"حارة نجيب محفوظ".. تحفة فنية مدفونة بين آلاف التسجيلات النادرة للتليفزيون.. الفيلم يكشف الحياة اليومية لصاحب نوبل.. ويتضمن لقاءً لزوجته تؤكد فيه: بعيد كل البعد عن "سى السيد"

دائمًا ما يفشل التليفزيون المصرى، فى التسويق لنفسه، أو الاستفادة من الكنوز التى يمتكلها منذ نشأته، ورغم المكتبة التراثية الكبيرة التى يمتلكها التليفزيون المصرى، إلا أن هذا التراث يظل حبيس الأدراج والروتين معًا، ولكن قناة التليفزيون المصرى على "يوتيوب" سنحت الفرصة لمجموعة كبيرة من الأعمال سواء الدرامية أو التليفزيونية أو البرامجية، للخروج للنور وعرضها لأجيال لم تشاهد يومًا القنوات الأولى والثانية أو تسمع فى مرة إذاعة كالبرنامج العام أو الشرق الأوسط.

ومن بين هذه الأعمال، فيلم تسجيلى عن حياة الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ بعنوان "حارة نجيب محفوظ" للمخرجة سميحة الغنيمى.

وتصل مدة الفيلم لـ17 دقيقة تقريبًا، ترصد فيه المخرجة سميحة الغنيمى حياة الأديب نجيب محفوظ من خلال إجراء حوار معه فى مكتبه، ويرصد تنقلاته اليومية ما بين منزله فى العجوزة وعمله بالأهرام، ثم لقاءاته اليومية مع أصدقائه ومجموعة الحرافيش.

كما يتضمن الفيلم لقاءات مع مجموعة من المقربين منه مثل زوجته وبعض جيرانه فى منطقة الجمالية التى ولد بها، وبعض مشاهد أفلام روايته مثل بين القصرين والحرافيش.

ويبدأ الفيلم والذى أنتجه التليفزيون المصرى، بتتر يتضمن أسماء المشاركين فى العمل، حيث كتب السيناريو يحيى تادرس، ومدير التصوير رمسيس مرزوق، فيما أشرف على الإنتاج ممدوح الليثى، ووضع الموسيقى التصويرية للفيلم الموسيقار كمال الطويل، وبعدها يبدأ الفيلم من "نوبل" والتى حصل عليها محفوظ فى عام 1988، حيث يقرأ الفنان الراحل كرم مطاوع حيثيات فوز محفوظ بالجائزة، ثم يحكى بعدها محفوظ كيف كانت بدايته فى الجمالية وانتقاله للعباسية، ثم بدأ أحد جيران نجيب محفوظ يتحدث عن حياتهما فى الصغر، وكيف كانا يلعبان سويا.

كما يتضمن الفيلم، مشاهد من المقهى التى كان يجلس عليها محفوظ، فى زقاق المدق، وكيف استوحى من هذا المكان روايته الشهيرة التى تحمل نفس الاسم من خلال جلوسه الدائم فى هذه المقهى، والتى يقول عنها "كنت أجلس فى قطعة من التاريخ القديم"، كما تحدث محفوظ عن تأثره بالحارة المصرية فى أعماله الروائية، وكيف صور "الفتونة" التى كان يشاهدها فى صغره فى المناطق التى تربى فيها، وأيضا فكرة انتشار "العوالم" والراقصات فى تلك الحقبة الزمنية فى مصر.

كذلك تضمن الفيلم حوارا قصيرا، لزوجة الراحل نجيب محفوظ، والذى قالت فيه "تزوجنا عن حب، وهو كان زوج مثالى، وأب مثالى، ويحترم أراءنا، ولا يرفض لنا أى طلب، فلم يكن سى السيد، فهو بعيد كل البعض عن سى السيد".

فيما اختتم الفيلم بكلمة قال فيها محفوظ "أرى أنى أقمت حياتى فى الدنيا على أساس الحب، حب العمل، وحب الناس، وحب الحياة، وأخيرا حب الموت، وأود بالنسبة للست "زوجته" أن أوجه لها الشكر على تحملها حياة الرهبنة معى عمرا طويلا، وجزاؤها عند الله".

وقال "مصر هى المولد والمنشأ والمعاش، وهى ليست مجرد وطن محدود لحدود، ولكنها هى تاريخ الإنسانية كله، وأنى أحب الإقامة فيها، وأرجو ألا أتركها إلا مطرودًا أو منفيًا".