تونى بلير: داعش مشكلة دولية تتطلب حلا عالميا

قال تونى بلير مبعوث اللجنة الرباعية للسلام فى الشرق الأوسط أن تنظيم "داعش" أصبح مشكلة دولية تتطلب حلا عالميا، معربا عن اعتقاده بضرورة إرسال قوات برية لقتال داعش على الأرض.

وقال بلير ـ فى تصريح خاص لشبكة (سكاى نيوز) اليوم الأربعاء ـ أن القوى الغربية من بينها بريطانيا والولايات المتحدة على الاستعداد التام لإرسال قوات برية للقتال ضد هذا التنظيم، موضحا أنه يمكن مواجهة داعش جزئيا بالقوات الجوية لكن سيكون هناك حاجة لدعم القوات القتالية على الأرض.

وحول المدة اللازمة للقضاء على داعش، قال بلير "لا أعرف كم سيستغرق الوقت لهزيمة داعش لكن سيتم بذل جهود حثيثة من أجل ذلك، هذه المشكلة لا تقتصر على هذا التنظيم فحسب فهناك بوكو حرام فى نيجيريا وحركة الشباب بالصومال وغيرها من المجموعات المتطرفة فى العالم، القائمة على هذه العقيدة البعيدة تماما عن الدين الإسلامى الحقيقي".

وردا على سؤال حول مستقبل عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين خاصة بعد تركيز المجتمع الدولى فى قضايا أخرى، قال بلير أن عملية السلام مازالت محط اهتمام وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، نحن بحاجة إلى التوصل لصفقة بشأن غزة تسمح بفك عزلتها والتأكيد على أن كل الأطراف موحدون تحت راية السلطة الفلسطينية .

كما شدد بلير على ضرورة إعادة إطلاق المفاوضات على أساس حل الدولتين بما فى ذلك قيام الدول الفلسطينية بناء على حدود 67، مؤكدا أن الأسرة الدولية ترفض بشكل كامل التوسع الاستيطانى إلا أنه أشار إلى أن الدولة الفلسطينية مازالت قابلة للحياة .

على الصعيد ذاته دعا رئيس الوزراء الروسى الأسبق يفجينى بريماكوف إلى ضرورة تضافر جهود الدول لمواجهة تنظيم "داعش".

ويرى بريماكوف فى مقال نشرة فى صحيفة " روسيسكايا جازيتا " لسان حال الحكومة الروسية اليوم الأربعاء أن تنظيم "داعش" خطرا جسيما حقيقيا . ويُعتقد أن نواة تنظيم (داعش) يشكلها متطرفون سنيون، وانضم إليهم ضباط من الجيش العراقى من أعضاء حزب البعث.

واتهم بريماكوف فى مقالة الولايات المتحدة الأمريكية بالمسئولية عن ظهور " داعش "، قائلا : " نتجت انطلاقة "داعش" فى جانب كبير منها من سياسة الولايات المتحدة الأمريكية التى غزت العراق، وأغرقته فى الفوضى ". ويضيف رئيس الوزراء الروسى الأسبق، الخبير فى شئون الشرق الأوسط :" لقد ساعدت السياسة الأمريكية على تسليح الإرهابيين الذين سددوا سلاحهم فى وقت لاحق إلى الولايات المتحدة ذاتها" .
وتابع :" أن واشنطن دعمت القوى المسلحة المحاربة لنظام الحكم فى سوريا، وبدأت الآن بتوجيه ضربات جوية للأراضى السورية دون مشاركة الحكومة السورية فى دمشق".

واختتم بريماكوف مقاله بالقول :" أن تنظيم " داعش " يشكل خطرا حقيقيا، حيث تتمثل خطورته فى تزايد عدد أنصاره الجهاديين وفى سيطرة التنظيم على منطقة الموصل النفطية وتكوين اكتفاء ذاتى فى التمويل "، ويدعو إلى تكاتف الدول وخاصة الدول الدائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولي، وتضافر الجهود لمكافحة "داعش". ويرى أنه " لا يجوز أن يعيق أى خلاف الحرب على الإرهاب الدولى ".