على عبد الرحمن

وُلد الهدى

السبت، 03 يناير 2015 09:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا صوت يعلو فوق صوت الباطل.. الأصنام والأوثان تنتشر فى كل مكان، الكل يُسبح بحمدها ويسجد لها تضرعا وتقربا أملا فى الرزق والأولاد، ناسين أنهم من صنعوها بأيديهم من الحجارة والتمر حتى إذا جاع أحدهم يأكل قطعة منها!.. ومنهم من لا يعجبه هذا ولا ذاك فيعبد النار أو الملائكة.

تُقتل الأنثى لا لجرم اقترفته سوى أنها ولدت أنثى.. تراق الدماء دون مبرر.. تؤكل الأموال بالباطل، تهتك الأعراض فى وضح النهار.. ديار تخرب ودمار يعم البلاد وحروب طوال الدهر بسبب وبدون.. هى حياة جاهلية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. حياة لا يطيقها بشر.

فى هذا الجو المفعم بالجاهلية والخرافات.. وتحديدا فى يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول، أنجبت السيدة آمنة بنت وهب، طفلا يتيميا سيكون بمثابة طوق النجاة لقومه من براثن الجاهلية التى يعيشون فيها، بل أنه سيكون رحمة مهداة ونعمة مسداة للعالمين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فسرّت قبيلته بهذا المولود الجديد، حتى أن أبا لهب، عمّ الطفل أعتق جارية له، أتت إليه ببشارة ولادة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم.

تحل اليوم ذكرى مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التى تثير الجدل فى كل عام حول أشكال الاحتفال وطرقها وهل أكل الحلوى حلال أم حرام وهل هى بدعة أم أنها سنة حسنة استنها المسلمون من باب قوله - صلى الله عليه وسلم: "من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة".

بعيدًا عن هذا الجدل والخلاف الدائر، وبعيدا عن أكل الحلوى وشراء عروسة المولد.. ألا يستحق نبينا أن نذكره فى ذكرى مولده بكثرة الصلاة والسلام عليه.. ألا يستحق من أتى رحمة للعالمين أن نتبع هداه ونسير على نهجه امتثالا لقوله تعالى "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُول اللَّه أُسْوَة حَسَنَة لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِر وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا".

إن ذكرى المولد النبوى الشريف مناسبة طيبة لتذكير أنفسنا بسنة نبينا واتباع نهجه، تتعدى كونها مجرد ذكرى فمتى نسينا نبينا كى نذكره .. وهو من قال عنه سبحانه وتعالى :"وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ".

للصلاة على النبى فضائل كثيرة، فلقد اعتبر - صلى الله عليه وسلم - تارك الصلاة عليه بخيلاً، فقال: "البخيل من ذكرت عنده فلم يصلِّ علىّ"، وقال أيضا: "أتانى آت من عند ربى عز وجل، فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة، كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، ورد عليه مثلها"، كما قال "حيث ما كنتم فصلوا علىّ، فإن صلاتكم تبلغنى"

إننا حين نصلى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نمتثل بذلك لأمر الله تعالى فى قوله: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً‏".. الله سبحانه وتعالى فى هذه الآية يبين مكانة النبى - صلى الله عليه وسلم - لديه.. فالله يصلى والملائكة تصلى ونحن أمرنا بأن نصلى فما ذلك إلا لقدر المصلى عليه.

لندع الجدل والمهاترات حول بدعة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف ولنكثر من الصلاة على نبينا فى هذا اليوم وكل يوم ولنتبع سنته ونهتدى بهديه كما أمرنا الله عز وجل، فما أحوجنا فى هذه الأيام التى انعدمت فيها الأخلاق وكثرت فيها الخلافات للاقتداء بسنة رسولنا الكريم.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عاطف عبد الفتاح

بسيط ومهضوم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة