مثقفون: رواية "السلفى" لعمار على حسن عريضة اتهام فنية ضد التطرف

الخميس، 28 أغسطس 2014 02:05 م
مثقفون: رواية "السلفى" لعمار على حسن عريضة اتهام فنية ضد التطرف غلاف رواية السلفى
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتبر عدد من النقاد والأدباء أن رواية عمار على حسن الأخيرة "السلفى" الصادرة عن "الدار العربية للكتاب" عريضة اتهام فنية جريئة ضد تنظيم داعش وإخوانه، وأنها صيغت بتقنيات وتقاليد مختلفة فى الشكل، وعبر لغة سردية رهيفة، وحس صوفى، وعرض لرؤى مثيرة للجدل، تأتى فى وقت مهم يواجه فيه العالم بأسره خطر الإرهاب المؤسس على تصورات دينية فاسدة.

وقالت الدكتورة ثناء أنس الوجود، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس، فى سياق ندوة استضافتها "ورشة الزيتون" لمناقشة الرواية، إن الهندسة السردية فى الرواية تزاوج بين واقع معيش، وآخر افتراضى أو فنتازى، وتعتمد على راو غير تقليدى، لديه مخزون من اللغة الثرية، والقيم الاجتماعية والموروث الشعبى، والطريقة المصرية فى التدين، ويتنقل بين الريف والمدينة ويغرف من أحوالهما الكثير.

وأضافت "أنس"، أن شخصيات الرواية تنقسم إلى ثلاثة أصناف، سلفيو الفكر من الجامدين المحبوسين فى بطون الكتب القديمة، ينبت من بينهم إرهابيون يحملون السلاح ويقتلون بلا ورع ولا تحسب، وصوفيون يؤمنون بالحدس والتذوق، وشخصيات مصرية عادية تعرض تدينها المعتدل فى وجه التطرف والتشدد والإرهاب، وقد صنع الكاتب منها لوحة اجتماعية كاملة فى وجه التدين المغلوط.

ووصف الناقد ربيع مفتاح، الرواية بأنها لوحة أدبية زاخرة بالرؤى الاجتماعية والسياسية يقف خلفها حس روائى جلى، وتصنع نصًا مفتوحًا على تأويلات متعددة، يقع فى قلبه بطل تتماهى شخصيته مع شخصية مصر بأسرها، مشيدًا بشجاعة الرواية ابتداء من عنوانها الواضح حتى مضمونها الذى ينطوى على ما يفند ويبدد التصورات الدينية المتطرفة، وواصفا إياها بأنها "متفجرة جماليا ومعرفيا".

وأوضح الروائى الدكتور محمد إبراهيم طه، أن بناء الرواية مختلف حيث يعتمد على الحكايات الطولية التى تربطها وحدة الراوى والمكان والفكرة ونبوءة الشيخة الصوفية التى تحولت إلى إحدى وعشرين عتبة تقطعها الرواية من البداية وإلى النهاية، وقال "كل عتبة تصلح رواية بمفردها لكن ما يربط بين العتبات خيط سردى محكم وعالم ساحر ورؤية مهمة فى وقتنا هذا الذى نواجه فيه داعش ومن على شاكلتها".

من جانبه وصف الكاتب والسياسى أحمد بهاء الدين شعبان، المنسق العام لـ"الجمعية الوطنية للتغيير" الرواية بأنها "طلقة فى معركتنا من أجل تحرير روح مجتمعاتنا من آثار داعش ومثيلاتها من الجماعات والتنظيمات المتطرفة"، وقال "الرواية تزاوج بين الجمال الفنى والاستبصار السياسى".

واستعرض الشاعر شعبان يوسف منسق ورشة الزيتون الأعمال الأدبية لعمار على حسن وقال إن "السلفى" لبنة فى بناء أدبى تكمل ما قبلها وتمهد لما بعدها، واصفًا إياها بأنها "تتسم بلغة رهيفة شفافة وبناء محكم رغم التجديد فى الشكل"، وقال "الكاتب يعتمد على المعرفة العميقة بالواقع المصرى والقدرة الفنية على صياغة الشخصيات بصيغة جمالية لافتة".

وقالت الناقدة سامية أبو زيد إن "عتبات الرواية تقدم عريضة اتهام من واحد وعشرين بندًا ضد الجماعات الإرهابية وفى مطلعها داعش، مشيرة إلى أن الرواية "تحفل بالشخصيات المؤثرة فى خطها الدرامى بما فيها الشخصيات الثانوية".

جدير بالذكر أن "السلفى" هى الرواية السادسة لعمار على حسن بعد "شجرة العابد" و"سقوط الصمت" و"حكاية شمردل" و"جدران المدى" و"زهر الخريف"، علاوة على ثلاث مجموعات قصصية هى "عرب العطيات" و"التى هى أحزن" و"أحلام منسية".

وللكاتب نحو تسعة عشر كتابا فى النقد الأدبى والتصوف وعلم الاجتماع السياسى، نال عن مجمل أعماله العلمية جائزة الدولة للتفوق، فيما نال جائزة الشيخ زايد للكتاب فى فرع التنمية وبناء الدولة، فيما نال فى مجال الأدب جائزة اتحاد كتاب مصر فى الرواية وجائزة الطيب صالح فى القصة القصيرة، وكذلك جوائز "أخبار الأدب" و"غانم غباش" و"جامعة القاهرة" فى الفن ذاته.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة