وزير الدولة الإماراتى يشهد إطلاق أعمال ترميم وتطوير متحف الفن الإسلامى.. الدكتور سلطان الجابر: نعمل مع السواعد المصرية لإنقاذ المتحف ومقتنياته وتقديم الدعم المادى والتقنى لإتمام إعادة تأهيله وافتتاحه

الأحد، 31 أغسطس 2014 05:43 م

وصول الوزير سلطان الجابر إلى متحف الفن الإسلامى

كتب مصطفى عنبر

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعلن الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة الإماراتى رئيس المكتب التنسيقى للمشاريع التنموية الإماراتية فى مصر، أن الحكومة الإماراتية لها دور كبير فى دعم الثقافة والعلم والمحافظة على التراث، حيث تكفلت بنفقات ترميم وصيانة متحف الفن الإسلامى بالقاهرة.

وجاء ذلك خلال تفقد الدكتور سلطان الجابر اليوم، الأحد، وإطلاق مشروع تطوير وترميم متحف الفن الإسلامى بالقاهرة، الذى يعد أكبر متحف إسلامى بالعالم، إذ يضم مئات المخطوطات النادرة وأكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل 75% من التحف الأثرية الإسلامية بالعالم، والتى تعكس فنون العالم الإسلامى على مر العصور، وأجريت مراسم إطلاق المشروع بحضور الدكتور ممدوح الدماطى.

ويتزامن مشروع تطوير وترميم متحف الفن الإسلامى مع حزمة المشاريع التى تنفذها دولة الإمارات العربية المتحدة فى مصر، ويستهدف الحفاظ على التراث الإسلامى وما يضمه المتحف من قطع فنية ومخطوطات.

وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر: "توجيهات القيادة الرشيدة فى دولة الإمارات تقضى بتقديم كل أشكال الدعم لكل ما يسهم فى مساندة مصر، بما فى ذلك الحفاظ على ما تتمتع به من تراثٍ زاخر، وإمكانيات فريدة تعكس مكانتها التاريخية والحضارية".

وأضاف: مثلما تقوم دولة الإمارات بالعديد من المشاريع التنموية ضمن قطاعات حيوية رئيسية تستهدف تحسين الخدمات المقدمة للمواطن المصري؛ فإن الكثير من أبناء الإمارات يودون المساهمة فى مسيرة التنمية والتطوير التى تشهدها مصر، بما فى ذلك حماية كنوزها وإرثها الإسلامى والحضارى الفريد.

ويضم متحف الفن الإسلامى العديد من القطع الأثرية والمقتنيات التى تعكس ازدهار ونماء الفن الإسلامى بمخطوطاته النادرة وبما يحتويه من قطع وأعمال فنية نؤمن بأن الحفاظ عليها واستمرارها يسهم فى الحفاظ على جزء هام من التراث الإنسانى.

وأضاف: "ما شاهدناه اليوم فى متحف الفن الإسلامى يؤكد أن الأيدى التى صنعت تلك القطع الفنية والتحف الفريدة والمخطوطات التى لا مثيل لها إنما تعكس أحد أهم وجوه عظمة التاريخ الإسلامى على مر العصور، وتعد مقتنياته خير شاهد على عظمة واعتدال وقوة الحضارة الإسلامية، وتابع قائلا: "دولة الإمارات العربية المتحدة تتشرف بتقديم مختلف أشكال الدعم المادى والتقنى من أجل إعادة هذا المتحف إلى ما كان عليه كأحد أهم متاحف الفن الإسلامى على مستوى العالم".

وأوضح الجابر: "سوف نعمل مع السواعد المصرية من أجل إنقاذ هذا الصرح الحضارى ومقتنياته وتقديم الدعم اللازم لإتمام أعمال الترميم وإعادة تأهيل المتحف وافتتاحه فى أقرب وقت ممكن، وإعادته إلى استقبال زواره ليشهدوا على عظمة الحضارة الإسلامية، وأيضا لتعزيز الحركة الثقافية والسياحية ودعم الاقتصاد ليؤكد الشعب المصرى من جديد نجاحه وصموده فى وجه التحديات، ويعبر عن معدنه الأصيل الذى يظهر ويتجلى فى الشدائد ويتحدى كل الصعوبات إذا ما توفرت له الإمكانيات والدعم المطلوب".

ويتكون المتحف - الذى زاره فى العام الماضى حوالى 16032 زائرا - من طابقين يضمان 23 قاعة وروعى فيه الطرز الفنية المختلفة للمعروضات كالطابع الأموى والعباسى والفاطمى والمملوكى، وتم تقسيم القطع الفنية حسب المادة المصنوعة منها مع مراعاة التسلسل التاريخى، فخصصت قاعات للتحف الخشبية وأخرى للمعادن ومجموعة ثالثة للخزف.

ومن جانبه، قال الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار: "لمسنا حرصا كبيرا من الجانب الإماراتى على تقديم الدعم المادى والتقنى والفنى لترميم متحف الفن الإسلامى الذى تعرض لخسائر كبيرة عندما تم تدمير واجهته وعدد من مقتنياته نتيجة التفجير الإرهابى الذى طال مبنى مديرية أمن القاهرة".

وأضاف: "نشكر موقف دولة الإمارات بالبدء فى ترميم المتحف وإعادته إلى الحالة التى تليق بما يحتويه من مقتنيات وقطع فنية نادرة، موضحا أن أعمال الترميم سيقوم بها خبراء على أعلى مستوى من السواعد المصرية وخبراء دوليون من كبرى المتاحف والمعاهد والمؤسسات والمنظمات العالمية المتخصصة فى ترميم المتاحف والحفاظ على القطع الأثرية الخشبية والزجاجية والمعدنية والمخطوطات التاريخية.

وأشار إلى أن أعمال تطوير المتحف الإسلامى سوف تجرى بأحدث الأساليب لضمان الحفاظ على القطع النادرة التى تأثرت بالتفجير وبواسطة خبراء فى هذا المجال وباستخدام الأساليب والأدوات والتقنيات التى تتناسب مع أهمية المقتنيات الأثرية، مشيرا إلى أن المشروع يتضمن أعمالا إنشائية وفنية وتقنية للترميم الداخلى لمنصات العرض والنوافذ الزجاجية والخشبية والمعدنية ومجموعة من المقتنيات والقطع النادرة وكذلك خطة لإعادة البناء الخارجى التى تشمل إعادة ترميم وتأهيل الواجهة الأمامية للمتحف.

وأوضح أحمد شرف رئيس قطاع المتاحف المصرية بوزارة الآثار أن المتحف يعود إلى عام 1869 عندما بدأت فكرة إنشاء دار لجمع تحف الفنون من العمائر الإسلامية، ووضعت لبنته الأولى عام 1880، عندما قامت الحكومة المصرية بجمع التحف الفنية من المساجد والمبانى الأثرية لحفظها فى الإيوان الشرقى لجامع الحاكم بأمر الله وصدر مرسوم سنة 1881 بتشكيل لجنة حفظ الآثار الإسلامية والعربية، ومع تزايد التحف والقطع الفنية التى تم جمعها من مصر والهند والصين وإيران وتركيا والأندلس، مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام وشمال أفريقيا ضاق الإيوان بها فتم بناء مكان لها فى صحن الجامع واستمر الوضع على هذا الحال حتى بناء متحف كبير سمى بمتحف الفن الإسلامى الحالى، وكان يعرف الجانب الشرقى منه بدار الآثار العربية، والغربى باسم دار الكتب السلطانية، وتم افتتاح المتحف لأول مرة فى 28 ديسمبر 1903 بميدان "باب الخلق" أحد أشهر ميادين القاهرة الإسلامية، إذ يقترب من أهم نماذج العمارة الإسلامية التى تعكس جماليات عصورها المختلفة التى تؤكد ازدهار الحضارة الإسلامية.

ومن أبرز نماذج مقتنيات متحف الفن الإسلامى النادرة والتى لا مثيل لها مجموعات من الأباريق والصحون والسجاجيد والقطع الخشبية التى يرجع بعضها إلى أكثر من ألف عام، وبعضها من القرن الرابع والخامس والسادس والسابع الهجرى وما بعدها، ومنها إبريق بَركة وإبريق الناصر أحمد حمد، إبريق طبطق، وإبريق محمد بن مروانوهو من أقدم التحف المعدنية الإسلامية، وباب مسجد الحاكم بأمر الله، وباب مسجد الصالح طلائع، وتابوت الإمام الحسى، وحشوة خشبية باسم السلطان الظاهر برقوق ترجع للقرن التاسع الهجرى ودواة المنصور محمد، ودنانير الخلافة السنية التى ضربت بالإسكندرية عام (1174م)، ورنك رخامى على هيئة أسد، وشمعدان السلطان قايتباى، وطاسة خضة للأمير أيبك، وقطعة نسيج (شارة) خاصة بوظيفة السلحدار.