اليوم السابع ترصد عمليات العنف والجرائم فى صفوف اللاجئين الأفارقة بالقاهرة.. "لويس بويز» و«أوت لو» تشكيلات إجرامية لممارسة أعمال البلطجة والسرقة بالإكراه.. خبير أمنى يشدد على ضرورة التعامل

الخميس، 28 أغسطس 2014 11:15 ص
اليوم السابع ترصد عمليات العنف والجرائم  فى صفوف اللاجئين الأفارقة  بالقاهرة.. "لويس بويز» و«أوت لو» تشكيلات إجرامية لممارسة أعمال البلطجة والسرقة بالإكراه.. خبير أمنى يشدد على ضرورة التعامل عصابات «النيجرز»
تحقيق: هدى زكريا - ( نقلاً عن العدد اليومى)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عصابات الجنوب تركز عملياتها المسلحة فى عين شمس وألف مسكن وحدائق المعادى ومدينة نصر بسبب الوجود الأفريقى

«لويس بويز» و«أوت لو» تشكيلات إجرامية لممارسة أعمال البلطجة والسرقة بالإكراه

خبير أمنى يشدد على ضرورة التعامل بجدية مع جرائم اللاجئين الأفارقة حفاظاً على سمعة مصر الدولية

المكان: كوبرى القبة، الزمان: الثانية عشرة من منتصف الليل، الحدث: مجموعة شباب تتراوح أعمارهم بين العشرين والخمسة وثلاثين عاما يعتدون على مواطن من جنوب السودان باستخدام الأسلحة البيضاء ويجردوه من ممتلكاته.

هذا هو ما تعرض له الصحفى دينقديت أيوك على يد عصابات خلال الأيام الماضية، ليحتل بذلك رقما ضمن قائمة تضم 115 ضحية لتلك العصابات تتنوع جميعها ما بين جرائم اعتداء وسرقة وقتل وفقا لما رصده مركز كوش للدراسات الأفريقية.

«بمجرد خروجى من المنزل برفقة صديقى وجدت مجموعة شباب يتطلعون لنا بشكل غريب وفجأة اقتربوا منا واعتدوا علينا بالأسلحة البيضاء فى الوجه والساق وقاموا بسرقة كل ما نملك وعلى الفور تم نقلنا إلى المستشفى» هكذا يسرد دينقديت تفاصيل ما حدث.

ويقول: «سبق تلك الحادثة واحدة أخرى حيث هاجمتنى تلك العصابات نفسها وقاموا بسرقة هاتفى وما لدى من نقود تحت تهديد السلاح أيضا ولكنى تمكنت من الفرار منهم على عكس هذه المرة».

وطالب دينقديت السلطات المصرية وسفارة جنوب السودان بالقاهرة بملاحقة هؤلاء الشباب الذين يسيؤون لصورة كل مواطن جنوبى ويشيعون الفوضى والرعب فى صفوف اللاجئين والمقيمين الأفارقة فى مصر مشددا على تطبيق قوانين الدولة المضيف عليهم قائلا: لست متأكد إن كان هدف تلك العصابات هو بالفعل تصفية النشطاء والصحفيين لصالح أطراف بعينها خاصة أن الحادثة تكررت مؤخرا مع أربعة منهم ولكن هذا ما سيتضح بمرور الوقت.

«lost boys ،out law» جميعها أسماء تطلقها مجموعات مختلفة من شباب جنوب السودان على أنفسهم هنا فى مصر، لتكون ستارا يرمز لهم من خلال عمليات البلطجة والاعتداءات التى تحدث لأبناء الجالية واللاجئين من نفس الدولة ومن دول أفريقية أخرى فقط وليس مصريين.

وتتراوح أعمار الشباب المنتمين لتلك المجموعات ما بين خمسة عشر عاما وحتى منتصف الثلاثينيات، وهؤلاء الشباب قضوا فى مصر سنوات طويلة منذ أن جاءوا إليها مع أسرهم هربا من أشكال التمييز المختلفة التى وقعت عليهم فى بلادهم والتى دفعتهم لتقديم طلب اللجوء فى بلد آخر لحين إعادة توطينهم بشكل دائم فى أى دولة أوروبية موقعة على اتفاقية جنيف لحماية اللاجئين ولكن نتيجة تأثرهم بالثقافات الغربية وصعوبة توفر مصدر للرزق لهم لان الحكومة المصرية تمنع عمل اللاجئين، فقد سلك هؤلاء الشباب هذا الطريق للحصول على المال.

وتنتشر تلك المجموعات فى مناطق سكنية معينة مثل عين شمس، حدائق المعادى، مدينة نصر وغيرها حيث يكثر عدد اللاجئين الأفارقة هناك، ويعرفون بملابس معينة تميزهم تتسم بالطول والاتساع وسلاسل ذهبية وفضية تحيط أعناقهم.

تتشابه حال دينقديت مع الصحفى والناشط الحقوقى موسى قودا، المقيم فى مصر منذ أربعة سنوات هربا من الملاحقات الأمنية فى موطنه، حيث تعرض قودا فى ثالث أيام عيد الفطر الماضى لواقعة سرقة بعدما اقتحم مجموعة شباب عليه منزله فى منطقة الهرم وقاموا بالاستيلاء على ممتلكاته.

ويقول: كانوا ثمانية أفراد طرقوا باب المنزل بعدما تتبعونى لفترة، اعتدوا على بالضرب بالأسلحة وسرقوا هاتفى وأموالى، وقمت بتحرير محضر ولكن دون جدوى وحتى اليوم لم تصلنا أى أخبار جديدة عن ضبط هؤلاء المجرمين. ويضيف نتيجة ما حدث قام مالك العقار بطردى من المنزل بسبب خوفه أن يتكرر الحادث مرة أخرى ويتعرض السكان لأى أذى.

«لمجرد أنه رفض الانضمام لهم، قتلوه» بهذه الكلمات بدأت «ى. س» السودانية حديثها عن سبب وفاة ابنها ذى السبعة عشر عاما منذ أسبوعين، قائلة: كان فى طريق عودته برفقة أصدقائه من الكنيسة بعد آدائهم للصلاة وفجأة خرج عليهم مجموعة شباب، فأراد أن يهرب مع أصدقائه وأثناء هروبه اصطدم بسيارة طرحته أرضا فانهالت عليه تلك المجموعة باستخدام الأسلحة ومزقوا جسده.

وتضيف: عرفت من أصدقاء ابنى أن تلك العصابة كانت تضغط عليهم بشكل مستمر للانضمام لهم حتى يزداد عددهم ويتمكنوا من فرض سيطرتهم بشكل أكبر على الأفارقة ولكن ابنى رفض وكان هذا هو عقابه، وتابعت: بعد الحادثة قمت بتحرير محضر فى قسم النزهة ولكن دون جدوى أيضا ولم ألاحظ أى تغيير فى السلوك على ابنى فى الفترة الأخيرة لتكون مبررا لانضمامه لتلك العصابات فقط كان يدخن سجائر وليس أكثر من ذلك.

الور بيونق، مدير مركز كوش للدراسات الأفريقية، يقول نتيجة الظروف التى واجهناها هنا فى القاهرة جاء تأثرنا بالثقافات الغربية، ونحن ندين سفارة جنوب السودان لأن لديها علم بهذا الأمر الذى يحدث فى مصر منذ عشر سنوات، مضيفا: نحن أيضا كمركز ندين هذا الشىء ونطالب الحكومة المصرية بالتدخل، لأن الأمر تحول لقضية رأى عام فمن يرتكبون مثل هذه الأعمال هم شباب ينتمون لدولة لها سفارة هنا، وبإمكان السفارة بالتعاون مع السلطات المصرية أن تلقى القبض على من يعتدون على الآخرين بقصد التصفية وتقديمهم للعدالة.

ويتابع الور بيونق: طالما إن دواعش جنوب السودان بالقاهرة يتسمون بهذه الشراسة، فإننا نتوقع أن يتسببوا فى عزوف الناس عن السفر إلى مصر، وقد يعتدوا يوما ما على السفير نفسه وربما يتسببوا فى تعكير الحركة السياحية فى مصر لأنهم من يعتدون على الناس بهذه القسوة يمكن أن يفعلوا ذات الجريمة مع كل أجنبى ينحدر من دولة أفريقية، ويضيف مدير مركز كوش للدراسات الأفريقية: المجرمون عادة لا ينتصرون لأن ما ينتصر فى النهاية هو الحق، ولذلك فإن من يتخذون وسيلة الإرهاب وتصفية الآخرين سوف ينهزمون، ونحن نناشد أولياء أمور هؤلاء الشباب فى مصر وجنوب السودان بأن يجتهدوا بقدر الإمكان فى تهدئة أبنائهم.

ويكشف أن قضية عصابة النيجرز فى شوارع القاهرة أصبحت تؤرق مضاجع دولتنا برمتها، فلقد انهال هؤلاء المجرمون ضربا على كثير من الناس فى شوارع القاهرة، وقد سبق وأن اغتالت عصابة النيجرز نجل عضو الهيئة التشريعية «ألدو أجو» قبل أعوام، وسبق أن قامت بقتل شاب فى مقتبل العمر فى المعادى، كما نفَّذت جرائم تحرُّش وإساءة وأذى جسيم ضد كثير من الجنوبيين السودانيين المقيمين بالقاهرة.

ويضيف: سفارة جنوب السودان بالقاهرة تحتاج إلى بذل مجهود كبير فى هذا السياق، فالواضح أن أعضاء عصابة النيجرز فشل جزء كبير منهم فى الحصول على وثيقة الهجرة إلى الخارج، كما ترك معظمهم الدراسة وأصبحوا يتسكعون فى شوارع المدن المصرية، ويمثلون الجزء الذى يهدد حياة واستقرار المواطنين الجنوبيين فى القاهرة، مؤكدا أنه من واجب حكومة جنوب السودان أن توقع على اتفاقية تبادل المجرمين مع جمهورية مصر العربية؛ أو العمل بالتنسيق مع السلطات المصرية على إلقاء القبض على عناصر تلك العصابات وإعادتهم إلى البلاد فورا؛ لأنهم صاروا عارا على مجتمع جنوب السودان بالخارج، وفى جمهورية مصر العربية على وجه التحديد.

هذا النوع الجديد من الحوادث العنيفة رصدته عدد من المنظمات الحقوقية ويتحدث عنه السودانيون، على استحياء وربما لا تهتم به الدولة المصرية فى ظل حالة من الانفلات الأمنى الحالية ومحاربة الإرهاب.

فتترك الشرطة الأمور مبررة هذا بقولها «تحلوا أموركم مع بعض» أو تتدخل فقط فى حالة كان الاعتداء موجهاً من أحدهم ضد مصرى، أو من مصرى ضدهم.
ليدخل اللاجئون هنا فى مشكلة إضافية تضاف إلى مشاكلهم الكثيرة.

مؤسسة نظرة الحقوقية أعدت ورقة بحثية رصدت ما يحدث من حوادث للسودانيين فى منطقة المعادى وتقول مى عبدالرحيم أحد الباحثات إن «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين» وعدت عددا منهم بالسفر لأمريكا للاستوطان هناك بعد الحرب فى السودان بين الشمال والجنوب، وفى نفس الوقت بدأت كنيسة سانت أندرو تعد لهم برامج تعليمية، من تعليم لغات وموسيقى فى مصر.

وتضيف عبدالرحيم «شملت البرامج التى أعدتها الكنيسة تعليم لغتهم السودانية الأصلية للحفاظ على أصولهم، إضافة إلى تعليم اللغة الإنجليزية، وموسيقى مما ساعدهم على تعليم موسيقى الراب الأمريكية».

وتوضح عبدالرحيم أن عددا منهم تأثر بالحياة الأمريكية ومن بينها تكوين فرق راب، وارتداء ملابس تشبه ملابس «gangs»، وبدأوا يسمون أنفسهم بأسماء فرق «الراب الأمريكية» وهى مثل فرق «لوست بويز» «lost boys»، أو الأولاد الضائعون، و«out law» أو الخارجين عن القانون.

وتستطرد حديثها قائلة إن هذه الفرق تحولت إلى «جماعات مسلحة تدافع عن نفسها بسبب حالة الانفلات الأمنى ورفض الشرطة مساعدتهم، وتتراوح أعمارهم بين 15 و30 عاما، ويتمركزون فى المناطق التى يزيد بها عدد السودانيين مثل عين شمس والمعادى، وألف مسكن».

وتؤكد الناشطة الحقوقية إن هذه الجماعات لا تستهدف أشخاصا بعينها أو وفقا لأسباب بعينها ولكنها تقتصر فقط على أسباب متعلقة بالسرقة أو مشاجرات فردية تحاول فيها كل مجموعة إثبات قوتها للطرف الآخر، وينتج عنها فى كثير من الأحوال وفيات ويحدث تكتم شديد عليها خوفا من تكرار الحوادث أو تعرض أهالى المتوفين لخطر جراء ذلك.

وتشير الناشطة الحقوقية إلى أن التحول فى تعامل الأمن مع السودانيين بدأ منذ استخدام القوة فى اعتصام مصطفى محمود ومن وقتها يرفض الأمن التدخل فى أى مشاكل تخصهم وهو ما دفعهم لاستخدام السلاح للدفاع عن أنفسهم، إضافة إلى نظرة المجتمع لهم وما يقوله المصريون عنهم بأنهم رائحتهم سيئة، وأنهم السبب فى ارتفاع أسعار شقق الإيجار فى المنطقة، وبالتالى فتحولوا إلى عبء على السكان.

التواصل مع واحد من هذه الجماعات أمر صعب، واقتصرت محاولتنا من خلال مقابلة بعض السوادنيين الذين أوصلونا بعدد من المقربين منهم مقابل مبالغ مالية نقدمها لهم، على أن نتحمل المسؤولية كاملة فى تأمين أنفسنا مما جعلنا نبعد عن هذه الفكرة.

واقتصرت المعلومات التى جمعناها عن الحالات التى تعرضت للاعتداء، قابلنا واحد من المصابين الذى تعرض للسرقة، وقال «م. أ» الذى تحتفظ «اليوم السابع» باسمه أنه تعرض للضرب بآلة حادة والسرقة أثناء سيره فى أحد الشوراع فى منطقة المعادى.

«م. أ» سودانى شمالى ورفض أن يحرر محضرا بالواقعة خوفا من تعرضه للاعتداء مرة أخرى هو أو أى من أفراد عائلته.

ويقول: «كنت أسير ليلا ووجدت مجموعة تترصد لى وتحاول ضربى تركت ما معى خوفا من قتلى، فقاموا بالاعتداء على».

يعانى الشباب السودانيون من اضطهاد، فى دراستهم بالمدارس العادية مع المصريين لذا فتخصص لهم الكنيسة مدراس خاصة داخلها مع مدرسين من القساوسة الأجانب.

قابلنا أحد المدرسين الإيطاليين بالمدرسة القس الإيطالى الجنسية تحتفظ «اليوم السابع» باسمه خوفا من تعرضه للمخاطر كانت لديه معلومات عن هذه الجماعات، ويدرس للطلاب الذين ينضم عدد منهم لهذه الجماعات، ولكنه رفض الحديث عنهم أو حتى الإشارة إلى ما يحدث منهم.

أيضا قابلنا عددا من المدرسين السودانيين تحتفظ «اليوم السابع» باسمائهم خوفا من تعرضهم للمخاطر بالمدرسة الذين أكدوا أن هذه الظاهرة موجودة منذ فترة وأن هؤلاء الشباب الذين ينضمون لهذه المجموعات يتواجدون بمناطق متفرقة فى «عين شمس والمعادى وألف مسكن»، ويعتادون على ممارسة العنف، والجميع يعلم بذلك سواء المفوضية أو السفارة السودانية ومع ذلك لا يتحركون تجاههم.

كارمن صخر المسؤول الأول للحماية الدولية بجمهورية مصر العربية لشؤون اللاجئين، قالت إن المفوضية لم تخصص برامج لسفر اللاجئين السودانيين لأمريكا.

وأكدت صخر أن المفوضية تستقبل طلبات اللجوء من أفراد تحدث حروب فى بلادهم بسبب الحروب، ولكنها لا تقدم وعودا بالسفر وإعادة التوطين إلا لعدد معين من الأفراد تنطبق عليهم شروط اللجوء وإعادة التوطين، فى دول أخرى.

ووفقا لصخر فبرنامج إعادة التوطين فى المفوضية أعاد توطين 2000 شخص فقط، من أصل 56 إلى 57 ألف لاجئ وطالب اللجوء مما يؤكد أن فرص إعادة التوطين محدودة.

وترجع صخر أسباب تكوين هذه الجماعات إلى ما يحدث لهم داخل المجتمع من عنف واضطهاد وما يعيشون فيه من عنف عائلى ومجتمعى، إضافة إلى حرمانهم من فرص التعليم والفقر الذى يعيشون به.

وأكدت صخر أن المفوضية لا تعلم عدد السوادنيين الذين يكونوا جماعات أو عصابات، خاصة أنه ليس كل اللاجئين السودانيين مسجلين بالمفوضية ولكنها عادت تقول أن عددا من المسجلين لديها يشتركون فى هذه الجماعات ولكن ليس بنسب كبيرة، ولكن المفوضية ترفض هذا خاصة أنه وفقا لقانون 1951 الذى يخضع له اللاجئين فعليهم احترام قوانين دولة اللجوء وعدم خرقها بتكون هذه العصابات فهذا القانون يتيح لهم حقوق وواجبات عليهم الالتزام بها.

ومن جهته فإن اللواء محمد عبدالفتاح عمر، الخبير الأمنى، شدد على ضرورة أن تهتم وزارة الداخلية بمثل هذه القضايا حتى لا تتكرر هذه الجرائم ويزيد عددها فى المستقبل ويصعب السيطرة عليها، قائلا: للأسف الشديد التعامل الأمنى مع مثل تلك المشكلات يكون قاصرا على تحرير محاضر وبلاغات تنتهى غالبيتها بالحفظ دون اهتمام ولكن يجب أن يعى الجميع أن حماية أى لاجئ مقيم فى هذا البلد هى مسؤولية الجهات المعنية التى يجب أن تطبق معهم القانون مثلما يحدث مع أبناء البلد الأصلى.

عمر ناشد وزير الداخلية بضرورة أخذ مثل تلك القضايا فى الاعتبار حتى إن كانت مصر مليئة بالمشاكل الأمنية الأخرى، لأن هذه الجرائم ستضر بسمعة مصر الدولية فى حماية اللاجئين وتؤثر بشكل سلبى على السياحة ومن ثم الدخل القومى.





الصحفى دينقديت أيوك الذى تم الاعتداء عليه من قبل عصابات «النيجرز»












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة