فى الذكرى الثامنة لرحيله...

10 شخصيات حقيقية فى أعمال عميد الرواية وأديب نوبل نجيب محفوظ

السبت، 30 أغسطس 2014 02:02 م
10 شخصيات حقيقية فى أعمال عميد الرواية وأديب نوبل نجيب محفوظ الأديب العالمى نجيب محفوظ
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استطاع الروائى الكبير نجيب محفوظ فى رسم العديد من الشخصيات فى روايته، وكانت تلك الشخصيات تضم أبطالا عاشوا بالفعل على أرض الواقع، كما أن نجيب محفوظ استعار ذاته فى إحدى الشخصيات، كما استعار سيرته الذاتية فى رواية كاملة، واليوم ونحن نمر بذكرى رحيل عميد الرواية العربية وأديب نوبل الثامنة نتذكر معاً هذه الشخصيات. كان نجيب محفوظ يعرف باعتقال الكاتب الكبير سعيد الكفراوى، وفوجئ عندما رآه على المقهى، وأخذه وأنصرف، وقال للكفراوى: احكى لى أسباب اعتقالك والنتائج بالصورة البطيئة، فسرد عليه الكفراوى حكاية التحقيق معه باعتباره إخوانيا أو شيوعيا واتهامه بحرق مصنع النسيج فى المحلة ومعرفته بالعديد من الكتاب الشباب فى ذلك الحين. جدير بالذكر أن الكاتب الكبير سعيد الكفرواى، أعتقل فى عام 1970، وتم ترحيله من مدينة المحلة إلى معتقل القلعة الرهيب، حيث كان فى المحلة يقيم فى شقة لصديق من الإخوان المسلمين، يجتمع فيها أدباء المحلة نصر أبو زيد والدكتور جابر عصفور وفريد أبو سعدة والمنسى قنديل وجار النبى الحلو والشاعر الراحل محمد صالح، ووجد نفسه فى القلعة تحت حد السؤال، يحقق معه فى الصباح محققان باعتباره شيوعياً. ويبدأ التحقيق س: تعرف إبراهيم منسى ويحيى الطاهر عبد الله وخليل كلفت والأبنودى؟ يجيب أصدقائى وأبناء جيلى. س: تعرف خالك الإخوانى وصديقه عبد الوهاب الشاعر؟ يجيب فهو خالى وهذا صديقه. وتتالت الأيام هكذا وظل 6 شهور على هذا الحال وعندما أفرج عن الكفراوى حمل حقيبته وتوجه إلى مقهى ريش الذى كان يمثل له شبة إقامة، حيث يحضر لقاءات أستاذه نجيب محفوظ. واستمع الروائى الكبير نجيب محفوظ وكان وجهه غاضباً وترتعش شفتاه، يومها قال للكفراوى اقطع تلك المرحلة من حياتك، وبعد حين صدرت الكرنك وفجرت التساؤلات وكانت صرخة ضد العنف والاعتقال وإدانة لمرحلة كاملة اعتدت فيها السلطة على حرية الكتاب والكتابة. وبعدها وضع نجيب محفوظ يده على كتف الكفراوى فى ندوته على قهوة ريش وقال له: يا كفرواى أنت إسماعيل الشيخ فى رواية الكرنك، وكان جميع الأصدقاء يعرفون الأمر. فيما قال الكاتب الكبير يوسف القعيد، إن هناك شخصيات عديدة فى روايات نجيب محفوظ حقيقة عاشت على أرض الواقع. فقد كانت شخصية "كمال أحمد عبد الجواد" فى "السكرية" هو نجيب محفوظ نفسه، وقال نجيب عنه، إنه يمثل أزمته الروحية والإنسانية التى تقع فيها الأحداث تمثيلا كاملا، فكان كمال هو نجيب محفوظ باستثناء مهنة التدريس، ولكن نجيب محفوظ رسمه وكأنه هو الأنف الكبيرة وقصر القامة ومعاملة أبوه له. أما السيد أحمد عبد الجواد بطل رواية "بين القصرين" فاستقاها أديب نوبل من رجل كان يعيش إلى جوار عائلته، ويتعامل بقسوة وحدة وصرامة مع زوجته وأبنائه، وكان تاجرا ثريا وتوفى قبل أن تصدر الرواية. ويقول القعيد، إن شخصية "سعيد مهران" فى رواية اللص والكلاب حقيقية عاشت على أرض الواقع، فهو شخص هاجر من لبنان إلى الإسكندرية، نحول إلى لص وقاتل وصدرت ضده اتهامات كثير وكانت الصحف تكتب عنه كل يوم، وكان يطلق عليه اسم السفاح. أما شخصية "الدكتور إسماعيل عبد الوهاب" فى رواية "المرايا" هى شخصية المفكر الإسلامى "سيد قطب" فهو أول من كتب عن نجيب محفوظ وأشاد بموهبته، وكانت الرواية عبارة عن بورتريهات لــ 55 شخصية، فرأى القراء أن سيد قطب فى مرآة نجيب محفوظ، هى شخصية الدكتور إسماعيل عبد الوهاب، رغم محاولة محفوظ بتغيير بعض التفاصيل وهو ما فعله مع هذا النمط من الشخصيات إما لضرورة فنية تتعلق ببناء الرواية، أو مجرد التمويه حتى لا تتطابق الصورة مع الأصل، فكان الدكتور إسماعيل عبد الوهاب فى المرايا ناقدا أدبيا متحررا ينتقل ثم ينتقل للتطرف ثم ينضم إلى جماعة الإخوان المسلمين ويحمل أفكارا رجعية فيما يخص المرأة والحضارة الغربية، ويرى عبد الوهاب إسماعيل أن القرآن يجب أن يحل محل جميع القوانين والدساتير، وأن تمحو الرابطة الدينية كافة الروابط من قومية ووطنية وعربية. ويقول الشاعر والناقد أحمد حسن، أن شخصية أحمد عاكف بطل رواية "خان الخليلى" حقيقية وقابله نجيب محفوظ بالفعل، وكان موظفًا، حيث أنه كان يظن نفسه على معرفة بكل الأمور ولكنه على عكس ذلك تماما، ويقول نجيب محفوظ إنه قرأ الرواية ولم يتعرف على نفسه لأن لديه سيرة مزيفة عن نفسه. ويضيف حسن، أن شخصية سلامة موسى رئيس تحرير المجلة التى كان يكتب بها كمال عبد الجواد فى رواية "السكرية"، هى نفسها سلامة موسى رئيس تحرير المجلة التى كان يكتب بها نجيب محفوظ. ولفت إلى أن شخصية "محجوب عبد الدايم" فى رواية "القاهرة الجديدة"، الذى قال عنه نجيب محفوظ، إنه أخذها من شخص متسلق قابله فى العمل الحكومى، وكان يحصل على أعلى المناصب عن طريق الرشوة الجنسية، والجدير بالذكر أن نجيب محفوظ عمل فى بداية حياته بوزارة الأوقاف وهذا ما مكنه من التعرف على شخصية محجوب عبد الدايم. ويقول الشاعر والناقد أحمد حسن، إن نجيب محفوظ قام باقتباس بطل رواية "السراب" من شخصية حقيقية تدعى حسين بدر الدين، والتى كانت تحكى عن قصة شاب يعانى من العجز الجنسى، وأمه تسيطر على شخصيته، خريج كلية الحقوق، ثريا أدمن المخدرات ودخل السجن، وعندما علم من أحد أصدقاء نجيب محفوظ وقال له نجيب كتب عنك، فحاول هذا الشاب قتل نجيب محفوظ واضطر نجيب إلى الاختفاء لحين عودة الهدوء. وأوضح حسن، أن الروائى الكبير نجيب محفوظ كان يسرد سيرته الذاتية فى رواية "أولاد حارتنا"، فكان الأب فى الرواية يحمل نفس ملامح والد نجيب محفوظ من حيث الجدية والتعقل والصرامة، وكان يحكى عن نفس شخصيات الجيران، وحتى مشاهد الحارة والمقاهى تحمل نفس مشاهد الحياة التى عاشها محفوظ








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة