لواء متقاعد عبد الله درويش يكتب: شاى.. وحنان

الأربعاء، 28 يناير 2015 10:06 م
لواء متقاعد عبد الله درويش يكتب:  شاى.. وحنان ناس كبيرة فى السن قاعدة على القهوة
عبده أفندى..

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحيل إلى المعاش، وتحولت حياته إلى فراغ مغبون، وكأن عليه أن يختار، إما قهوة النشاط بين الضجيج والدخان أو فى النادى مع محبيه من ذوى المعاشات أو قعيد فى المنزل أسير الكلمات المتقاطعة أو السودوكو وما أن ينتهى من هذه التسلية حتى يعاود الشخط والنطر... الستارة دى مش مضبوطة ليه؟ فين الشبشب؟ حجرة الصالون مضاءة ومحدش فيها يا عالم أية الفوضى دى؟... ويتكرر هذا الكلاكيت كل يوم... المهم لا يفكر إلا فى نفسه... وفى النهاية أمراض ودكاتره وزهايمر والعياذ بالله...

عبده أفندى... أنت ممكن تجعل حياتك لها معنى وتقطع الفراغ بسيف بتَار... ركز تفكيرك فى الإنسانة رفيقة حياتك طوال ثلاثين عاما فأكثر أو أقل...

أضاءت لك أيامك بالحب والود والرعاية لك ولأولادك يوميا فى المطبخ بين رائحة الثوم والبصل وبعدها باقى الأشغال بالمنزل من ترتيب الأثاث وغسيل الملابس وخلافه... زوجة مطحونة... تعطى أكثر مما تأخذ... حتى وصل الأبناء إلى الجامعة ثم التخرج ثم الوظيفة ثم الزواج وأصبح المنزل فارغا ليس فيه إلا زوج فى المعاش وزوجته أهلكها الدهر... اتق الله يا عبده... جاء وقت التقدير والمكافأة... ابدأ يومك بالصلاة والشكر والدعاء بالبركات واطبع قبله حنان على جبين الست العظيمة (قبلة الصباح وقبلة المساء قبل النوم) توجه إلى المطبخ اعمل بنفسك فطار بسيط مع الشاى وقدمه بابتسامة رقيقة لمنية الروح هنيئا مريئا، واقرأ لها أخبار الصباح فى هيئة دردشة مرحه كلها ود وحنٌية عملا بوصية الرسول الكريم «‌صلى الله عليه وسلم» (استوصوا بالقوارير)... لمسة جميلة وبادرة حلوة لو شاركتها فى المطبخ غسيل وتجفيف أطباق وأكواب ومعالق وخلافة لفردين حبيبين... مجهود بسيط فى تنفيذه كبير فى معناه... وهناك مبادرات أخرى وأساليب متعددة خلاف ما ذكر... المهم عبده أفندى قد أصبح عظيما يقضى أيامه الباقية مع رفيقة حياته بعيدا عن الاكتئاب والتوتر والقلق والتهميش قريبا لحياة الود والحنية والهدوء وهى أسمى معانى الحب.

ما أجمل العطاء... شقيق عبده أفندى خدم زوجته بمفرده وهى مريضة (شلل رباعى) ولمدة 20 عاما دون ملل أو كلل وكافأه ربه تعالى باللقاء الربانى فوق جبل عرفات... ما أروع اللقاء بين الرب والعبد الصالح.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة