماسة الثورية.. ارتفعت الآمال إلى السماء أو بشكل أدق رفعت كذبا وزورا إلى السماء.. لم يصارح أحد الشعب بحقيقة الموقف.. دخل المواطن المصرى حسابات تلك الثورة وهو يحسب نصيبه من 70 مليار مبارك ومليارات عز ومنهوبات الحكومة، وظن أن الثورة مغارة على بابا التى سيغترف منها اغترافا ومثلما علت الأحلام إلى السماء كان انهيارها إلى أسفل سافلين ففقدت الثورة جزء من القلوب كان معها.

4- أخطأوا حين صوروا للناس الفساد فى صورة مبارك وحاشيته ولم يملك أحدهم الشجاعة لأن يصرخ فى الناس أن الأوضاع لم تتغير ما لم تتغيروا أنتم.

كان نظام مبارك وهو نعم فاسد.. ذلك الصنم التى ألقيت عليه كل أخطاء

المرحلة.. كل فشل حدث أو يحدث كان يرتد إلى مبارك ونظامه.. وأعجب الصنم

الثوار لأنه يخليهم من المسئولية.. وأعجب الناس فى البيوت لأنه يعفيهم

أيضا من كل لوم.. كانت حياتنا بائسة لأن بها مبارك.. لولاه لفعلنا وفعلنا.. فلما لم يتغير شىء كان من الصعب على النفوس أن تعترف أن جزءا من

الفساد نابع منها هى.. فصنعت كل فئة صنمها لترجمة وتلقى عليه أخطاءها
ولم يجد المواطن العادى سوى الثورة فرجمها..

5- أخفقت الثورة لأن من قاموا بها لم يقوموا بأى جهد لاستمالة الشعب الذى من المفترض أن الثورة قامت لأجله.. ضغطت الظروف الاقتصادية التى أعقبت الثورة على الفقراء فازدادوا فقرا على فقر، ولم يمد إليهم أحد يدا باسم الثورة بل حاول كل منهم استمالتهم لأجل تياره أو فئته أو حزبه لا من أجل الله ولا الوطن أو الثورة.. أو كما قال جلال عامر لم يهتموا بالعارى إلا إذا كان امرأة ولا بالفقير إلا إذا كان ناخبا.

6- أصيبت الثورة فى القلب عندما أضحت سلما يرتقيه كل صاحب غرض.. وأضحى اسم الثورة مبتذلا عندما تكلم باسمها الجميع.. فشلت الثورة لأنها كانت بلا قائد يفهم.. ولم تنجح مثلما خدعوك لأنها بلا قائد..

7- انعدام القيادة فى كشك سجاير يجعل الكشك عرضة للنهب والتصارع بين الورثة.. فكيف بقيادة وطن كامل؟

8- أكبر هزائم الثورة كانت لأن من قاموا بها لم يتوقعوا لها من الأصل نجاحًا فما إن نجحت حتى نظر بعضهم إلى بعض.. هى بتشتغل أزاى؟ هو المفروض نعمل ايه؟ ومن هنا بدأ العك والارتجال والمسخرة.. ضربت الثورة فى القلب بشدة عندما لم نعترف بجهلنا واخذنا نرتجل ونفتى بما لا نعلم..

9- فقدت الثورة روحها عندما نسى الجميع أن الثورات تقوم فى الأصل لأجل الشعوب والأوطان.. وأن الثورة هى أسمى آيات الحب من الثائر لشعبه ووطنه واحتماله للآلام من أجلهم.. فاذا كان الشعب جاهلا فيجب تعليمه واذا كان سقيما مريضا فلا تصح ثورة من دونه.. فشلت الثورة لأنها تجاوزت لواقع الحياتى هربا إلى الواقع الافتراضى ومواقع التواصل الاجتماعى.. هزمت الثورة لأن من قاموا بها لم يخاطبوا طوال 4 سنوات سوى أنفسهم.. ومن دون الشعب فلا ثورة ولا ثوار.. ييس بات هوين.. إذا هى ثورة قامت من أجل الوطن والشعب.. ولم يشارك فيها ويقتنع بها

سوى فئة ضئيلة من الشعب فى الأصل.. ولم يحاول أحد من من اقتنعوا بها أن ينقل اقتناعه هذا للناس أو يستميلهم.. بل زايد البعض عليهم وسبهم.. ثورة من أجل الشعب يشتم بعض المنتمين اليها جزء من هذا الشعب ويا للمسخرة.. أموال الشعب المنهوبة والجنة المنتظرة ثم السراب فى النهاية .

ثورة منعدمة القيادة.. يقودها مجموعة من الجهلة المستكبرين أن يعلنوا جهلهم وأن يقفوا ليتعلموا ومن الجهل تسرب كل سبب ادى إلى الفشل.. آنى لها أن تنجح؟

وإذا كان الناتج العام للوطن هو ناتج ما يقدمه مجموع أفراده.. فيكون السؤال الوجودى الأقوى والأكثر كشفا عن الكارثة؟ ما هو التقدم الذى أحرزته فى حياتك الشخصية طوال 4 سنوات من الثورة يساهم فى المجموع العام للوطن؟ تعلمت جديدا؟ قرأت شيئا؟ طبقت شيئا؟ وضعت خطة لشىء؟ واذا كانت الإجابة لا.. وإذا كان الوطن مجموع أفراد.. فأنبئونى بعلم إن كنتم صادقين لماذا لا تفشل الثورة؟ فشلها طبيعى ونتيجة حتمية لو حدث غيرها لكان ذلك معارضا لسنن الله فى كونه.

وفى الخلفية صرخة نزار قبانى منذ أكثر من 45 عاما.. إذا خسرنا الحرب لا غرابة لأننا ندخلها.. بكل ما يملك الشرقى من مواهب الخطابة بالعنتريات التى ما قتلت ذبابة لأننا ندخلها.. بمنطق الطبلة والربابة السر فى مأساتنا

صراخنا أضخم من أصواتنا وسيفنا أطول من قاماتنا

خلاصة القضية
توجز فى عبارة
لقد لبسنا قشرة الحضارة
والروح جاهلية..
بالناى والمزمار..
لا يحدث انتصار
لا تلعنوا السماء
إذا تخلت عنكم..
لا تلعنوا الظروف
فالله يؤتى النصر من يشاء
وليس حدادًا لديكم.. يصنع السيوف









مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

فشلت؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

فشلت؟؟؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة