حنان شومان تكتب: الفساد يأتى من الرأس لا من نعيمة ألمظية

الخميس، 11 سبتمبر 2014 06:14 ص
حنان شومان تكتب:  الفساد يأتى من الرأس لا من نعيمة ألمظية حنان شومان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الصفحة الثالثة أو الرابعة فى جريدة الأهرام فى الأسبوع الماضى إعلان على ثلاثة أعمدة وبطول نصف صفحة، أى أنه إعلان تم دفع آلاف مؤلفة لنشره، أما فحوى الإعلان فهى مناشدة لرئيس الوزراء ليس من أجل إنقاذ مصنع أو إحقاق حق لأصحابه المظلومين ولكنها مناشدة من أجل الحفاظ على سمعة مصر وثوب أخلاقها وعفة شرفها بمنع برنامج للمسابقات بعنوان الراقصة وفى الإعلان تحية لنفس رئيس الوزراء الذى حمى أخلاق المصريين حين منع فيلم حلاوة روح ومطالبة بمساواة برنامج الراقصة والقرار بمنع عرضه بقرار آخر وزارى لمنع عرض برنامج الراقصة والإمضاء مواطن مصرى! وللحق فقد استوقفنى فكرة أن يدفع مواطن مصرى مجهول آلاف الجنيهات من أجل مناشدة رئيس الوزراء لمنع برنامج، ونفس الأمر استوقفنى بعد أيام فى إعلان آخر من مواطن مصرى آخر يدافع عن حرية التعبير فيدفع هو الآخر آلاف الجنيهات بزعم الدفاع عن حرية الرقص!

وللحق فإن أى عاقل ولديه الحد الأدنى من القدرة على التحليل قد يظن أن هذه المناشدات المجهولة ضد أو مع برنامج مسابقات فى الرقص الشرقى ما هى إلا حرب محطات تليفزيونية على نسب مشاهدة وخلق وجهة نظر عامة حول برنامج، وليس برنامج الراقصة هو المقصد والهدف فهناك عشرات من البرامج من هذا النوع بتسميات مختلفة، ويشارك فيها كبار النجوم وينفق فيها الملايين وينفق عليها الجمهور الملايين إس إم إس واتصالات وتقع تحت مسمى برامج الترفيه غناء ورقص وأكروبات وأحيانا قلة أدب.
ولكنى هنا أود تجاوز الخناقة على برنامج أى أن كان البرنامج، ولكنى أبحث فى حالة الفصام التى أصابتنا جميعاً دون استثناء كمصريين، وهى ليست وليدة اليوم أو أمس ولكنها وليدة عقود من التناقض واللخبطة.

الرقص الشرقى منتج مصرى خالص وفن شديد التميز بين فنون العالم فى الرقص، فلكل شعب رقصات خاصة به يفخر بانتمائها له وانتمائه لها، فالبرازيل هى بلاد السامبا، والأرجنتين هى بلاد التانجو، والنمسا بلاد الفالس وغيرها، واليونسكو المنظمة الدولية للحفاظ على التراث الإنسانى جعلت يوم 29 إبريل من كل عام يوم الرقص العالمى حفاظاً على تراث الرقص فى العالم، أما نحن فنعتبر رقصنا الشرقى عارا فى الصباح ونمارسه جميعا بدرجات كل ليلة حسب الظروف، فمن منا لا يرقص فى فرح سواء العروسين أو المدعوين، ومن منا لم يرقص طرباً وسعادة حين خلصنا من حكم الإخوان، ألم يرقص المصريون يوم الانتخابات رجالاً ونساءً فى الشوارع فرحة بالخلاص، فلمَ نمارس الرقص ونحن فرحون ثم نشعر بالعار أو أنه قلة أدب وحرام حين يمارسه غيرنا أو يحترفون العمل به؟!

نعم هناك راقصات يتخذن مهنتهن وسيلة للحرام والعيب تماماً كأطباء أو مهندسين أو من يدعون أنهم شيوخ دين ومهن مختلفة يتخذ أصحابها مهنتهم ستاراً للحرام والعيب، ولكن ذلك ليس ذنب فن الرقص ولكنه ذنب من يمارسه لهدف آخر.

ومن فرط تناقضنا وفصامنا صار الرجال لدينا الآن هم من يهزون وسطهم ويرقصون فشر تحية كاريوكا ولا نعتبر ذلك عيبا بعد أن كان رقص الرجل بالعصا فى شكل جميل وأنيق كرشدى أباظة فى فيلم الزوجة 13.

الرقص الشرقى فن وإن احترفه من هم دون ذلك، هو فى العالم الآن فن ورياضة للروح والجسد تنتشر مدارسه فى أغلب عواصم العالم، أما نحن فنعيش جميعا فى دور محيى إسماعيل فى فيلم زوزو حين كان يصرخ جمعاء جمعاء ضد نعيمة ألمظية.

ولا مصر ولا أى بلد فى العالم يفسدها الرقص كما يدعى المنادون بالفضيلة، مصر أو أى بلد فى العالم فسادها يكون من الرأس لا من الرقص، وكم من رأس لهذا البلد كان فاسداً ففسد الجسد، أما الرقص فلم نسمع يوماً أن تحية كاريوكا أو نعيمة عاكف أو سهير زكى أفسدت مصر، بل كن سفيرات محترمات بفنهن، أما عن برنامج الراقصة فليعرضوه أو يمنعوه ولكن هذا لن ينفى فصامنا الذى يحتاج لرأس غير فاسد، أما نعيمة ألمظية ورقصها فبريئان تماما من فساد المجتمع ولكنه دليل على فصامنا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة