أحمد الشاذلى يكتب:التعليم العالى والتجارة بالطلبة لصالح التعليم الخاص

السبت، 23 أغسطس 2014 06:16 م
أحمد الشاذلى يكتب:التعليم العالى والتجارة بالطلبة لصالح التعليم الخاص صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"المافيا" مصطلح يطلق على عصابات تمارس الجريمة المنظمة التى تدار وبشكل سرى فى تنظيمات مختلفة ومنها مافيا السلاح, ومافيا المخدرات, ومافيا الأعضاء البشرية التى تمارس جميعها الأعمال غير المشروعة فى سرية تامة بعيد عن أعين الرقابة , ولكن هل سمعت يوماً عن مافيا التعليم العالى التى تمارس نوعاً جديداً من المافيا وهى تجارة الطلبة إلى الجامعات والمعاهد الخاصة؟


ما أردت تسليط الضوء عليه فى هذا المقال هى قضية قد تكون من أخطر القضايا التى تواجه المجمتع المصرى الآن ولا يكاد منزل يخلو منها وتمر بعدة مراحل:

المرحلة الأولى: وهى أن أبناءنا عند التحاقهم بمرحلة الثانوية تتجدد لديهم أحلام وطموحات وكل منهم يكون بداخله رؤيته الخاصة للمستقبل التى يريد أن يعيشه ويهنأ به, ولكن عند حلول امتحانات شهادة إتمام المرحلة الثانوية ودخول الطالب إلى لجنة الامتحان الأول يُفاجئ أن الامتحانات صعبة إلى حد كبير، وأتحدث هنا عن الطالب المتوسط, والذى قد يكون أحلامه وطموحاته بسيطه فبدلاً من أن نقف بجواره ليُضاعف من قدراته نُزيده أحباطاً ويأساً من أول ايام الامتحانات, حتى وإن كان قادراً على بلوغ المواد التى تلى الامتحان الأول، فالحالة النفسية التى تكونت لديه جراء الامتحان الأول والصورة التى تكونت بمخيلته عن باقى الامتحانات القادمة فلن تتغير ولن تجعله يبلغ بقية هذ الامتحانات، فإن كان مثلاً قادراً على الحصول على نسبة 85 % بالمجموع الكلى, فلن يستطيع حتى بلوغها بالرغم من كم المصاريف التى قد صُرفت عليه فى هذه المرحلة وتعب الأباء وسهر الامهات بجوار أبنائهن فتكون الصدمة الاولى هى صدمة المجموع.

المرحلة الثانية: وهى مرحة التنسيق, فبعد إعلان نتيجة الثانوية العامة وتقبل الطالب لمجموعة تأتى الصدمة الثانية وهى أن التنسيق مرتفع جداً ولن يقدر الطالب على دخول حتى الكلية التى كان يحلم بها, وهنا يتم فتح باب التنسيق للجامعات والمعاهد الخاصة قبل الجامعات الحكومية بيوم واحد مثلما حدث هذا العام، فمرحلة التنسيق أعتبرها مرحلة ابتزاز للطالب وأسرته فإن كان الطالب وأسرته لا يقدرون على تحمل مصاريف الكلية التى يحلم بها الابن داخل إحدى الجامعات الخاصة, فسيلجأ الطالب إلى أى كلية فى التنسيق متساوية مع المجموع الذى قد حصل عليه وهنا يُدمر الطالب للمرة الثانية لدخوله كلية لا يرغبها لمجرد حصولة على أى شهادة جامعية.

وهنا سؤل محير لماذا وزارة التعليم العالى تأخر تقديم الطلاب إلى الجامعات الحكومية لسحب الملفات للالتحاق بكلياتها المختلفة حسب التنسيق بيما الجامعات الخاصة تعمل بكافة طاقتها بعد نتيجة ظهور المرحلة الاولى وتحديداً من يوم 3/8/2014؟

ولماذا توزع إعلانات الجامعات الخاصة أمام الجامعات الحكومية حتى الآن على الرغم من عدم بدء تسجيل الالتحاق ببعض الكليات الحكومية والمؤجلة إلى أوائل الشهر القادم؟ هل هذا لسحب الطلاب إلى الجامعات الخاصة بسبب تأخر التقديم فى الجامعات الحكومية ولماذا التأخيرهل هذا التأخير فى مصلحة الطالب أم مصلحة الوزارة ومصلحة التعليم الخاص ؟

بالطبع أراه فى مصلحة الوزارة لأن كل طالب يلتحق بالجامعات والمعاهد الخاصة تخصم نسبة من المصرفات لصالح الوزارة، فإن كان عدد الطلاب داخل الجامعات والمعاهد الخاصة كبيراً كلما زادت النسبة وكلما كانت الجامعة أو المعهد مصاريفهم أعلى، كلما ارتفعت قيمة النسبة فكل ذلك يصب فى مصلحة الوزارة.

وبذلك فإن نسبة الالتحاق بالجامعات والمعاهد الخاصة قد تفوقت هذا العام على الأعوام الماضية, ويرجع فى ذلك إلى انخفاض نسب القبول فى الجامعات الحكومية، ومع ذلك فقد ارتفعت مصرفات التعليم الخاص هذا العام من خمسة إلى عشرة بالمائة ليصب ذلك فى مصلحة مافيا التعليم التعليم العالى والتعليم الخاص.


المرحلة الثالثة: أما بعد أن أجُبر الطالب على دخول مجال لا يرغب فيه لمجرد حصوله على شهادة جامعية بمجال لايرغب به من البداية فتجده حاملاً لشهادة ولا يعمل فى مجال تلك الشهادة.
وعلى الجهة الأخرى من التعليم الخاص فتجد أغلب الشركات تختار من يعمل لديها من حاملى الشهادات الحكومية, فكيف ذلك وطرفى المعادلة غير متساوى فالطلبة الحاصلون على شهادات حكومية أغلبهم حاصلون عليها فى مجال لا يرغبون به من البداية فكيف سينجح فى هذه الشركات إن تمكن من العمل فيها فهذا قد يؤدى بالشركة إلى الخسارة الكبرى وطرد هذا العامل.


وبهذا فأنتم ياسادة قد دمرتوا أجيالاً وأجيالا بسبب السعى وراء المصالح الشخصية فنحن الآن أمام مافيا تُمارس نوعاً جديداً من الارهاب وهو الارهاب الفكرى للطالب.








مشاركة

التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

والد طالب

انا احترم هذا المقال الحقيقى وللأسف الشديد لم يأخذ مكانه الطبيعة فى اليوم السابع

عدد الردود 0

بواسطة:

طالبه تمارس هذه المراحل القاسيه وتألمت كثيرا من هذا الواقع

احترم هذا المقال وللأسف لابد ان يكون فى الصداره لكى يراه الجميع

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد خليفة محمد

نحن في حاجة لاكثر من هذا المقال

عدد الردود 0

بواسطة:

ايهاب احمد

حرام والله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة