عاطف فوزى شرويد محمد يكتب:إشراقات فى تسبيح الله

الأربعاء، 28 يناير 2015 08:04 ص
عاطف فوزى شرويد محمد يكتب:إشراقات فى تسبيح الله صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل المخلوقات تتوجه إلى بارئها بالتسبيح، قال تعالى: " سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" سورة الحشر آية (1)، وقال تعالى: " وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ" سورة الإسراء آية (44)، وتسبيح الله يعنى التنزيه والتمجيد والتعظيم له سبحانه، فهو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى يلجا إليه جميع المخلوقات، وعندما يسبح الإنسان خالقه فإنه يصبح قوى الإيمان بالله فتزداد قوته فى الحق وتشتد عزيمته فى إنجاز الأعمال الصالحة ويستطيع تحمل الشدائد والمحن وتصفو نفسه وتشرق وتعمر بحب الله تعالى، وعندما يسبح الإنسان خالقه فأنه يتجاوب مع سائر المخلوقات فى تسبيحها لله تعالى، ولقد بين لنا الحق سبحانه وتعالى كيف كان سيدنا داود عليه السلام يسبح ربه مع الطيور والجبال، قال تعالى: "سَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْر" سورة الأنبياء آية (79)، وقال تعالى: " وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ" سورة سبأ آية (10).

ويجب على الإنسان المؤمن أن يستجيب لأوامر الله تعالى ويسبحه بالليل والنهار. قال تعالى: "وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا" سورة الأحزاب آية (42) وقال تعالى: "وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ‏" سورة آل عمران آية.(41) أى على المؤمن أن يكثر من تسبيح الله فى كل الأوقات ليصبح فى معية الله ورعايته، وتسبيح الله تعالى علامة من علامات الإيمان بآيات الله وتدبيره للكون، فعندما يتذكر ويتدبر المؤمن فى آيات الله فأنه على الفور يسبح العلى القدير. قال تعالى: "إنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ" سورة السجدة آية (15).

وإذا أراد الإنسان مقاومة الفساد والطغيان، فعليه بأن يكثر من تسبيح الله حتى يستمد قوته من الله كما استمدها سيدنا موسى عليه السلام وهو يواجه فرعون الطاغية. قال تعالى: " اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى. قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي. وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي. وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي. يَفْقَهُوا قَوْلِي. وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي. هَارُونَ أَخِي. اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي. وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي. كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا) سورة طه الآيات من 24: 34.

ولكى يزيل الإنسان عن نفسه الهم والغم والحزن والكرب، فعليه بتسبيح الله كما فعل سيدنا يونس عليه السلام وهو فى ظلمات ثلاث حيث دعا ربه قائلا: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) وقد بين الله فى قرآنه نجاته من الهلاك بفضل إكثاره من تسبيح الله. قال تعالى: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ") سورة الصافات آية ( 144:143).

وتسبيح الإنسان لله ليس باللسان فقط ولكنه سلوك وعمل، فعندما يريد الإنسان حصول البركة له فى رزقه وعمله فعليه بتسبيح الله من خلال رعاية الفقراء والمساكين والمحتاجين، ولعل فى قصة أصحاب الجنة دليل على حرمان وهلاك كل من يسعى لمنع الفقراء والمساكين من حقهم فى الزكاة، حيث قال أحد أصحاب الحديقة لإخوته بعد هلاكها وهو يبين لهم حقيقة ما فعلوه. قال تعالى: (قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ) سورة القلم آية 28.

والذين يكثرون من تسبيح الله تعالى يتصفون بصفات الملائكة الكرام الذين يسبحون بحمد ربهم بصفة دائمة حيث قال تعالى فى وصفهم: (إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) سورة الأعراف آية (206) ولقد وصفت الملائكة أنفسهم بأنهم هم المسبحون لله، حيث قالوا رداً على افتراءات الكفار الظالمين قال تعالى: (إِنّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) سورة الصافات آية(166:165) وقد يكون اشتراك المؤمن فى تسبيحه لله تعالى مع الملائكة دافعاً للملائكة بأن تستغفر الله للذين آمنوا وتدعو لهم بالرحمة والمغفرة. قال تعالى: (لَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ. رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ ۚ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) سورة غافر الآيات ( 7: 9).








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة