2015 يحمل البشرى لمرضى فيروس سى بالشفاء التام.. «فيكيرا» علاج جديد يشفى مرضى الكبد خلال 12 أسبوعا.. والمصابون فى انتظار «هارفونى»

نقلاً عن اليومى:

ظل اكتشاف عقار لعلاج فيروس سى حلم جميع المرضى المصريين الذين يبلغ عددهم ما يقارب 12 مليون مريض، وهو الرقم الذى جعل مصر تحتل المرتبة الأولى فى أعداد المرضى المصابين بفيروس سى على مستوى العالم، ويصل عدد المرضى الجدد سنويا 165 ألف مريض، وأغلب هذه الحالات ناتج عن إصابات فى المستشفيات، نتيجة عدم تطبيق سياسات التعقيم الجيد لمنع العدوى، ليحقق عام 2014 جزءا من حلم مرضى فيروس سى فى إيجاد علاج شاف للفيروس، خاصة بعد أن قامت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بتخفيض سعره إلى %1 من سعره الحقيقى ليكون فى متناول المرضى بالمجان فى جميع المراكز التابعة للجنة القومية المنتشرة فى جميع محافظات الجمهورية، وتحمل بداية 2015 البشرى باكتشاف علاجات جديدة يمكنها القضاء على الفيروس والشفاء التام منه، حيث تتوقع منظمة الصحة العالمية القضاء على فيروس سى فى مصر بحلول عام 2020 بظهور هذه الأدوية الجديدة.

وأعلن خلال عام 2014 عن اكتشاف علاجات جديدة قادرة على القضاء التام على فيروس سى، بعد اكتشاف الأنزيمات المكونة للفيروس، وأصبحت قادرة على فك الشفرة الجينية للفيروس.

وصدقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA» فى التاسع عشر من شهر ديسمبر، على طرح أقراص جديدة يتم تناولها عن طريق الفم لعلاج الأشخاص المصابين بالالتهاب الكبدى الوبائى «ج»، أو ما يعرف باسم فيروس سى، والذى تمتلك مصر أكبر معدلات للإصابة به على مستوى العالم، ويصيب أكثر من 12 مليون مصرى، كما أنه يصلح لعلاج الأشخاص الذين يعانون من تليف الكبد، ويعرف الدواء الجديد باسم فايكيرا باك «Viekira Pak»، وهو مجموعة علاجية تحتوى على نوعين من الأقراص.

المثير أن الدواء الجديد يصلح لعلاج النوع الجينى الرابع من مرض فيروس سى الذى يصيب المصريين، فعلى الرغم من أن إدارة «FDA» قد صدقت عليه لعلاج النوع الجينى الأول «genotype 1» الذى يصيب غالبية الأمريكيين، فإن اللجنة التنظيمية بوكالة الأدوية الأوروبية «EMA» أصدرت توصياتها بالموافقة على طرح هذا الدواء لعلاج النوع الجينى الأول والرابع معاً، ومن المنتظر أن يصدر هذا القرار بشكل رسمى خلال الربع الأول من عام 2015.المثير أيضاً أن عقار «Viekira Pak» يمكن استخدامه لعلاج «فيروس سى» سواء باستخدام عقار الريبافارين أو بدونه.

وأوضح التقرير أن الجرعات الموصى بها لعلاج مرضى الكبد هى تناول جرعتين فى الصباح من الأقراص التى تحتوى على المواد الفعالة «أومبيتاسافير 12.5محم» و«باريتابريفير 75 مجم» و«ريتونافير 50 مجم»، وقرص واحد من عقار «داسابوفير250 مجم» بمعدل مرتين فى اليوم، صباحاً ومساء.

وأشار التقرير إلى أن هذا العقار ينتمى إلى الجيل الجديد من علاجات فيروس سى، والذى يتم تناوله عن طريق الفم ويمتلك معدلات شفاء كبيرة ودرجة أمان عالية مقارنة بالأدوية التى تم التصديق عليها سابقاً.
وحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فإنه من المتوقع أن تبلغ تكلفة الكورس العلاجى بعقار «Viekira Pak»، والذى يستمر على مدار 12 أسبوعا، 83 ألف دولار تقريباً، أى ما يعادل 596 ألف جنيه مصرى تقريباً، وهو ثمن باهظ للغاية.

وفى الظروف العادية لا يتم طرح أى دواء جديد داخل مصر إلا بعد طرحه رسمياً فى البلد الأم، وذلك للتأكد من عدم حدوث آى آثار جانبية خطيرة، وذلك حسب تصريحات سابقة لمسؤولى اللجنة الفنية للشؤون الصيدلية بوزارة الصحة، ولكن فى الظروف الاستثنائية، كما هو الحال مع أدوية فيروس سى، فقد يتم طرح الأدوية الجديدة قبل مرور عام، كما حدث مع عقار «سوفالدى».

ويعد عقار «Viekira Pak» هو الدواء الرابع الذى يتم اعتماده لعلاج فيروس سى على مدار العام الماضى، حيث تم التصديق على عقار «Olysio» فى شهر نوفمبر 2013، وعقار «Sovaldi» فى شهر ديسمبر 2014، وعقار «Harvoni» فى شهر أكتوبر الماضى، وهو ما يعد تحولا وطفرة جديدة فى علاج فيروس سى الذى لم يكن له علاج فى السابق، سوى حقن الإنترفيرون، والتى كانت تعتمد على جهاز المناعة فقط حيث كانت تتميز بأعراضها الجانبية الكثيرة، والتى عجز آلاف المرضى عن التغلب عليها، ولا تحقق نسب شفاء سوى %60 فقط.

ووصف أطباء الكبد «سوفالدى» بالثورة فى علاج فيروس سى، وهو ما تبعه أدوية أخرى جديدة تؤخذ عن طريق الفم أيضا ولكنها مركبة تستطيع الاستغناء عن الإنترفيرون والريبافيرين، بل ومعظمها يضم فى تركيبها دواء السوفالدى، حيث ظهر بعده عقار الـ«هارفونى» الذى يعتبر كبسولة مركبة تؤخذ عن طريق الفم مكونة من عقار سوفالدى والليديسبفير، باعتباره من الأدوية المركبة القادرة على علاج فيروس سى دون الاستعانة بالإنترفيرون والريبافيرن بقرص واحد يوميا لمدة 12 أسبوعا فقط، وتم اعتماد دواء هارفونى من قبل الـFDA هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية أكتوبر الماضى 2014.

من جانبه يؤكد الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى، بمعهد تيودور بلهارس أنه من ضمن الإنجازات التى تحققت فى عام 2014 التوصل لدواء فيكيرا «VIEKIRA» لعلاج فيروس سى، وهو كبسولة مركبة تتكون من ثلاثة أدوية فى كبسولة مركبة واحدة، وهى الامبيتا سوفير مع الباريتابريفير مع الداتابوفير، حيث تضم هذه الكبسولة الثلاثة أدوية، والتى تؤخذ عن طريق الفم لمدة تصل من 8 : 12 أسبوعا لجميع الأنواع الجينية للفيروس من ضمنها النوع الجينى الرابع الموجود فى مصر، وهو صالح لمرضى فيروس سى الذين يعانون من الفيروس وأيضا الذين يعانون من التليف الكبدى، موضحا أنه يعتبر ثورة فى مجال علاج فيروس سى لأنه قادر على الاستغناء عن حقن الإنترفيرون وأقراص الريبافيرين، وبدون أعراض جانبية تذكر.

من جانبه قال الدكتور عادل الركيب، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب الأزهر، إن الأدوية القديمة التى كانت تستعمل فى علاج فيروس سى، لا تزيد نسب الشفاء فيها عن %60، ويظل المرضى الآخرون والذين يمثلون %40 معرضين للإصابة بالتليف الكبدى وسرطان الكبد الذين لا يصلح لهم العلاج باستخدام الإنترفيرون.

وأكد أن هناك ثورة حدثت فى عالم الطب بعد ظهور علاج سوفالدى للقضاء نهائيا على فيروس سى باعتباره أول دواء ظهر لعلاج فيروس سى وتم اعتماده من هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية فى 7 ديسمبر عام 2013 ليستعمل فى العالم فى نطاق واسع، وفى مصر بدأ صرفه لعلاج مرضى فيروس سى منتصف أكتوبر الماضى 2014.

ونوه الدكتور عادل الركيب بأنه من المتوقع أن تصل مدة علاج مريض فيروس سى بالأدوية الجديدة إلى 4 أسابيع فقط، أى لمدة شهر، وبدون استخدام الإنترفيرون وبدون حدوث مضاعفات.

وقال الدكتور عاصم الشريف، أستاذ الكبد بطب الأزهر، إن المرضى كانوا يعانون من مضاعفات أقراص الريبافيرين وحقن الإنترفيرون، فكان المريض يعانى كثيرا من مضاعفات الحقن، والتى كانت تتمثل غالبا فى اضطراب نفسى شديد ونقص شديد فى نسبة الهيموجلوبين والأنيميا ونقص شديد فى كرات الدم البيضاء والصفائح الدموية، مع حدوث خلل فى الغدة الدرقية وطفح جلدى وحكة فى الجلد وإرهاق وضعف شديد جدا، وأيضا عانى معه الطبيب من التغلب وعلاج هذه الأعراض الجانبية.
وأضاف: إنه فى عام 2014 بدأ علاج مريض فيروس سى بالأدوية المباشرة والتى تهاجم وتقضى على فيروس سى بطريقة مباشرة، وبدأ استعماله فى مصر فى أكتوبر 2014.