تيمور المغازى يكتب: صُحبة الحياة

السبت، 23 أغسطس 2014 07:10 ص
تيمور المغازى يكتب: صُحبة الحياة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أروع الحياه عندما تجد اُناسا تبحث عنهم ويبحثون عنك، لتبدأ بهم مرحلة جديدة من الحياة، فبهم ومعهم تحلو الحياه، يتميزون بأرقى الصفات كالإخلاص والاحترام والتقدير، قليلا ما تجد الأصدقاء الذين يوصفون بهذه الصفات بعيدا عن المنفعة والاستغلال، نبحث دوما عن هولاء وسط براكين من الخداع والمكر فنجد قليلا منهم من يعطيك الصدق بين صفاته والوفاء من خصاله، هنا يكون للصداقه معنى يرتبط بالحياة.

من منا لم يُخدع من صديق ويشرب من كأس الخيانة، انعدم معنى الوفاء نتيجة انشغال كل منا بنفسه دون غيره.

إن تعاليم الأديان السماوية رسخت بداخلنا قديما معنى الصداقة والصحبة، تجد أصحاب الرسول (ص) وصفهم الله عز وجل بالرجال الذين عاهدوا الله ورسوله وصدّقوه، أمثلة كثيرة فى الحياة نعيشها من انتشار أسوء ما فى الأخلاق، ولكن الأمل موجود وممدود بوجود اُناس تربوا على الخُلق الحميد، هنا تكون الصحبه والسعاده الدُّنيويّة.

الصحبة فيها معانى سامية فهى للخير، وعلى الخير، فى الخير واقعاً، وعلى الخير مستقبلاً، وقد يكون ذلك محل اتفاق من الجميع قولاً أو فعلاً فأصناف الناس تختلف باختلاف تربيتهم وأخلاقهم.

ولذلك يؤكد علماء النفس والاجتماع أن أبناء المجتمعات أصبحوا فى حاجة ماسة إلى تأسيس صداقة أساسها العاطفة الصادقة والوفاق، وتقارب وجهات النظر والاهتمامات، وتجنب العلاقات الواهية التى تحكمها المصالح المتبادلة أو مصلحة من طرف واحد. يقول أحد علماء علم النفس، إن الكثيرين منا يحتاجون بين حين وآخر إلى شخص يستطيعون أن يرووا له قصة حياتهم بالتفصيل دون الإحساس بالحرج، ويحتاجون لشخص يثقون به، ولا يخجلون من مناقشة أدق أمورهم ومشكلاتهم الخاصة معه.

وتشير الدرسات النفسية إلى أنه من الخطأ الاستسلام لفكرة عدم وجود صداقة حقيقية، أو أنها عملة نادرة فى طريقها للزوال، بل على الشخص القيام بمحاولات جادة لإقامة صداقة على أساس سليم.

إن أول أسس الصداقة هى أن يكون الشخص صادقا مع نفسه، ومع الآخرين، وقادرا على تفهم جوانب وأبعاد شخصيته وخفض سلبياتها إن وجدت؛ فالأشخاص غير القادرين على تفهم أنفسهم، وتقبل جوانب النقص فيهم، لا يستطيعون إقامة صداقات سليمة مع الآخرين.

أما عن كيفية التفرقة بين الصداقة الحقيقية وصداقة المنفعة والعلاقات العابرة يقول د.كنيدى أخصائى علم النفس إن هناك أشخاصا نمضى معهم أوقاتا سعيدة أثناء الخروج إلى نزهة أو ممارسة رياضية أو نشاط معين معا، وعند انقضاء النزهة أو زوال السبب فى المشاركة تصبح الصحبة غير محتملة، يصعب خلالها تبادل الأفكار أو إجراء حوار شخصى.. إذن هؤلاء الأشخاص لا يمكن اعتبارهم أصدقاء لمنفعة معينة. فمن هو الصديق الحقيقى؟ اعلم أن الصديق الحقيقى هو الذى يبقى قريبا من النفس رغم كثرة مشاغل الطرفين، فتجده إلى جوارك، أوقات المحن المادية والاجتماعية حتى لو اختلفت وجهة نظر الصديقين فى قضية عامة أو مذهب سياسى وهكذا كان بعض اراء علماء علم النفس والاجتماع.. ولذلك عليك الاهتمام بتكوين الصداقات الصادقه والبعد عن من لا يعرفون قيمتها الحقيقية وأهميتها الكبرى لدى الإنسان.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Mahmoud Mounir

تناقض

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة