سلمى النشار تكتب: لا تقل مات الشهيد

"وعشان آمنا بالقدر وبالشهادة، قولنا العمل لأجل الوطن أفضل عبادة، أيوة العمل لأجل الوطن أفضل عبادة" كلمات تغنى بها طفل مجروح، طفل فقد حنان الأب، فقد القدوة ورب الأسرة، ليتنا كنا نستطيع يومًا تعويض هؤلاء الضحايا، ليتنا كنا نستطيع تخفيف آلام أم تبكى بحرقة عن ابن رحل عن دنياها.. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه!

رأينا فى ذكرى الخامس والعشرين من يناير لافتة تستحق كل التقدير والاحترام وهى تكريم سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى لأهالى الشهداء تقديرًا لتضحيات أبنائهم.. كان الله فى عون هؤلاء، تحملوا أصعب ما يمكن أن يتحمله بشر، وهو رحيل الغالى عن الدنيا إلى دار الخلود.. اللهم ارحم كل شهيد سالت دماؤه على أرض هذا الوطن..

ولكننا مازلنا نتساءل متى سيتوقف هذا النزيف من الدماء؟ متى ستجف بحور الدم من تراب هذا الوطن؟ هل أصابتنا اللامبالاة والتبلد؟ هل فقدنا إحساسنا بهؤلاء حتى أصبحوا مجرد رقم يزيد بلا توقف؟ هل كنا مقصرين فى الحفاظ على أرواحهم؟

أعلم جيدًا أنهم يؤدون واجبهم فى خدمة الوطن الذى عاهدوا الله على حمايته والحفاظ عليه ولو فدوه بأرواحهم! أعلم جيدًا أنهم يؤدون هذه المهمة ببسالة وجسارة ولكن أرواحهم أيضًا غالية علينا، وعلى أسرهم وذويهم.. فأنتم قرة عين الوطن وأمل أمتنا وأرواحكم أيضا تستحق الحماية!

أتمنى أن يتخذ جهاز الأمن ووزارة الداخلية الإجراءات الكافية للحفاظ على أرواح رجالها، أرواح أشرف الرجال، فحمايتهم وتوفير الإمكانيات اللازمة للحفاظ على أرواحهم هو أقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء الأبطال.. كفانا هجمات تقودها جماعات إرهابية على الجيش والشرطة !

"بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
الآية 170: سورة آل عمران"

لا تقل مات الشهيد.. إنه فى كنف الرحمن مثواه الجنة