يقرأون الآن.. محمد عاشور هاشم يتأمل مصر زمن العباسيين فى رواية "البشمورى" لـ"سلوى بكر".. ويؤكد: رواية مختلفة تمنيت ألا تنتهى.. نقلت إلىّ أجواء القرن الـ"19" والكاتبة أجادت رسم الشخصيات

السبت، 03 يناير 2015 07:36 م
يقرأون الآن.. محمد عاشور هاشم يتأمل مصر زمن العباسيين فى رواية "البشمورى" لـ"سلوى بكر".. ويؤكد: رواية مختلفة تمنيت ألا تنتهى.. نقلت إلىّ أجواء القرن الـ"19" والكاتبة أجادت رسم الشخصيات محمد عاشور هاشم يقرأ البشمورى
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكاتب والروائى محمد عاشور هاشم، يقدم نفسه إليك بتواضع شديد، ويصافحك بمودة تغمرك بالطمأنينة، فهو من الأشخاص الذين عندما تلتقيهم للمرة الأولى، تشعر أنك تعرفهم منذ زمن، يتميز بهدوء محبب لقلبك، وأسلوب روائى بسيط وشيق فى أن واحد.

بدأ ككاتب لقصص الأطفال، فحصل على جائزة سوزان مبارك لأدب الطفل عام 2007م، وجائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة فى مجال أدب الطفل 2010م، ثم دخل عالم الرواية فأصدر روايته الأولى "برفقة أحمد سعيد"، عن دار نهضة مصر، ووصلت الرواية إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد، وهو الأمر الذى اعتبره "عاشور" حافزًا كبيرًا له، لمواصلة الكتابة الروائية.

العودة لـ"البشمورى"

وفى حديثنا معه، حول ما يقرأه الآن، أخبرنا أنه يقرأ رواية "البشمورى" للكاتبة سلوى بكر للمرة الثانية، ويقول عنها، إنها عمل يستحق القراءة لأكثر من مرة، وتلك سمة من سمات الأدب الذى كُتِب ليبقى.

لماذا لـ"البشمورى"

ويكشف لنا الروائى محمد عاشور هاشم، كيف عثر عن الرواية، فيقول، فى مرة من المرات انتهيتُ من قراءة أحد الكتب الممتعة، ومضت فترة دون أن أعثر على كتاب آخر يجذبنى لقراءته، وبالصدفة وقعت عيناى على رواية البشمورى، للكاتبة سلوى بكر..كنت قد سمعت عنها، وأشاد بها أكثر من صديق؛ لذا لم أتردد فى شرائها، وعدتُ إلى البيت سعيدًا بحصولى على نُسختى منها.

ويضيف الروائى محمد عاشور، منذ السطور الأولى أيقنتُ أننى أمام رواية مختلفة، دفعتنى لمواصلة قراءتها لثلاثة أيام كاملة حتى انتهيت منها..وحينها شعرتُ بالأسف وتمنيت لو أنها كانت قد امتدت لمئات بل، وآلاف الصفحات الأخرى؛ وهذا هو الشعور الذى ينتابنى دائما عندما انتهى من الأعمال الممتعة والفارقة..وقد كانت "البشمورى" بالنسبة لى كذلك.

قصة الرواية

ويكشف لنا "عاشور" قصة الرواية فيقول، هى رواية تاريخية تتناول فترة مهمة من تاريخ مصر، وتدور فى القرن التاسع الميلادى، فى زمن الخلافة العباسية، تحديدًا أيام الخليفة العباسى المأمون، حيث يثور البشموريون "أهل دلتا مصر" على والى الخليفة الذى يصرُّ على تحصيل الخِراج والجبايات التى أفقرتهم وأثقلت كواهلهم.

ويتابع الروائى محمد عاشور حديثه عن الرواية فيقول، يرفض البشموريون بزعامة "مينا بن بقيرة" دفع الخِراج، ويخوضون معركة شرسة مع جنود الوالى، وحينما يعلم الخليفة يغضب ويُقرر أن يأتى إلى مصر بنفسه لقمع الثورة، وحينما يعرف الأب "يوساب" رئيس بيعة "السيدة العذراء" بمصر العتيقة يُرسل الشماس "ثاونا" وخادم البيعة "بدير" إلى مينا بن بقيرة برسالة منه يطالبه فيها بفضّ التمرد والعدول عن موقفه حتى لا يناله – هو والبشامرة – أذى الخليفة، وحتى لا يتسببوا فى علوِّ كعب الخلقدونيين، عليهم هم التاضوسيين.

رواية شديدة الجاذبية

وعن أكثر ما أثار إعجابه فى الرواية يقول "عاشور"، الرواية شديدة الجاذبية، وأكثر ما أعجبنى فيها "اللغة"، فقد نحتت الكاتبة روايتها بلغة مستقاة من لغة تلك الفترة المبكرة من تاريخ مصر الإسلامية، واستطاعت أن تستنطق شخصيات الرواية بجمل وتعبيرات نَقَلت إلينا أجواء تلك الفترة الزمنية باقتدار.

الشخصيات

ويتابع الروائى محمد عاشور هاشم، حديثه قائلا، أجادت الكاتبة فى رسم شخصيات الرواية، فبدت كأنها شخصيات من لحم ودم، وأكثر شخصية أعجبتنى فيها شخصية "بدير" الذى يبدأ الرواية كخادم لبيعة فى مصر العتيقة، ثم يُقبض عليه أثناء فض ثورة البشموريين، ويؤخذ أسيرًا إلى الشام، ثم إلى أنطاكية، ثم إلى بغداد، وهناك يتعرّف على الإسلام، ويعتنقه عن حبٍّ واقتناع؛ وهناك أيضا شخصية الشماس "ثاونا"، والأب ميخائيل، والحسين بن فالح كبير الفحامين، وغيرهم من الشخصيات المرسومة بعناية، والتى لا تملك بعد انتهائك من الرواية سوى أن تحتفظ بهم فى ذاكرتك.

هذا ما يحدث اليوم

وهنا يشير الروائى محمد عاشور إلى نقطة مختلفة فى الرواية فيقول، وردت عبارة فى الرواية حينما أتأملها أجدها تنطبق على واقع حياتنا بصورة أو بأخرى وهى "ما من شىءٍ فى عالمِنا هذا يمنح المرء اليقين..كلَ شىء مضطربٌ يا بدير، والتحولات لا تترك لكَ مجالا ترتب روحك عليه بسبب سُرعتها، فما هو كائنٌ اليوم يختفى فى الغد، وما تراهُ عينيك فى هذه اللحظة سرعان ما يَغيب فى لحظةٍ أخرى".

وهنا يتساءل "عاشور" أليس هذا هو ما يحدث اليوم فى حياة كل منا؟؟.

عن سلوى بكر

جدير بالذكر أن للكاتبة سلوى بكر سبع مجموعات قصصية، وثمانى روايات منها مجموعة "زينات فى جنازة الرئيس"، ومجموعة "إيقاعات متعاكسة"، ورواية "سواقى الوقت" ورواية "وصف البلبل" ورواية "البشمورى"، التى كتبتها عام 1998م، وأطلقتْ عليها وصف "رواية الروايات".


موضوعات متعلقة


محمد عاشور: "برفقة أحمد سعيد" فتحت لى مجالا للاهتمام بمشاريعى الروائية


يقرأون الآن..أحمد الخميسى يعيش أجواء مختلفة مع "أفروديت" لإيزابيل الليندى










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة