براء الخطيب

أسكتلندا.. قطعة لحم الشيطان تستقطع من بريطانيا العظمى

السبت، 20 سبتمبر 2014 03:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحد يعرف الآن ماذا سوف تكون نتيجة الاستفتاء على مصير "أسكتلندا" التى سوف تتحدد بعد يومين، غير أن كل من زار "أسكتلندا" يمكنه أن يستنتج النتيجة من معرفته بالعلاقات الأسرية المتينة التى تجمع الأسكتلنديين الذين يتمسكون بتقاليدهم المتوارثة منذ آلاف السنين التى هى حتى اليوم تقاليد عشائرية شبه القبلية، حيث يمتلك معظم الأسكتلنديين مزارعهم، وتوجد أراضٍ واسعة فى الجنوب يؤَجَّر بعضها للمزارعين، وفى المرتفعات الغربية، يؤجِّر المزارعون قطعًا صغيرة لزراعتها، هؤلاء البشر من لابسى التنانير الملونة الذين يكونون فى مجموعهم الشعب الأسكتلندى المعتز بقوميته إلى حد التعصب، وإن كان نمط المعيشة فى أسكتلندا لا يختلف كثيرا عن النمط السائد فى المجتمعات الصناعية فى المملكة المتحدة التى هى بريطانيا العظمى، إذ يعمل السكان نهارا ويقضون الليل فى الحانات ومشاهدة البرامج التلفازية التى تبثها هيئة الإذاعة البريطانية وثلاث شركات مستقلة، ومن يقرأ أدب السير "والتر سكوت" أو "روبرت لويس ستيفنسون" سوف يتأكد من ذلك، أما من يسوقه قدره الجميل لزيارة مدينة "لوكيربى" فسوف يرى قطعة من جنة الله على الأرض، حيث نهر "عنان /Abhainn Anann " الذى يجرى فى تل "رأس عنان" متدفقا من خلال حوض "لحم الشيطان/ Devil's Beef Tub"، أما "أسكتلندا نفسها فهى، واليوم هناك من الأسكتلنديين الذين يعارضون استقلال بلادهم عن بريطانيا وإذا سألت أحدهم عن السبب فسوف يقول لك: "صلتنا ليست فقط عاطفية وأغلبنا يشعر بالفخر لانتمائه الأسكتلندى والبريطانى ولا نريد أن يفرض علينا الاختيار بين الانتماءين، لدينا أصدقاء وأقرباء فى كلا الجانبين من الحدود ولا نريد أن نشعر أننا غرباء عن بعضنا بعضا، إذا فالحجة العاطفية موجودة و لكن الحجة الأثقل فى كل حملة انتخابية هى الاقتصاد، نحن ننتمى لاقتصاد عام يجمع المؤسسات الاسكتلندية و الخدمات المالية و التجارية مثلا وانجلترا و بقية المملكة المتحدة، مثلما نعتقد أنه من صالح المملكة المتحدة انضمامها إلى الاتحاد الاوروبى ونعتقد كذلك انه من صالح اسكتلندا أن توحد قواها مع اقتصاد جارتها الاساسية، أما مسألة النفط فهى بسيطة نسبيا بوجود اتفاقيات دولية وقوانين تنظم ذلك، و لكن المشكلة تكمن فى أنها موارد محدودة ولا نعلم حتى الآن بماذا سنعوضها، و لكن هناك عديد من الحجج على المستوى الاقتصادى منها كيفية توزيع ديننا الوطنى و مسالة العملة، بعد ثمانين سنة على طرح هذه المسالة توصل أخيرا القوميون هذه السنة لتقديم ثلاث اطروحات مختلفة عن ما يمكنهم فعله، السياسة الحالية أفادت بأنه من المهم أن نعقد اتفاقية مع باقى المملكة المتحدة لتكون لنا وحدة نقدية لأنها تعزز الاتحاد السياسي، كما أن هنالك العديد من التساؤلات عن الانضمام إلى الاتحاد الاوروبى أم لا وسط صمت القوميين الذين صرحوا بان هناك اشياء قد تحدث من دون تقديم اية دلائل، نحن نعتقد أنها ممكن أن تتوقف نتيجة انفصال اسكتلاندا، أن جزء من الاقتصاد الاسكتلندى على ما يرام بينما جزء آخر يمكن أن يكون أحسن إذا اعتمدنا على منهج أفضل، نحن فى حاجة لبعضنا بعض و اتحادنا يمكن أن يكون اقوى اذا ما تخلينا عن نفط بحر الشمال أن مسألة نقل قسط كبير من السلطة سوف يطرح، و لكن المشكل هو الحكم الذاتي، وهل يشمل العلاقات الخارجية و هنا تتعقد الامور". فهل ينتصر الاستقلاليون على معارضى استقلال اسكتلندا بالرغم من كل هذا؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة