علا بركات تكتب: عزيزى مصيف اليوم الواحد

الخميس، 21 أغسطس 2014 06:54 م
علا بركات تكتب: عزيزى مصيف اليوم الواحد صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السلوك الحضارى ليس له علاقة بالمستوى المادى
انتشرت فى بلدنا نزهة اليوم الواحد
مصيف اليوم الواحد
معرض الكتاب ليوم واحد
وكنتيجة حتمية لاختلاط عدد كبير جدا من الثقافات الإقليمية فى نفس المكان اكتشفنا وجود سلوكيات لم نكن نعرف أنها مازالت موجودة
فعلى سبيل المثال حديثى لمصيف اليوم الواحد :
لك الحق أن تحضر معك طعامك وشرابك وتسليتك وكل ما تريد لكن ليس من حقك أن تلقى ببقايا حلة المحشى أسفل كرسيك أو كرسى من بجوارك لندوس عليها، ونتقزز من رائحتها وتلوث بها الشاطئ فلا يستطيع العاملون به تنظيفه، لأن غيرك سوف يحضر باكرا صباحا قبل البدء فى عملية التنظيف
من حقك اصطحاب أطفالك الرضع وجعلهم يتمتعون بالبحر، لكن ليس من حقك أن تغيرى لهم البامبرز وتنظفيهم تحت الدش الذى يستعمله الجميع ثم تلقى بالبامبرز المتسخ إلى جوار هذا الدش ليدوس عليه الجميع، من حقك أن تدخلى إلى الحمام لتغيير ملابسك المبلولة قبل عودتك إلى بلدك لكن ليس من حقك استغلال الوقت والماء لغسيل تلك الملابس من الماء المالح وهناك المئات بانتظار فرصة لتغيير ملابسهم بسرعة ليستطيعوا العودة إلى منازلهم ( عرفنا أنك نضيفة وقشطة ومبتستحمليش تشوفى حاجة مش نضيفة ولازم تغسليها فورا) انتظرى عدة ساعات حتى تصلين إلى منزلك وقومى بغسل كل ما تريدين واعطى الفرصة لغيرك ليستعمل الخدمة العامة مثلك.

من حقك التبول فى البحر لعدم وجود حمامات كافية لخدمة هذا العدد الكبير من المصطافين يوميا، ولكن ليس من حقك ان تفعل اكثر من ذلك ( واظن فاهمنى من غير توضيح )
من حقك شرب ما تريد من زجاجات عصير وكولا وحتى بيره لكن ليس من حقك كسرها وتركها على الشاطئ لتدخل فى أرجل المصيفين الحفاة الذين يريدون التمتع بالرمال الساخنة
من حقك التمتع بالبحر كما شئت، لكن ليس من حقك "البحلقة" فى كل واحدة داخل وخارج البحر لترى كيف التصقت ملابسها عليها، ولا من حقك تنبيه أصحابك بصوت مسموع وبكلمات قبيحة ليشاهدوا ما تريد .. فللنساء أيضا الحق فى التمتع بالبحر دون أن تخترقها عيون حضرتك لأننا نشعر بالحر أيضا مثلك ونزولنا البحر بالجلابية أو بنطلون وتى شيرت وليس مايوه دليل قوى على أننا نحترم أنفسنا ونريد بعض الحرية.

إذا كنت معتادا على التحرش لفظيا وجسديا بالبنات فى كل مكان فليس من حقك أن تفعل ذلك فى البحر ببساطة لأن أى مكان يمكن للفتاة الهروب من سآله حضرتك بسرعة لكن فى البحر ليس لها مكان تذهب إليه.
الشاطئ ليس غنيمة يملكها الأقوى فتفرض على الجميع السمع والطاعة فحاول ألا تستغل امتلاكك لعضلات مفتولة أو صوت جهورى لأخذ ما ليس لك.

من حقك أن تقتنى كلبا أو مجموعة من الكلاب أو حتى حصانا أو حمارا، لكن ليس من حقك اصطحابه للبحر ليستحم ويخيف الجميع ويقضى حاجته على الملأ.

إذا كنت من عشاق روكا وأورتيجا أو عمرو دياب أو غيرهم فمن حقك أن تستمع إليهم كما تريد، ولكن ليس من حقك أن تأتى معك بمكبرات صوت عملاقة وتسمع بصوت عال لتسمع الشاطئ كله أغان تافهة غثة ليس لها معنى لمجرد أنك تملك المعدات اللازمة فهل ستكون سعيدا لو أتيت انا بمكبرات للصوت واستمعت بأعلى صوت لأوبرا عايدة مثلا ؟

أما عن مسئولى الشاطئ .. فهناك تقصير كبير جدا منهم فى حق المصطافين.. فعدد الحمامات قليل جدا والخدمة سيئة للغاية والمياه شبه مقطوعة دائما وليس هناك تنظيم فى أى مجال كما أن الخيم الكبيرة التى انتشرت بكثافة على طول الشاطئ حجبت تماما رؤية البحر .

أنا أعلم تماما أن معظم فئات مصيفى اليوم الواحد يعيشون حياة خشنة ليس فيها أنواع كثيرة من الترف ولا من رفاهية السلوك الحضارى، وربما يفعلون ذلك فى بيوتهم ومدنهم بمنتهى الحرية دون أن يحتج عليهم أحد لكن .. كما أن ذلك اليوم استثنائى فى حياتك فلتجعل هذا الاستثناء يتعدى المرح والحرية إلى السلوك الإنسانى المتحضر حتى يستطيع من يأتى بعدك أن يستمتع بنظافة وجمال الشاطئ.
وأخيرا .. الشاطئ ملك للجميع فلا تجعل من يأتى بعدك يندم على وجودك فى الحياة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

جمال البحر

عدد الردود 0

بواسطة:

م اجمد على

كلام فى الصميم

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل الخواجه

برافو استاذه علا

عدد الردود 0

بواسطة:

ابداوا بانفسكم

ابداوا بانفسكم

ابداوا بانفسكم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة