أكرم القصاص - علا الشافعي

مثقفون: تغييب العقل العربى والاستبداد وراء وجود "داعش"

الجمعة، 30 يناير 2015 01:28 م
مثقفون:  تغييب العقل العربى  والاستبداد وراء وجود "داعش" معرض الكتاب
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث فى قضايا الجماعات الإرهابية، إن تنظيم داعش ظهر فجأة، وهو تنظيم معاق، حيث إنه يضم مجموعة من الجنسيات العربية والأجنبية، ثم إنه يحتل مساحة من الأرض ولديه قدرات مالية وله ميزانية تعادل ميزانية دولة، كما أن لديه القدرة على تجنيد عدد من الشباب، مما أثار مجموعة من المحللين والمثقفين لتحليله.

وأضاف العزباوى أن تنظيم داعش الإرهابى لديه قدرة على الانتشار والاستمرار أمام 60 تحالفا يقومون بمحاربته، ومصادر تمويله كبيرة حتى أنها تعدت تمويل تنظيم القاعدة ولديه نفط يبيعه، ونتساءل من يشترى هذا النفط؟ وهل التحالف العالمى لا يستطيع القضاء عليه؟

جاء ذلك خلال ندوة حول "داعش: أساليب مواجهة الإرهاب"، التى أدارها الدكتور إبراهيم نوار، رئيس الوحدة الاقتصادية بالمركز العربى للبحوث، بقاعة ضيف الشرف ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الــ46، والذى بدأ فعالياته أمس، بعد افتتاحه من قبل المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء.

وأكد الدكتور يسرى العزباوى، أنه يوجد اختلاف فى وجهات نظر كبيرة فى الرؤية الغربية والعربية فى محاربة الإرهاب، كما يوجد اختلافات فى أساليب مواجهة الإرهاب.

وأشار العزباوى إلى أن إطار الأمم المتحدة يوجد فيه 11 تعريفًا لمعنى الإرهاب فلابد أولا أن يكون هناك إطار محدد لمحاربته، وهناك أيضا القضية الفلسطينية فإذا لم يحصل على الشعب الفلسطينى على الاستقلال وإعلان الدولة فلن يتم القضاء على الإرهاب، مضيفًا أن الحقوق والحريات تطمع فى القضاء على الإرهاب لأخذ المكاسب التى تريدها.

وأضاف الدكتور يسرى العزباوى، أن هناك أساليب حول مد حالة القضاء على الإرهاب حتى يستفيد منها من له مصلحة فى مد هذه الحروب، مشيرا إلى أنه الإرهاب لا يوجد نهج محدد لكى يتم السير عليه للقضاء على الإرهاب .

ومن جانبه قال الدكتور أحمد بدوى، أستاذ علم الاجتماع، إن أحيانا ينظر للعمليات الإرهابية بأنها عمليات ترعرعت فى العصر الحديث ومن المعروف أن أى تنظيم إرهابى يظهر لتحقيق أهداف سياسية فى البداية، ومن الممكن أن يكون هذا التنظيم ظهر على أنه يدافع عن المهمشين أو طائفة معينة، ولكنه يجد أن كل الأبواب مغلقة أمامه.

وأضاف الدكتور أحمد بدوى، أن هذه التنظيمات تهدف إلى محاولة اكتساب شرعية التعيش مع المجتمع ويتم ضم هذه التنظيمات إلى تنظيمات المجتمع المدنى وأن التنظيمات التى تظهر على أنها إسلامية لا تقبل أن تتعايش مع الواقع وتريد التغيير التام .

وأكد الدكتور أحمد بدوى، أن هناك مناخا مساعدا لظهور هذه التنظيمات الإسلامية وهو وجود الدولة الشمولية التى تعانى منها الدول العربية، فهى من المناخات الملائمة لظهور هذه التنظيمات، حيث إن المجتمعات الشمولية التى لا تحترم العقل البشرى تساعد هذه التنظيمات الإرهابية على الظهور والانتشار، وهذا ليس مبررا لهم ولكن يجب أن توضع هذه الأشياء ضمن برامج فاعلة للقضاء عليها.

وأشار الدكتور أحمد بدوى إلى الحالة السورية التى تضم أربع تنظيمات أساسية وهى الجيش الحر ومجموعة من الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة وداعش وهو فيصل من القاعدة، وتمكنت فى غفلة من الزمن أن تكتفى ذاتيا، فهذه الفصائل تقف خلفها تمويلات وأجهزة غير معروفة، منوها إلى أن التمويل الذاتى لـ"داعش" يأتى من آلية الخطف حتى يتم الحصول على المال مقابل تسليم الرهينة المختطفة، والنفط الذى تمت السيطرة عليه وأن الجيش السورى وتركيا تستورد البترول من داعش بطرق غير واضحة، ولكن فكر التنظيم سيحارب العالم حتى يتم السيطرة عليه بأكمله.

وقال الدكتور شريف اللبان، وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة، إنه توجد إشكالية كبيرة تجاة الإعلام حيث تتناول وسائل الإعلام الحدث بطريقة مبالغة فهى تقوم بتفجير كل الأحداث، فكل من يريد إثارة ضجة يقوم بتسريب فيديو إلى وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن الإرهابيين هم أقلية داخل المجتمعات وأن تنظيم داعش ورث تنظيم مسعد الزرقاوى الإرهابى الكبير الذى لم يفتح باب الجهاد فقط ولكن فتح بابا آخر للجهاد وأضفى عليه الشرعية، وخطورته أن معظم من ينضم إليه من الشباب الذين على دراية كاملة بالإنترنت، فكل الشباب مثقفون وعلى مستوى عال من التعليم، والهدف منهم تدمير الحضارة الغربية من داخلها ولهذا يحدث هذا التفخيخ لنشر لمثل هذه التنظيمات.

وأضاف الدكتور شريف اللبان، أن علينا أن ندرك أننا أمام جيل كبير من الإرهابين فى عصر ما بعد الحداثة الذى بدأ من خلال إشعال الهمم ومن خلال الفيديوهات التى تذاع، ثم من المليونيات الكبيرة منذ ثورة يناير وحتى سقوط الإخوان، وهذه هى ظاهرة العولمة وكيفية استغلال الارهاب من ذلك.

وأشار شريف اللبان إلى ترويج لعب للأطفال التى تضم عمليات لداعش، حيث تجد اللعبة عبارة عن خطف رهائن وقتلهم، وأيضاً الترويج لداعش على الفضائيات من خلال الترويج لها بأفلام وثائقية، وتفجير النفس عن طريق مشاركة القتال مع داعش من خلال لعب الأطفال الحديثة، وهناك أيضا التجنيد الإلكترونى من خلال تويتر والفيس بوك، ودور جماعة الإخوان فى عملية التجنيد، حيث تقوم بحشد هؤلاء الشباب إلى تركيا لتدريبهم على فنون القتال، ثم يمارسون القتال على أرض الواقع.

ولفت إلى أن داعش لديها وزارة إعلام افتراضية توجد على شبكة الإنترنت وتدير حسابتها على الإنترنت والمواقع التكنولوجيا، والحسابات الرسمية فى الإعلام مثل ولاية سيناء بعد انضمام تنظيم بيت المقدس إلى داعش، كما أن داعش تعمل الآن على عمل قنوات فضائية عبر الإنترنت، وهذا كان نفس المنهج الذى تتبعه حسن البنا عندما قام بتنظيم الإخوان المسلمين فكان يعمل على إصدار صحف لنشر أفكاره وصدور العديد من الكتب للترويج لفكره، وأن الإعلام هو ما ساعد على ترويج لمثل هذه الجماعات، وإذا أردنا تفكيك هذه التنظيمات فعلينا تفكيك شبكات هذه الجماعات.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة