وفقى فكرى يكتب: لماذا غدا؟

الخميس، 28 أغسطس 2014 08:12 م
وفقى فكرى يكتب: لماذا غدا؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ألم يكن اليوم غداً ثم جاء فقلنا غداً إن شاء الله نفعل ولم نفعل شيئا، إن الغد باب المستقبل ومع المستقبل نبدأ بالتسويف وتقديم مشيئة الله على كل طموحاتنا وآمالنا ولكننا اكتفينا بالتواكل على الله ولم نقدم لأنفسنا شيئا سوى الأمنيات، غالباً ما نرجو أن يكون الغد القريب لنا لا علينا، نطمح أن نحقق فيه الكثير والكثير ثم يأتى الغد فلا نفعل مما دعونا به إلا تأجيل الدعاء إلى اليوم الذى يليه وربما لن يأتى اليوم الذى نطمحه حتى يأتينا اليقين.

إن عزمت فتوكل على الله، هكذا علمنا ديننا، فالتوكل يلازمه العزيمة والعمل يلازمه الجهد والعرق، وإن أجلت عمل اليوم إلى الغد فستؤجل عمل الغد إلى مالا نهاية ثم تجد نفسك فى النهاية طوفت فى دائرة مفرغة لا توصلك إلا لخيبة الأمل وضياع الأيام ومن ذهب يومه ذهب بعضه ومن ذهب بعضه أوشك أن يذهب كله كما قال الإمام الحسن البصرى.

نحن نعلّم أطفالنا التفاؤل ونشجعهم على فعل مانريد بأن نعدهم بالغد، نقول لهم غداً إن اجتزتم الامتحان فسوف نشترى لكم الهدية التى تحبونها، نزرع فى أولادنا الصغار الأمل فى المستقبل ونقلعه من داخلنا، سمعنا من آبائنا عن الغد واعتقدنا أنه بمجرد أن يأتينا لن يسعنا إلا أن نمد أيدينا لنلتقط ما حلمنا به فلا نجد إلا السراب حتى تحولنا إلى عجزة وعالة على المستقبل ولم يعد المستقبل يطيقنا ولم نعد نثق فى مستقبلنا، فخبنا وخاب أملنا وأصبحنا نلوم على كل شىء إلا عجزنا وفشلنا فسميناها قلة حيلة وعلقنا الأسباب كلها على الزمن.

ياصديقى ليس الزمن هو المخطئ وليس الغد هو السبب فيما نحن فيه، إنما خُلق الله الغد ليبعث فينا الأمل والرغبة فى اكتشاف كل جديد، أفعل اليوم ما تستطيع على أقصى ما تملك من طاقة فاليوم حين يأتى يناديك "يابن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمنى فإنى لا أعود إلى يوم القيامة" ، اغتنم يومك ولا تنتظر الغد فربما يكون اليوم هو آخر عملك وإن جاءك غدك فقد أضفت إلى إنجازك إنجازا جديدا ونجاحا آخر، لا تحول الغد إلى معول هدم، بل اجعله بارقة أمل نحو تحقيق طموحك ودليل على رغبتك فى أن تحيا حياة لها هدف، حياة صالحة تجعلك ترضى عن نفسك وعن عملك وترفع من قدرك وقدراتك.

لماذا تقول غداً أفعل، قل اليوم أفعل مثلما فعلت أمس وغداً سأفعل أفضل مما فعلت اليوم وسابق نفسك على فعل الصواب ولا تقلل من نفسك أو من عملك، فالعمل مهما قل مستواه فهو حتماً يرفع شأن صاحبه وينقله من درجات سلم الحياه الدنيا إلى الدرجات العلا، لا تنظر إلى من أضاع حاضره ومستقبله فتحسر على ماضيه وكن ممن يقتدى بمن اغتنم حاضره وعمل لمستقبله فحصد ماضٍ يتحدث عنه التاريخ وتتناقله الأجيال، كن أول من يبدأ من اليوم بالتحرك خطوة نحو العمل، لا تنتظر غداً وسيرفعك الله بعملك درجات وسيأتى الغد ليرفعك أكثر وأكثر، هيا معاً نبدأ وندعو من نحب لنبدأ بالتفاؤل نحو العمل فبالعمل وحده تحيا الأمم وترتقى الأنفس.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة