الحاصل على جائزة الدولة لاكتشافه علاج أنفلونزا الطيور لـ"اليوم السابع":الفيروس انتشر لتجاهل وزارة الزراعة تحديث اللقاح من 2013..ويؤكد:26 لقاحا مستوردا دخلت البلاد دون فحص.. ولدينا مخاوف من تحوله لوباء

أكد الدكتور محمد أحمد على، مدير مركز التميز العلمى لبحوث الفيروسات بالمركز القومى للبحوث، والحاصل على جائزة الدولة للتفوق عام 2013، لإنتاج لقاح لفيروس أنفلونزا الطيور، أن وزارة الزراعة ما زالت تستخدم معزولات قديمة فى نظام تقييم تجارب التحدى الخاصة بلقاحات فيروس إنفلونزا الطيور.

وأضاف على، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن وزارة الزراعة تكاسلت فى تحديث اللقاح الخاص بالفيروس، لافتاً إلى أنه لم يتم تحديثه منذ عام 2013، وأن المركز القومى للبحوث يتقدم باستمرار بهذا التحديث للوزارة، إلا أنها أصبحت الآن لا تهتم بما يقدمه المركز، الأمر الذى أدى إلى انتشار الفيروس.

وأشار الدكتور محمد أحمد على، إلى أن المركز سعى منذ بداية ظهور أنفلونزا الطيور عام 2006 لمواجهة الفيروس، حيث تعرف علماء المركز عليه وعزله، وفى بداية عام 2008 تم عمل لقاح للفيروس باستخدام تقنيات متطورة، وواجه تصنيع اللقاح فى مصر مشاكل عديدة من المتخصصين فى هذا المجال وغير المتخصصين بسبب دوافع شخصية إلى أن قامت الثورة.

وأضاف على، أن أحد أسباب انتشار الفيروس، هى اللقاحات التى تستوردها وزارة الزراعة من الخارج، حيث سمحت باستيراد 26 لقاحًا لم يخضع إلى فحوصات دقيقة، الأمر الذى فاقم العدوى بين الطيور.

وأوضح مدير مركز التميز العلمى لبحوث الفيروسات، أن من بين أسباب انتشار الفيروس عدم تنفيذ الاستراتيجيات التى وضعتها الدولة لمواجهته، والتى تتمثل فى التعرف على البؤر المصابة والتخلص الآمن من الدواجن النافقة، واستخدام المُطهرات المناسبة، وتوفير اللقاحات بالأسواق، بالإضافة إلى محاولة رفع معدلات الأمان الحيوى والسلامة فى مزارع الدواجن، حيث أدى عدم تطبيق تلك الاستراتيجيات إلى تطور الفيروس.

وأضاف الدكتور محمد أحمد على، أن سبب زيادة المصابين بالفيروس مع نهاية عام 2014، هو استمرار تطوره منذ عام 2006، حتى ظهر فيروس أنفلونزا الطيورh9n2 فى عام 2011، حيث وجد المركز فى هذا الفيروس قدرة عالية على التكاثر السريع فى الجسم العائل، وبمعدل أعلى بكثير من فيروسh5n1 الموجود معه فى الوقت نفسه، وبدأ الفيروسان فى التنافس على العائل، حيث ساد الفيرس h9n2 سيادة تامة على معظم بؤر الإصابة، ولوحظ ذلك من خلال المسح الحقلى المُمنهج الذى أجراه المركز القومى للبحوث.

فى سياق متصل، قال الدكتور محمد أحمد على إن المركز أجرى تجربة معملية فى المعمل على تواجد الفيروسين معًا فى العائل لعدة مرات متلاحقة فوجد هبوطًا شديدًا فى تركيزh5n1 مع زيادة فى h9n2 .

وفى السياق ذاته، قال الدكتور محمد أحمد على، إن معظم أصحاب المزارع اهتموا خلال هذه الفترة باستخدام لقاحh9n2 وتقليل استخدامh5n1 ، وكنتيجة لذلك انخفضت معدلات تواجد فيروسh9n2 ، مما سهل فى ظهورh5n1 على النحو الذى ظهر عليه، بالإضافة إلى اندثار التوعية من أنفلونزا الطيور، مما أدى إلى تقليل احتياطيات الأمان تجاه الفيروس.

وحذر الدكتور محمد أحمد على، من تحور الفيروس إلى وباء فى الفترة المقبلة يسهل انقاله من إنسان إلى آخر، وهو ما سيمثل كارثة عالمية.

واوصى الدكتور محمد أحمد على، بضرورة التوسع فى إنتاج اللقاح المصرى من معزولات 2014، بالإضافة إلى إيقاف استيراد جميع اللقاحات المستوردة حتى يتم إعادة تقييمها واختيار اللقاح الأفضل لتغطية نقص الإنتاج المصرى، والاجتماع بمسئولى تقييم اللقاحات وفرض سلسلة حديثة عليها لاستخدامها فى اختبارات التحدى ومراجعة خريطة توزيع مزارع الدواجن بمصر، لافتًا إلى أن هناك مزارع لا تعمل بوسائل الأمان الحيوى.

كما اوصى الدكتور محمد أحمد على، بضرورة إعادة الثقة لأصحاب المزارع فى إمكانية تعويضهم فى حالة الإبلاغ عن البؤر المصابة حتى يقوموا بالإبلاغ عنها، وتعامل الجهات المختصة مع البؤر بوسائل التطهير المناسبة وعمل مناطق أمان حولها.

وبالنسبة للدواجن الموجودة بالمنازل أوصى الدكتور محمد أحمد على، بضرورة التطهير المستمر والتوعية وتقديم اللقاحات للأعداد الكبيرة والمتنوعة من الطيور فى المنزل الواحد مجانًا، وأن يقوم الطبيب البيطرى فى كل منطقة بالمحافظات بمتابعة ذلك بجدية، مع تعويض الأهالى بمبالغ مناسبة.


موضوعات متعلقة..
وفاة الحالة الخامسة بفيروس أنفلونزا الطيور بأسيوط


"الصحة": وفاة سيدة بأنفلونزا الطيور فى أسيوط وإصابة 2 بينهم طفلة