المفتى: التنمية الشاملة هى المدخل الحقيقى لتصفية الفكر المتطرف

الجمعة، 22 أغسطس 2014 04:23 م
المفتى: التنمية الشاملة هى المدخل الحقيقى لتصفية الفكر المتطرف الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد فضيلة الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن دار الإفتاء المصرية ليست بمعزل عن هموم الشعب المصرى، وأن الفتاوى الصادرة عنها تعد ترجمة حقيقية للحراك الذى يحدث فى المجتمع المصرى بكافة شرائحه، مؤكداً أنَّ سبيل الخروج من حالة البلبلة الناجمة عن فتاوى غير المتأهلين هو تبصير جماهير المستفتين بثقافة الاستفتاء الصحيحة والرجوع إلى الشروط التى حددها الشرع فيمن يتصدى للفتوى، مشدداً أن الفتوى دين وعلى كل طالب فتوى أن يبذل الجهد فى التحرى والتدقيق فيمن يأخذ عنه الدين والفتوى.

وأوضح مفتى الجمهورية، فى بيان له اليوم، أن من أهم الشروط التى ذكرها العلماء فيمن يتصدر للفتوى امتلاكه للعلم الشرعى، وهو ما يعبَّر عنه فى واقعنا الـمعاصر بـ"التخصص"، مشددا على أن التخصص يعنى أن يكون من يتعرض للإفتاء قد دَرَس الفقه والأصول وقواعد الفقه دراسة مستفيضة، وإتقانه لمهارات الفتوى التى تتمثل فى الوصل بين الواقع والمصادر الشرعية.

كما أوضح فضيلة المفتى، أن إدراك الواقع بعوالمه المختلفة يعد أحد العناصر الأساسية التى يقوم بها المفتى للإدلاء بالفتوى سواء الواقع السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى فلا بد أن يكون مدركاً لهذا الأمر وإلا فلا يصح له أن يفتى دون إدراك ومعرفة دقيقة بالواقع.

وأضاف المفتى، أن من أهم الأشياء التى يمكن أن نحصن بها الفتوى هو أن نعرف أن الفتوى ليست مجرد معارف وإنما صناعة ومهنة، مشيراً أن ذلك يقتضى أن يتوفر فيمن يقوم بها التعليم والتدريب والتربية لأن أهل المهنة هم الذين يضعون معايير هذه المهنة وكل مهنة لها خصائصها التى تتميز بها عن غيرها من المهن ولها المهارات التى لابد أن تتوفر فيمن يقومون بها.

وحول ظاهرة التطرف الدينى الذى يدفع ببعض الشباب إلى انتهاج العنف أكد فضيلة المفتى، أن هناك جذوراً اقتصادية واجتماعية وثقافية للتطرف الدينى الذى يتشكل فى ظل الفقر والبطالة وفى الأحياء العشوائية، وهى بيئة لا توفر ضرورات الحياة لمن يعيش فيها، ولا توفر له التعليم الكافى أو النسق الأخلاقى المناسب، مما يسهل اصطياده وتلقينه أفكاراً خطيرة تنسب إلى الدين، والدين منها براء مثل تكفير المجتمع وتبرير العنف، موضحاً أن الدراسات العلمية أكدت أن التنمية الشاملة هى المدخل الحقيقى لتصفية الفكر المتطرف، وأن توفير فرص العمل وضرورات الحياة تهيئ المجتمع للقدرة على محاصرة الفكر المتطرف.

واستطرد مفتى الجمهورية أن هذه المعالجة الاقتصادية والاجتماعية تظل قاصرة عن احتواء الظاهرة ما لم يكملها جهد ثقافى لنشر الوعى الدينى للشباب والفئات المهمشة وتغذية وجدانهم بالقيم الدينية الصحيحة.

وأكد المفتى، أن وسائل الإعلام تلعب دورا لا يستهان به فى هذا الصدد لتعريف الناس بما يعيشه المجتمع من مشكلات وأسبابها، وكيفية علاجها، وتقديم المثل والقدوة الحسنة للناس، وشرح الدين على نحو صحيح يساعد الناس على السلوك القويم مضيفاً أننا لا يجب أن ننسى دور المدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة فى القيام بدور أساسى فى التربية والتنشئة بهذه القيم وبالفهم المستنير للدين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة