فتيات دار أيتام «أحباب الله» يستغثن: الإدارة بتستغلنا لصالح «الإخوان» وبيجوزونا من غير قسيمة ولا مهر.. والبودى جاردات «بيضربونا»

الإثنين، 19 يناير 2015 09:34 ص
فتيات دار أيتام «أحباب الله» يستغثن: الإدارة بتستغلنا لصالح «الإخوان» وبيجوزونا من غير قسيمة ولا مهر.. والبودى جاردات «بيضربونا» غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى
تحقيق : سماح عبدالحميد - صفاء عاشور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن العدد اليومى :

الفتيات: نتعرض للاعتداء الجسدى.. والإدارة تسترت على فضيحة «يتيمة» بعدما ضحك عليها أحد «الجاردات»

«مكالمة هاتفية ليلية، تصل لمالكة إحدى دور الأيتام، تتجاهلها السيدة الثرية فى البدء، قبل أن تضطر للإجابة، تحت إلحاح الطالب، الذى يتبين أنه إحدى فتيات الدار، التى ترعاها السيدة، وتناديها الفتاة اليتيمة دائما بـ«ماما»، صاحبة الدار ترد على الفتاة المتصلة، فتطلب الابنة بصوت مرتعش حاجة ماسة لها، فتبدى السيدة عدم اهتمام بمشكلتها الصغيرة، وتغلق الهاتف، فتنفجر الفتاة فى موجة من البكاء، وتتبعها صرخة يستيقظ عليها كل أطفال الدار، ليجدوا جسدها ملقى على الأرض، بعدما حاولت الانتحار من أعلى مبنى الدار، ليتم إنقاذها بعد ذلك، وتكمل أيامها فوق كرسى متحرك».

قة ترويها إحدى فتيات دار «أحباب الله» لرعاية الأيتام، والتى تملكها «ك.أ»، وهى مذيعة مشهورة منتمية لجماعة الإخوان المسلمين، وفرت بعد اعتصام رابعة.

وتتهم الفتيات المنتسبات للدار، صاحبتها والإدارة المسؤولة عنها بالعديد من الاتهامات، منها استغلال الأطفال فى الدعاية السياسية، لصالح جماعة الإخوان المسلمين، إلى جانب حرمانها للفتيات من حقوقهن المالية، مما يدفعهن إلى العمل، لتوفير مصروفاتهن الشخصية، وعدم توفير رعاية نفسية للفتيات، مما عرض عددًا منهن للانحراف، بعيدًا عن أعين الإدارة النائمة، التى تترك للفتيات حرية التنقل، دون رقابة، إلى جانب سوء معاملة المشرفات لهن، ففيهن من ينعتهن بالـ«اللقيطات» و«بنات الشارع».

«اليوم السابع» التقت بـ20 فتاة من فتيات الدار، بعدما نجحت فى الدخول إلى الدار، وتحدثت مع الفتيات عن أحوالهن، وتشير لهن بأسماء أخرى، حتى لا يتعرضن للمضايقة، من قبل الإدارة، وذلك مع الاحتفاظ بالأسماء الحقيقية لهن فى حال رغبة الجهات المعنية فى الوصول إليهن.

بداية التعرف على مأساة فتيات الدار، كانت بورود العديد من الشكاوى إلى خط نجدة الطفل، التابع للمركز القومى للأمومة والطفولة، تتهم إدارة الدار، بغياب الرقابة، وغض الطرف عن السلوك غير القويم لعدد من فتيات الدار، وحدوث حالات حمل سفاح، ومحاولة الدار التستر على الأمر، وإخفاءه، مع استمرار المخالفات، وهنا كانت بداية الخط الذى اعتمدت عليه «اليوم السابع» للوصول لهذه الدار التى يبلغ عدد الفتيات بها 130 فتاة، أصغرهن 13، حتى 22 عاما.

باب الدار الواقعة فى زهراء المعادى فى منطقة شبه مهجورة، «مفتوح على البحرى»، فالدخول إلى الدار لا يحتاج إلى تصريح أو إذن من الإدارة، وفقا لتعبير إحدى فتيات الدار، التى نجحت فى إدخالنا عبر بوابة كبيرة رغم وجود عدد من «البودى جاردات» الذين لا ينتمون لشركة أمن بعينها، ومهمتهم حماية الدار والفتيات.

ولكن لا تبدو أن هذه هى المهمة الأصلية لـ«الجاردات»، فوفقا لعدد من فتيات الدار، فقد سبق لهم الاعتداء عليهن، عن طريق ضربهن، وتعنيفهن، بسبب التأخر فى المواعيد، أو لخلافات شخصية أخرى، دون تدخل من إدارة الدار، التى تتخذ شعار «اكسر وأنا أجبس»، فقبل ذلك قاموا بضرب فتاة فى ظهرها، وبنتا أخرى بـ«الشالوط» هذا بالإضافة لشتمهن بأقذر الألفاظ.

وتضيف إحدى الفتيات أنه سبق أن كان لأحد الجاردات علاقة محرمة مع إحدى الفتيات، وتسترت عليها الإدارة، وقامت بتزويج الفتاة من «الجارد».

«عدم الاهتمام واستيعاب الفتيات وتوعيتهن، دفع بعضهن للسقوط فى علاقات مشبوهة»، هكذا تتحدث الفتيات، قائلات «إن العديد من قصص الحب تنشأ بين فتيات الدار، وأبناء حراس العقارات، والعمال، والبناءين، وغيرهم، وقليل منها انتهى بالزواج، وانتهت قصص أخرى بصدمات نفسية شديدة، وتعرضهن لإيذاء جسدى».

ويتداول سكان المنطقة، السلوك الشائن لـ9 فتيات من الدار يدخنّ الحشيش علنا، فى الشوارع المحيطة بالمنطقة، فى صحبة فتيان، فى مسافة لا تبعد كثيرا عن الدار، ولم تهتم الإدارة بذلك، ما أساء لسمعة كل المقيمات فى الدار.

ولم تنكر فتيات الدار الأمر، وأكدن أن الفتيات التسع ضللن الطريق، بسبب سوء معاملة الدار لهن، وعدم الاهتمام بهن، تقول إحدى فتيات الدار: «كانت المشرفات فيما مضى يحرصن على تقويمنا»، مضيفة أن الأمهات المقيمات، اللاتى كن يتقاسمن السكن مع الفتيات، كن يحرصن على توجيه بعض النصائح لهن ولكن الوضع تغير الآن».

«نعتمد على أنفسنا فى تقويم بعضنا البعض» هذا حال الفتيات، مؤكدات أنهن نجحن فى تقويم سلوك إحدى الفتيات التى تعرضت للضياع، وإدمان المخدرات، ووفرن عملا بسيطا لها، كبائعة فى أحد المحال».

ولا توفر الدار أى خدمات صحية لهن، حسب ما أكدت الفتيات، ومنها حالة بنت أصابتها قرحة مزمنة فى المعدة، واحتاجت عملية عاجلة، ورفضت الدار سرعة إجرائها، بحجة عدم وجود ميزانية لذلك، ما دفعهن لطلب تبرعات، ونجحن فى توفير 6 آلاف جنيه، ثمن إجراء العملية، لإنقاذ حياتها، بعيدا عن إدارة الدار.

أما بالنسبة للالتزام بمواعيد الحضور والانصراف من الدار، فأكدت الفتيات «أن الإدارة لا تهتم بالتركيز على مواعيد الحضور والانصراف، وكثير من الفتيات يخرجن من الدار فى وقت متأخر، ويعودن من أعمالهن فى أوقات متأخرة، فى بنات بتخلص شغلها الساعة عشرة بالليل، ومش بيقولوا حاجة، المهم إننا بنشتغل، ونجيب فلوس عشان نصرف على نفسنا، ومنطلبش منهم فلوس». 

أغلب فتيات الدار يعملن، لتوفير مصروفاتهن الشخصية، وتوفير مصاريف دراستهن، حيث تعاقب إدارة الدار من يتعرضن للرسوب فى الدراسة بالحرمان من استكمال التعليم، الذى لا يتعدى المعاهد الفنية المتوسطة، والفوق المتوسطة، فلا تصل فتيات الدار إلى الجامعة.

تحكى البنات أنه قبل عدة سنوات، كانت الحياة فى الدار أفضل، فقد كن يتلقين تعليما متميزا فى عدد من المدارس التجريبية، ما ينعكس على أسلوب حياتهن، من حيث اهتمامهن بمظهرهن، وطريقتهن المهذبة فى الحديث، إلا أن ذلك تغير فى السنوات الأخيرة، حيث فوجئ البنات بإخراجهن من المستوى التعليمى والتربوى الذى اعتدن عليه، ليلقى بهن بعد ذلك فى المدارس الحكومية.

الهروب من جحيم الدار، لا يكون إلا عن طريق الزواج، حسب القوانين، ما يدفع الفتيات اليتيمات اللواتى بلا عائل، ولا سند، وبقدر متواضع من الخبرات الحياتية، وتعليم متوسط، للموافقة على أى شخص يطلب خطبتهن، لتبدأ مأساة جديدة لهن.

تحكى «جميلة» أنها لم تدقق فى الشخص الذى تقدم لخطبتها، بسبب الضغوط النفسية التى تضعهن فيها الدار، ما أدى لابتلائها بزوج يضربها ويهينها.

«أى بنت بيتقدملها عريس بيرموها على طول من غير قسيمة ولا مهر ولا أى حاجة»  هكذا تروى «جميلة» قصتها عن إهمال الدار لها، ولإخوتها، فبمجرد تقدم شخص للزواج من إحداهن، تتم الموافقة دون التأكد من الشخص، أو جمع أى معلومات عنه، وفى حالة الزواج وحدوث مشكلات بعده لا تجد أى مساعدة من مسؤولى الدار، وهذا ما حدث معها بعدما أنجبت طفلها الأول، ومع ازدياد المشكلات مع زوجها طردها من المنزل، وأصبحت بلا مأوى هى وطفلها المولود، وعندما ذهبت إلى الدار رفضوا مساعدتها.

لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لقصة «كريمة»، التى احتاجت لإجراء عملية جراحية لابنتها الصغيرة، تتكلف أكثر من 20 ألف جنيه، وحينما تقطعت بها سبل الحصول على أموال لإنقاذ طفلتها، ذهبت إلى الدار تطلب سحب مبلغ من حسابها الموجود فى البنك، بدفتر التوفير الخاص بها، إلا أن مديرة الدار رفضت مساعدتها قائلة «خلى جوزك يدفعلك الدار مفيش فيها فلوس».

ويروى «حسين» أحد المنتسبين للدار ظروف زواجه من إحدى الفتيات، حيث رفضت الإدارة مساعدتهما فى إيجاد مسكن مناسب، كما رفضت مساعدتهما فى توفير العلاج لحالة زوجته المرضية، التى كانت تمنعها من الإنجاب بصورة طبيعية، مؤكدا أن القائمين على الدار «عايزين يتخلصوا منا كأننا مرض».

من جانبها نفت المديرة الحالية للدار، جميع الاتهامات التى وجهتها الفتيات للإدارة، حيث أكدت أن رؤية الجيران لفتيات من الدار يقمن بشراء الحشيش بشكل علنى، يعد من قبيل المزحة، فمن يقوم بفعل لا يلقى قبولا مجتمعيا، من الطبيعى أن يستتر.

وحول شكوى الفتيات من عدم وضع الإدارة لمواعيد عودة محددة، ورجوع الفتيات فى وقت متأخر من الليل، أكدت مديرة الدار، أن الشكوى كيدية أيضا وأنه من الطبيعى أن تشكو الفتيات من التضييق على حريتهن، ورفض خروجهن من الدار، وليس العكس، أما بالنسبة لفرض الإدارة توفير مصروفات عدد من الفتيات، والقضاء على حلمهن فى إكمال تعليمهن، فرفضت المديرة هذه الشكوى أيضا، وأكدت أن الفتيات يتم توفير التعليم لهن، حتى إن هناك ما يزيد عن 30 فتاة بالدار، يكملن تعليمهن العالى، مؤكدة أن الدار لديها عجز مادى مؤخرا، بسبب قلة التبرعات، إلا أنها مع ذلك تحرص على رعاية الفتيات، وخاصة المقبلات على الزواج، حيث يتم تجهيز العرائس بشكل كامل، لمساعدتهن على بدء حياتهن خارج الدار.

الصفحة - 2015-01 - اليوم السابع








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة